-

اضطراب التشوه الجسمي

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

يعد اضطراب التشوه الجسمي واحدًا من الاضطرابات السلوكية النفسية، فما معنى اضطراب التشوه الجسمي، وما هي أسباب اضطراب التشوه الجسمي التي تؤدي للإصابة به؟ إن الصحة النفسية هي الكنز الأول للإنسان، وتسبب النفسية السيئة تأثيرًا يشمل الحياة بكل ما فيها. انطلاقًا من ذلك، وجب على الإنسان الحفاظ على سلامته النفسية. كذلك، فإن بعض الناس يصابون باضطرابات مختلفة لا يعلمون شيئًا عنها، لنتعرف إذن على هذا الاضطراب.

تسجيل جين رانك باست...

Please enable JavaScript

تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

معنى اضطراب التشوه الجسمي

في الحقيقة، إن معنى إضطراب التشوه الجسمي Body dysmorphic disorder؛ أو BDD هو المشاكل النفسية الناجمة عن خوف الإنسان من شكله، خاصةً إن كان فيه عيوب شكلية تتضمن المظهر البارز العام للجسم. بمعنى آخر، فإن هذا الاضطراب يعني مشاكل مع المجتمع والنفس بسبب عيب خلقي أو شكلي، أو بسبب القبح وغياب الجمال عن الجسم. يعرف أيضًا باسم (ديسمورفوفوبيا). قد يؤدي هذا الاضطراب إلى مشاكل نفسية خطيرة أخرى قد تصل حد القلق والاكتئاب الشديدين. كما أن هذا الاضطراب يؤثر جدًا على حياة المصاب به ويجعلها رديئة وصعبة.

أسباب اضطراب التشوه الجسمي

ما هي أسباب اضطراب التشوه الجسمي؟

إن إضطراب التشوه الجسمي ليس له سبب واضح محدد، ويعد من الاضطرابات صعبة التشخيص. غالبًا تكمن صعوبته من عدم إفصاح المصاب به عن حالته النفسية للناس والمجتمع المحيط. لكن، في العموم، تكون الأسباب كما يلي:

عيب خلقي

قد يكون المريض لديه عيب خلقي شكلي في جسمه، يمنعه هذا العيب من الإحساس بأنه يشبه بقية البشر. انطلاقًا من ذلك، قد يكون عيبًا في الوجه (الأنف، العينين، الذقن… إلخ) أو عيبًا في بقية أجزاء الجسم (ذراع، ساق… إلخ). يسبب العيب الخلقي نقصًا كبيرًا وعقدة حقيقية للمصاب.

عيب شكلي

قد يكون الاضطراب ناجمًا ليس عن عيب خلقي، بل عن عيب في شكله، أو ربما ما يعتقد أنه عيب في شكله. قد يرى المضطرب نفسه أقل من الآخرين جمالاً، بل قد يرى نفسه قبيحًا.

سوء المعاملة

أيضًا، قد يرتبط سوء المعاملة في الماضي أو في الحاضر، بظهور هذا الاضطراب. على الغالب تكون المعاملة السيئة من الأهل (أب، أم) أو التنمر الجندري من الأقارب أو المعارف أو الأصدقاء، أسباب مباشرة للاضطراب. إن التنمر والمعاملة السيئة يولدان في نفس الإنسان شعور بالنقص والدونية، لذلك، يصاب الإنسان بالاضطراب حكمًا.

اضطراب تشوه جسمي وراثي

قد ينتقل الاضطراب، نتيجة للوراثة من الأهل أو الوالدين، إلى الابن أو الابنة. غالبًا ما يكون الأهل أنفسهم لديهم عقدة نقص شكلية، أو عيب خلقي، أو عيب شكلي.

أعراض اضطراب التشوه الجسمي

تتسم أغلب أعراض اضطراب التشوه الجسمي بأنها نفسية بحتة، وقد يوجد بعض منها عضوي جسدي. وفيما يلي أهم الأعراض:

اضطراب الشخصية الاجتنابية

حيث يتجنب المصاب بالاضطراب الخروج من المنزل غالبًا، ويتجنب الآخرين وتكوين العلاقات الاجتماعية.

القلق واضطراب التشوه الجسمي

يؤدي مرض القلق، أيضًا، للإصابة بهذا الاضطراب. إن القلق الناجم عن العلاقات المؤذية، والتنمر، وسوء المعاملة، يؤدي لظهور الاضطراب.

