تعتبر دودة اللوز واحدة من الحشرات الاقتصادية الضارة بالأشجار المثمرة، وتسبب هذه الآفة أضرارًا تتفاوت في شدتها من مكان إلى آخر، وتصيب عددًا من الأشجار خاصة اللوزيات، فما هي دلالات الإصابة بدودة اللوز، وما هي سبل مكافحة دودة اللوز التي يمكن أن يلجأ إليها المزارع في حال الإصابة؟ اكتشف أهم المعلومات عنها ووصف ودورة حياة هذه الفراشة.
فراشة دودة اللوز
في الحقيقة، تسمى هذه الحشرة أيضًا بـ (فراشة اللوز الحرشفية)، كما أنها تسمى بالإضافة لذلك بـ (أبو دقيق ذو العروق السوداء) أو (الفراشة البيضاء ذات العروق السوداء). تعتبر فراشة دودة اللوز واحدة من أهم الآفات الزراعية في دول شرق المتوسط، وأوربا، وآسيا. في العموم، فإن هذه الحشرة قد لا تسبب أضرارًا تذكر في بعض المناطق، ولكن من جهة أخرى، قد تسبب أضرارًا كبيرة في مناطق أخرى.
مع ذلك فهي ليست بمستوى خطورة آفات اللوز أخرى كالكابنودس مثلاً. انطلاقًا من ذلك، يختلف الضرر الناجم عن هذه الحشرة حسب منطقة تواجدها والمناخ السائد في تلك المنطقة. تتواجد هذه الفراشة في لبنان، وسورية، والعراق، والأردن، وتركيا، وفلسطين.
وصف دودة اللوز
بشكل عام، يشبه شكل دودة اللوز إلى حد كبير شكل فراشة أبو دقيق الملفوف بأنواعها المختلفة. وفي ما يلي أبرز 3 مراحل لهذه الحشرة:
فراشة دودة اللوز الكاملة
إن الفراشة كبيرة الحجم بحوالي ٦سم. جسم الفراشة داكن والأجنحة ذات لون أبيض إلى أبيض مصفر ولها عروق سوداء أو بنية واضحة بشكل تام. عمومًا، فإن الفراشة الكاملة جميلة جدًا وذات شكل مميز.
يرقات دودة اللوز
أما اليرقات فهي زرقاء رمادية تمتد على ظهرها خطوط طويلة سوداء أو رمادية، كما يتواجد على جانبي جسمها خطوط صفراء.
مرحلة العذراء
بينما العذراء من الفراشة فهي عارية تمامًا ولونها أصفر مبيض، كما تتواجد عليها خطوط سوداء موزعة بنظام خاص.
عوائل الحشرة
إن دودة اللوز حشرة متعددة العوائل تمامًا مثل نمر الإجاص. تصيب هذه الآفة كافة أشجار اللوزيات (كرز، مشمش، دراق، خوخ، زعرور… إلخ)، ولكنها تفضل اللوز بصورة خاصة. كما أن هذه الآفة تصيب الفصيلة الوردية، أيضًا فهي تصيب أشجار التفاحيات المثمرة (تفاح، إجاص، سفرجل).
الإصابة بدودة اللوز
تقتصر الإصابة بدودة اللوز على الأوراق؛ حيث أن الطور الضار هو اليرقات. تتغذى اليرقات أولاً على السطح العلوي فقط للأوراق وينتج عن ذلك ثقوب مختلفة الأحجام والأشكال. بعد ذلك، تقوم اليرقات بربط خيوط حريرية من مفرازتها الخاصة حيث تربط عددًا من الأوراق حديثة النمو مع بعضها البعض. في حالة الإصابة الشديدة تقرض اليرقات الأوراق بالكامل (السطح العلوي والسفلي معًا) ولا يبقى من الأوراق إلا العروق المتوسطة. بالإضافة لذلك، قد تتعرى الأشجار تمامًا من أوراقها. كما أن الآفة يمكن أن تهاجم البراعم نادرًا.
مدى الخطورة
تنبع خطورة دودة اللوز فقط حين تتكاثر بشكل كبير. في الحقيقة، قد لا تكون خطيرة في بعض الحالات. مع ذلك، فإن الحشرة يمكن لها أن تكون خطيرة في بعض المناطق التي يناسبها المناخ فيها ويشجع النمو كالمناخ المتوسطي المنوذجي. إذا تكاثرت الآفة بشكل كبير دون أن تتم مكافحتها، فإن الإصابة بها تسبب ضعف الأشجار العام، وذلك يجذب عددًا من الآفات مثل آفة حفار التفاح، ونمر الإجاص، وآفة الدفلة القشرية. مع تفاقم الإصابة قد يضطر المزراع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.
