-

اضطراب الشخصية الاجتنابي

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

يعد اضطراب الشخصية الاجتنابي واحدًا من أهم الاضطرابات النفسية، فما معنى اضطراب الشخصية التجنبية، وما هي أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابي التي تؤدي إلى الإصابة به؟ إن الاضطرابات النفسية هي واحدة من الاضطرابات العصبية التي تصيب الكثير من البشر. بعض البشر لا يعلمون، في الحقيقة، أنهم مصابون بالاضطرابات، وهي تسبب لهم مشاكل في الحياة، وربما تعيق كل حياتهم. لنتعرف إذن على هذا الاضطراب.

تسجيل جين رانك باست...

Please enable JavaScript

تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

معنى اضطراب الشخصية التجنبية

في الحقيقة، إن اضطراب الشخصية الاجتنابي (أو التجنبية) هو واحد من الاضطرابات العصبية أو النفسية. إن معنى اضطراب الشخصية التجنبية هو وضع المصاب به لحدود كبيرة في التعامل والتواصل مع الآخرين، أيضًا فإنه يعني الخوف والرهاب والقلق الاجتماعي. كذلك، فإن هناك الكثير من الروابط بين معنى اضطراب الشخصية التجنبية ومعنى الرهاب الاجتماعي. يظهر المصاب بهذا الاضطراب سلوكيات متنوعة بين الخجل والقلق والكبح، أو الكبت الاجتماعي. يحوّل هذا الاضطراب حياة المصابين به إلى حياة رديئة النوعية. بالإضافة لما تقدم، يمكن لهذا الاضطراب أن يؤدي لأمراض نفسية مثل الاكتئاب أو القلق.

أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابي

ما هي أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابي؟

في الواقع، تتنوع أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابي، لكنها في الأغلب عوامل اجتماعية، أو وراثية، أو نفسية، أو قد تكون عوامل أخرى. وفي ما يلي:

عوامل وراثية

إذا توافرت البؤرة الوراثية المساعدة على ظهور الاضطراب فإنها في الغالب تؤدي إليه. تنتقل المورثات، بطبيعة الحال، من الآباء إلى الأبناء. بالتالي، فإن الجين المسؤول عن الاضطراب ينتقل بدوره إلى الأبناء.

عوامل اجتماعية

إن المقصود بالعوامل الاجتماعية، هو وجود الوسط الاجتماعي الغير ملائم لحياة صحية. التنمر الجندري، وكذلك المعاملة القاسية من الوسط المحيط، والنبذ والاحتقار، كلها عوامل اجتماعية تسبب للإنسان حياة قاسية اجتماعيًا. يتولد في داخل الإنسان إحساس بالدونية والعجز الاجتماعي. كما يكره الإنسان الوسط المحيط الذي ينبذه على الدوام، حيث يؤدي ذلك للإصابة بهذا الاضطراب.

عوامل نفسية

أيضًا، وبالإضافة لما تقدم، فإن العامل النفسي يشجع جدًا على ظهور الاضطراب. فقدان الإنسان لإيمانه بنفسه، وعدم قدرته على تحدي الصعوبات في التعامل مع الآخرين يؤدي للإصابة بهذا الاضطراب. كذلك تراكم الضغط، والشعور بالاحتياج المتواصل للمساعدة، والقلق النفسي المتواصل، واضطراب الوسواس القهري، كلها عوامل تساعد على ظهور الاضطراب.

أمراض جسدية

تلعب الأمراض الجسدية، خاصة المزمن منها، في بعض الحالات، دورًا في ظهور الاضطراب. غالبًا تكون هذه الأمراض هي أمراض مرتبطة بالنفسية، كحموضة المعدة (الارتجاع المريئي المعدي)، أو أمراض القلب، والسكر، والضغط، وغيرها. في الحقيقة، إن المرض النفسي مرتبط بالمرض الجسدي. كذلك، فإن الاضطراب النفسي قد تسببه عوامل مرضية جسدية.

الصدمة واضطراب الشخصية الاجتنابي

قد يكون الاضطراب ناتجًا عن حادث مخزن في ذاكرة الإنسان، حيث تخزن الذكريات في (الحصين) في الدماغ البشري. قد تكون الصدمة ناتجة عن خيانة، أو ربما خذلان من أحد الأصدقاء أو الأحبة. إن العلاقات المؤذية تكون السبب في الاضطراب إلى حد كبير، خاصةً إن كانت من أشخاص يحبهم الإنسان ولم يكن يعتقد بطبيعة الحال أن الأذى سيأتيه من قبلهم.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

تظهر على المصاب باضطراب الشخصية الاجتنابي أعراض كثيرة، ويصعب تشخيص الاضطراب سريريًا، نظرًا لأن المصاب لا يرغب في الكشف عن حالته. وفي ما يلي أغلب الأعراض التي تلاحظ على المصاب:

  • الخوف الشديد من العلاقات والتواصل مع الآخرين.
  • القلق والخجل حين يكون المضطرب متواجدًا في الأوساط الاجتماعية.
  • كذلك، يلاحظ على المصاب أنه يخاف من النبذ وعدم الاهتمام أو تجاهل الآخرين له.
  • أيضًا، يلاحظ على المصاب أنه يفرض العزلة على نفسه، وينغلق على نفسه في المنزل أو الغرفة.
  • بالإضافة لما تقدم، يكون المصاب فاقدًا لاحترامه لذاته.
  • كذلك فإن المصاب يلوم نفسه ويجلد ذاته بصورة متكررة.
  • يشك المصاب بالاضطراب بأي تصرف ينبع من الآخرين، وربما يعتقد أيضًا بأن كل تصرفاتهم موجهة ضده بصورة مباشرة.
  • إن المصاب بالاضطراب يعاني من مشاكل في إنتاجيته في العمل، أو في الدراسة، وأيضًا مشاكل الاستيعاب والتركيز.
  • كما يلاحظ على المصاب أنه يشعر بالعار دومًا عند تواجده مع الآخرين.
  • قد توجد أيضًا لدى المريض أعراض جسدية، كالحموضة، أو الارتجاع المريئي المعدي، أو الغثيان، أو الدوار.
  • في بعض الحالات الشديدة، قد يصاب المضطرب برهاب الأماكن العامة.

المضاعفات

قد تنجم، في بعض الحالات، ومع تفاقم اضطراب الشخصية الاجتنابي، مضاعفات قد تكون خطيرة. من أبرز المضاعفات:

  • الإصابة بالارتجاع المريئي المعدي المزمن.
  • كذلك، الإصابة بأمراض نفسية أخرى من ضمنها اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطراب الوسواس القهري.
  • أيضًا قد يصاب المضطرب بأمراض جسدية متنوعة.

علاج اضطراب الشخصية التجنبية

ما هي سبل علاج اضطراب الشخصية الاجتنابي؟

لا يصعب علاج اضطراب الشخصية الاجتنابي، خاصةً إن توافرت عند المصاب الإرادة الكافية، والرغبة في العلاج. في الحقيقة، إن تحديد المشكلة هو أول خطوات العلاج، وما دام المصاب يعرف أن لديه اضطراب فهذا وحده يعد خطوة من خطوات العلاج. يتم العلاج كالتالي:

علاج دوائي

لا يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي، في الواقع، إلا حين تتفاقم الأعراض، ويصبح المصاب بحاجة إليه. ويتم العلاج الدوائي بالتدريج، وفقًا لما يحدد الطبيب النفسي المعالج. يتم زيادة الجرعة بالتدريج، ويخصص وقت محدد للدواء، ثم يخفض الدواء بالتدريج أيضًا. ويتم العلاج الدوائي من خلال:

  • مضادات الذهان
  • محسنات المزاج
  • مضادات الاكتئاب (Antidepressants)
  • مضادات القلق

العلاج الاجتماعي

بالإضافة لما تقدم في العلاج الدوائي، يتم العلاج الاجتماعي من خلال تدريب المصاب بالاضطراب على المهارات الاجتماعية بالتدريج. يقابل المصاب أشخاصًا جدد، ويتم زيادة عدد الأشخاص الذين يقابلهم بالتدريج وصولاً إلى بناء العلاقات الاجتماعية بشكل جيد. يوصى بالمراقبة طوال فترة العلاج.

العلاج السلوكي

يعتمد العلاج السلوكي، بطبيعة الحال، على تدريب المصاب بالاضطراب على ردود فعل معينة كلما راودته الحالة النفسية. ويتم العلاج السلوكي بالاستعانة بطبيب نفسي تخصصه إرشادي. بمعنى آخر، ما هو الفعل وما هو رد الفعل المناسب له في كل لحظة من اللحظات النفسية التي يتعرض لها المضطرب.

العلاج النفسي

بالإضافة لما سبق من طرق علاجية، تأتي الخطوة الأخيرة النهائية، وهي العلاج النفسي التام. في الحقيقة، قد يتم هذا العلاج من دون الخطوات السابقة في حال توافر الإرادة الكافية والتصميم والإيمان بالنفس. إن العلاج النفسي هو العلاج الشامل والنهائي والحقيقي، لأنه علاج فعال لمدى طويل، ويعزز المناعة النفسية، ويزيد الخبرة في الحياة. كما أن العلاج النفسي يطور المهارات، ويزيد ثقة الإنسان بنفسه وبقدرته على مجابهة مشاكل الحياة وصعوباتها. كما يمنح العلاج النفسي المريض السكينة الناجمة عن فن التصالح مع الذات. يقضي العلاج النفسي على الاضطراب بصورة تامة على الأغلب.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على اضطراب الشخصية الاجتنابي، ونكون قد أدركنا خطورته ومضاعفاته في حال لم يتم الانتباه إليه ومعالجته. لا شك بأن الاضطرابات النفسية تنجم عن مشاكل حياتية تتسبب بها أمور خارجة عن إرادة الإنسان، ولكن الإنسان قادر على كل شيء. انطلاقًا من ذلك، فلا بد للإنسان أن يتسلح بالنفسية أولاً، وأن يعرف أمراضه واضطراباته لكي يتغلب عليها. لا يتم العلاج إلا بإدراك الألم، والسعي للتغير، ثم البدء في التغير. صحتنا النفسية هي كنزنا ورأسمالنا الذي يجب أن نحافظ عليه.