-

الزراعة الحيوية: نهج جديد للزراعة المستدامة

(اخر تعديل 2024-10-16 19:20:48 )
بواسطة

تعتبر الزراعة الحيوية، أو كما تُعرف أيضاً بالزراعة الديناميكية الحيوية، من الطرق الحديثة التي تهدف إلى تعزيز جودة التربة وتحسين صحة المحاصيل الزراعية من خلال استخدام مواد عضوية طبيعية، مثل روث الأبقار. ولكن، ما هي الزراعة الحيوية؟ وكيف تختلف عن الزراعة العضوية؟ دعونا نستكشف هذا الموضوع الشيق.

ما هي الزراعة الحيوية؟

الزراعة الحيوية هي نظام زراعي يركز على تحسين صحة التربة بطرق طبيعية، مما ينعكس إيجابياً على جودة المنتجات الزراعية. تعتمد هذه الطريقة على استخدام تقنيات مثل التقويم القمري، الذي يستند إلى حركة النجوم والقمر لتحديد أفضل الأوقات للزراعة والحصاد.

إلى جانب ذلك، يتم استخدام مستحضرات طبيعية مصنوعة من الأعشاب والمواد المعدنية وروث الحيوانات، مما يساهم في خلق سماد عضوي يحفز نمو الجذور ويعزز من قدرة التربة على دعم الحياة الميكروبية.

كيف بدأت الزراعة الديناميكية الحيوية؟

في عام 1938، قدم الفيلسوف النمساوي رودولف شتاينر مبادئ الزراعة الديناميكية الحيوية، حيث شجع المزارعين على النظر إلى الكون وتأثيراته قبل زراعة المحاصيل وحصادها. كان التركيز على استخدام التقويم القمري وروث الحيوانات كوسيلة لتحسين جودة التربة والمحاصيل.

على سبيل المثال، إحدى الطرق التي قدمها شتاينر كانت تتضمن تعبئة روث الأبقار في قرونها ودفنها تحت الأرض خلال الشتاء. بعد ذلك، تُخلط هذه المواد بالماء وتُطبق على التربة، حيث يُعتقد أن هذا المركب يحفز جذور النباتات على النمو.

إن التربة السطحية الغنية بالمواد العضوية تحتاج إلى آلاف السنين لتصل إلى حالتها الحالية، حيث تدعم نشاطاً ميكروبيولوجياً نشطاً. ومع ذلك، فقد أدت الزراعة التقليدية إلى تدمير الكثير من هذه الكائنات الدقيقة المفيدة، مما يستدعي ضرورة تعديل أساليب الزراعة قبل أن نفقد التربة تمامًا.

استخدام روث الأبقار في الزراعة الحيوية

يعتبر روث الأبقار من المواد الغنية بالعناصر الغذائية، وعندما يتم دفنه في قرن بقرة تحت الأرض، حيث تبقى درجة الحرارة ثابتة خلال فصل الشتاء، فإنه يتخمر مثل العجين. بعد انتهاء عملية التخمر، يتم استخراج السماد وخلطه بالماء، مما يؤثر بشكل مباشر على الحياة الميكروبية في التربة.

يساعد استخدام رذاذ روث الأبقار على مدار العام في الحفاظ على مستويات جيدة من البكتيريا والفطريات. إذ يتم تعبئة السماد في قرن الثور في فصل الخريف ودفنه حتى الربيع، مما يؤدي إلى نشاط ميكروبيولوجي مكثف. وعندما يتم استخراج السماد المدفون، يمكن استخدامه كمادة طبيعية غنية بالفطريات والبكتيريا المفيدة.

على الرغم من الجدل حول هذه الطرق، إلا أن العديد من العلماء الزراعيين يؤكدون على أهمية هذه الممارسات في تحسين جودة التربة وصحة النباتات.

استخدام التقويم القمري في الزراعة الحيوية

يعتبر احترام إيقاعات اليوم والسنة، بالإضافة إلى مراحل القمر، أمرًا بالغ الأهمية في الزراعة الحيوية. لقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير القمر على المد والجزر، مما يجعل من السهل تخيل تأثيره على النباتات التي تتكون بشكل كبير من المياه.

على سبيل المثال، تميل مستويات عصارة النبات إلى الانخفاض عندما يتضاءل القمر، وتكون أعلى عندما يكتمل القمر. باستخدام هذا الإيقاع، يمكن لمزارعي العنب معرفة أفضل الأوقات لتقليم النباتات، مما يؤثر على نشاط الكرمة في العام التالي.

أوجه التشابه بين الزراعة الحيوية والزراعة العضوية

تتشارك الزراعة الحيوية العديد من الخصائص مع الزراعة العضوية، مثل:

الامتناع عن استخدام المعالجات النباتية المصنعة

كلا النظامين يتجنبان استخدام المواد الكيميائية المصنعة، لكن هناك اختلافات ملحوظة. على سبيل المثال، تحد الزراعة الديناميكية الحيوية من استخدام كبريتات النحاس، مقارنة بالزراعة العضوية.

حرث الأرض لتقليل تأثير الأعشاب الضارة

تتبع الزراعة الحيوية أساليب مشابهة في حرث الأرض، حيث يساهم التسميد بالسماد أو الروث في تغذية المجموعات الميكروبية في التربة، مما يؤدي إلى تحويل هذه المواد إلى مواد عضوية غنية.

الحفاظ على جودة التربة

تهدف الزراعة الحيوية إلى خلق تربة صحية من خلال استخدام السماد العضوي وتناوب المحاصيل. وتستخدم المستحضرات الطبيعية لتعزيز الحياة الميكروبية الضرورية لخصوبة التربة، والتي يمكن أن تتأثر سلبًا بالأسمدة الكيميائية.
شراب التوت مدبلج 2 الحلقة 86

تعتبر الزراعة الحيوية طريقة مرخصة في أكثر من 60 دولة، وهي تمثل نهجًا شاملاً ومستدامًا في زراعة الأغذية. مع مرور الوقت، يمكن إعادة التربة التالفة إلى حالتها الصحية، مما يعزز من البيئة ويحقق تنوعًا بيولوجيًا أكبر.