عوامل تشجع دودة اللوز
في الواقع، إن هناك جملة من العوامل الزراعية والميكانيكية تلعب دورًا في تشجيع ظهور دودة اللوز، ومن هذه العوامل:
- استخدام المبيدات بصورة غير مدروسة وغير موجهة، مما يؤدي إلى تكوين سلالات جديدة من الآفات قادرة على التغلب على المبيدات.
- كذلك فإن استعمال نفس المبيد في كل موسم يضعف الحقل ويشكل بؤرة لجذب الآفات.
- أيضًا، فإن إهمال الأعشاب في المنطقة، من شأنه أن يشجع نمو الآفات عليها بصورة مختئبة، ومنها هذه الفراشة التي قد تتعذر على الأعشاب.
- كما أن عدم الاهتمام بالتسميد المتوازن يشجع الإصابة؛ حيث يجب أن يتم التسميد الفوسفوري والآزوتي والبوتاسي بصورة متوازنة ومحسوبة.
دورة الحياة
إن دورة حياة دودة اللوز تتشابه إلى حد كبير مع غيرها من فراشات الربيع من أمثال فراشة العنب. تمضي الآفة فصل الشتاء بطور يرقات غير مكتملة النمو توجد ضمن شبكة حريرية بصورة أعشاش صغيرة في نهاية الفروع المصابة. قد يتواجد في العش الواحد أكثر من أربعين يرقة. بعد ذلك، في الربيع، تنشط اليرقات وتتحرك من أعشاشها وتتجه للبراعم والأوراق الحديثة الغضة وتتغذى هناك عليها وتقرض الأوراق حتى اكتمال نموها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. قد يكتمل نموها مع أوائل نيسان أو في أواخر أيار.
بعد ذلك، تتوقف عن الغذاء وتتحول لعذارى. بعد أسبوع تخرج الفراشات، قد تخرج على شكل جيل واحد أو جيلين في بعض المناطق. تضع الأنثى البيض بمعدل ٢٠٠ بيضة على السطح العلوي للأوراق. قد تبقى اليرقات ساكنة ضمن الأعشاش خلال الصيف والخريف والشتاء معًا، ثم تعيد بعد ذلك دورة الحياة.
مكافحة دودة اللوز
قد لا يضطر المزارع لمكافحة دودة اللوز في بعض الأحيان، مع ذلك، ومع تفاقم الإصابة وظهور آفات أخرى، سيضطر المزارع للمكافحة. وفي ما يلي طرق المكافحة:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال العناية العامة بالحقل من ري جيد ومتوازن وتسميد مدروس ومحسوب بالآزوت (N) والفوسفور (P) والبوتاس (K). كما يجب على المزارع التخلص من الأعشاب المحيطة بالحقل أو الموبوءة في داخله. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع استعمال مصائد وقائية جاذبة أو فرمونية، وقد تكون المصائد بلاستيكية، أو زجاجية. كما يجب قطع الأعشاش بصورة نهائية وحرقها بعيدًا عن الأشجار المثمرة.
مكافحة استئصالية
عند الاضطرار لعمليات المكافحة الكيميائية يتم استعمال المبيدات الجهازية الاختيارية لكي لا تتأثر البيئة بها، ولكي لا تؤثر على الأعداء الحيوية والحشرات النافعة كنحل العسل ودود القز. يمكن أن يستعمل مستخلص نبات القاصيا Quassia عوضًا عن المبيدات لكي لا يتأثر النحل أو الحشرات النافعة. ينصح باستعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية، من أمثال باراثيون ميثيل Parathion- methyl، أو دايمواث Dimethoate.
يمكن استعمال المبيد (Carbaryl) لأنه متخصص بهذه الأنواع من الفراشات أكثر. يراعى أن تتم عمليات المكافحة في بداية الربيع بالتوقيت مع توقع الإصابة وقبل وصولها للحد الحرج أو العتبة الاقتصادية. يمكن بالإضافة لما تقدم، استعمال مبيدات حشرات بالملامسة، مثل دلتامثرين Deltamethrin وكلورثيون Chlorthion.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة اللوز والعوامل المشجعة على إصابة الحقول بها، وكذلك أضرارها الممكنة في حال تكاثرها بشكل كبير أو تفاقم الإصابة. أيضًا نكون قد تعرفنا على دورة الحياة، وسبل المكافحة الممكنة التي يجب على المزارع اتباعها للوقاية والعلاج. لا بد للمزارع أن يكون حريصًا على أرضه وعلى ما يزرع، وأن يعرف شيئًا عن هذه الآفات التي قد تسبب له ضررًا للإنتاج.