الاكتئاب وإضطراب التشوه الجسمي

كذلك، يؤدي مرض الاكتئاب إلى الإصابة بهذا الاضطراب. عادةً ما يكون الاكتئاب ناجمًا عن مواقف سيئة يمر بها الإنسان، تتعلق بشكله البارز والعام. نتيجة لذلك، يصاب بعقدة نفسية ومن ثم يسقط في الاكتئاب.

سلوكيات متنوعة

من أبرز السلوكيات عند المصاب بهذا الاضطراب هو الهوس بكل أنواعه، والخوف الشديد من المرايا ومن النظر إلى الشكل في المرآة. كما أن المصاب بهذا الاضطراب يتجنب الحضور في مكان العمل، أو في الكلية. أيضًا فإن المصاب يستعمل مستحضرات تجميل إلى حد مبالغ به لكي يموه ويخفي العيوب. كذلك فإنه يعتمد على الآخرين كثيرًا، ولا يعتمد على نفسه.

أعراض نفسية أخرى

كذلك، تشاهد أعراض نفسية أخرى عند المصاب من أبرزها السلوكيات الانتحارية، وإدمان مشاهدة المشاهير المفضلين والهوس بأجسادهم. كذلك، يمكن أن لا يتحمل رؤية نفسه في الصور الفوتوغرافية. يمكن له بالإضافة لذلك أن يقوم بمقارنة نفسه بصورة مبالغ بها مع الآخرين، والبحث عن علاج لعيوبه الشكلية في الانترنت بشكل هوسي. أيضًا يمكن أن يصل الأمر به إلى إيذاء النفس.

مضاعفات اضطراب التشوه الجسمي

قد تنجم، في بعض الأحوال، عن اضطراب التشوه الجسمي مضاعفات خطيرة. من أهم هذه المضاعفات:

  • فقدان احترام الذات بصورة نهائية.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • حموضة المعدة، أو الارتجاع المريئي المعدي المزمن.
  • أمراض جسدية خطيرة (قلب، سكر، ضغط، سكتة دماغية… إلخ).
  • الانتحار.

علاج اضطراب التشوه الجسمي

ما هي سبل العلاج الممكنة لهذا الاضطراب؟

بطبيعة الحال، فإن علاج اضطراب التشوه الجسمي هو أمر صعب للغاية. تكمن صعوبة العلاج بأن المصاب بالاضطراب لا يرغب في علاج نفسه، ولتكوّن قناعة راسخة في داخله بأنه معيوب بالفعل ولا يمكن له أن يحل ذلك مهما فعل. ويتم العلاج كالتالي:

علاج دوائي

يمكن العلاج الدوائي في حال كانت هنالك أمراض مرافقة كالاكتئاب والقلق. عندها يتم استخدام مضادات الاكتئاب ومضادات القلق ومضادات الذهان (Antipsychotic). لكن العلاج الدوائي لا ينفع في علاج الاضطراب نفسه.

علاج سلوكي

إن العلاج السلوكي قد يلعب دورًا هامًا في علاج الاضطراب. يتطلب هذا العلاج وجود شخص يحب المريض إلى جانبه طوال فترة العلاج، بحيث يدربه على التصرف ورد الفعل مع كل موقف يمر به، خاصةً ردود الفعل النفسية. يتطلب العلاج السلوكي الصبر الشديد والإرادة والمراقبة.

علاج نفسي

إن العلاج النفسي، في الحقيقة، هو العلاج النهائي، والأضمن، والأكثر فعالية. يتم العلاج من خلال تبديل المضطرب لقناعاته وسلوكياته، بأن يدرك بأن عيوبه لا تعني أن ينتقم من نفسه بهذا الشكل. ربما عليه أن يتقبل هذه العيوب إن لم يستطع علاجها، وأن يحترم ذاته، ويتوقف عن جلد الذات. كذلك، فإن إيمان المرء بقدراته، وسعيه للتغير نحو الأفضل، من شأنه أن يعالج الاضطراب. رغم كل ما تقدم، يصعب علاج هذا الاضطراب إلى حد كبير.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على اضطراب التشوه الجسمي، ونكون قد حددنا أسبابه وجذوره. أيضًا، نكون قد ألمّينا بالمضاعفات الخطيرة التي قد يسببها الاضطراب. كذلك، نكون قد أحطنا الاضطراب بسبل العلاج الممكنة. لا بد للإنسان من أن يعالج اضطراباته النفسية أولاً قبل الأمراض النفسية، لأن الصحة النفسية هي الكنز الأكبر للإنسان.