-

أقسام علم الفلك وأهميته

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

حين كبرنا تعلمنا مما خلفه أجدادنا واكتشفوه عن علم ذو آفاق واسعة يدعى علم الفلك ذلك العلم الذي يتناول الكواكب والنجوم والأجرام السماوية ويقدم المعلومات والأبحاث حول الفضاء الخفي وما يجري هناك بعيدا عن كوكب الأرض. أقسام علم الفلك كثيرة وكل قسم يدرس مجال معين مثل علم الفلك الكوكبي، الشمسي والرصدي أيضاً.

تاريخ علم الفلك

ليس علم الفلك بعلم حديث إلا أن التطويرات والقفزات العلمية التي شهدها تعتبر حديثة العهد وسريعة مقارنة بعمر الحضارات. أثبت التاريخ والآثار المتبقية أن الحضارات القديمة مثل الفراعنة والبابليين والفينيقيين وغيرهم استخدموا علوم الفلك ليس فقط في التنجيم والتنبؤ بالمستقبل بل بطريقة علمية حيث أنهم بحثوا في كل ما استطاعوا رصده في الفضاء. فقد كان الاعتماد على النجوم كبيرا في معرفة الاتجاهات ليساعد في السفر والملاحة والزراعة.

رصد الكسوف والخسوف

قد تمكنوا فيما مضى من رصد الكسوف والخسوف والتنبؤ به حيث أن مراقبة الشمس والقمر ساعدت في تقسيم الوقت خلال اليوم. كذلك تقسيم الأيام والشهور وتحديد السنة بناء على دورة الأرض حول الشمس حتى أننا لا نزال حتى يومنا هذا نسمي بعض الأيام بأسماء الكواكب. فقد قام أجدادنا بتأسيس هذا العلم على الرغم من قصر الأدوات والمعلومات.

من أهم تاريخ علم الفلك استخدام التلسكوب

لقد كان هناك العديد من العلماء ومن مختلف الحضارات الذين تركوا بصمتهم في علم الفلك وساهموا في كشف الستار عن العديد من الأسئلة الغامضة. إلا أن الذي حقق قفزة ثورية في علم الفلك هو اختراع التلسكوب الذي من خلاله تم اعتبار “جاليلو جاليلي” الذي هو عالم فلك وفيلسوف وفيزيائي إيطالي ولد عام 1564 مؤسس علم الفلك الحديث وهو الذي دافع عن نظرية مركزية الشمس حيث قام باستخدام التلسكوب في مراقبة الفضاء ووضع بعض الفرضيات موضع الإثبات. فقد اكتشف وجود تضاريس على سطح القمر ولاحظ وجود أقمار لكوكب المشتري. كما أنه راقب النجوم الهائلة في الفضاء.

تصوير الكواكب

أقسام علم الفلك

على الرغم من الثورة العلمية التي حققها اختراع التلسكوب إلا أن التطور الأعظم حدث عندما تمكن الإنسان من خرق الغلاف الجوي بمركباته الفضائية نحو الفضاء المجهول ليبدأ في رحلة جديدة ورسم علم الفلك بدقة. ليتمكن من تصوير الكواكب والنجوم وتحديد ما يجري في الفضاء من ظواهر عن قرب.

ففي عام 1961 انطلقت المركبة الفضائية الروسية فوستوك 1 على متنها رائد الفضاء الروسي “يوري جاجارين” ليكون هو أول إنسان يعبر إلى الفضاء الخارجي ليدور حول الأرض.

أما في عام 1969 فقد قامت الولايات المتحدة الأميركية بإطلاق مركبة أبولو 11 ليكون “نيل أرمسترونغ وبز ألدرن” أول قدمان تطأن سطح القمر. فقد استمر إطلاق المركبات الفضائية المأهولة وغير المأهولة لأهداف متنوعة وللعمل على المشاركة في أبحاث ودراسات فلكية وتحقيق اكتشافات تساهم في توسيع الرؤية المحدودة للفضاء وتؤثر على باقي العلوم المختلفة كعلم الفيزياء الذي كان له النصيب الأكبر في التأثر بعلوم الفلك.

أقسام علم الفلك

ينقسم علم الفلك الحديث إلى قسمين أساسيين هما: علم الفلك الرصدي، والنظري.

أقسام علم الفلك

علم الفلك الرصدي: يعتمد على رصد كل ما يحتويه الفضاء بعدة طرق ساهم فيها تزاوجه مع باقي العلوم المختلفة ليتمكن من تحقيق انتصارات علمية مختلفة لم نكن لنتخيل حدوثها.

أما علم الفلك النظري: فقد اهتم في وصف وتحليل مكونات الفضاء وما يجري فيه وكان الاعتماد الأكبر في ذلك على علم الفيزياء والكيمياء.

كما أن هناك أيضا عدة فروع لعلم الفلك ونذكر منها:

  • علم الفلك الكوكبي المختص بدراسة الكواكب، الكويكبات والمذنبات.
  • علم الفلك الشمسي ويتناول الشمس وتفحصها ودراستها وما تؤثر على بقية الكواكب والأجرام.
  • النجمي ويدرس النجوم وحياتها.
  • المجرّي الذي يتفحص مجرة درب التبانة الذي تعتبر مجموعتنا الشمسية جزءا منها.
  • علم الفلك خارج المجري والذي يلفت النظر إلى المجرات الأخرى والذي قدر الباحثون عددها من 100 إلى 200 مليار مجرة.
  • علم الكونيات والذي يدرس أصل الكون وتطوره.

أهمية علم الفلك

لا فائدة من علم لا نفع منه فلعلم الفلك نفعه العظيم خاصة عند ربطه مع باقي العلوم. وقد يبدو بأن الاهتمام الحقيقي بهذا العلم بدأ لأسباب أمنية ودفاعية. إلا أن تأثيره في حياة الفرد والمجتمع والدول كان عظيما ًبدءا من محو جهلنا حول كوكبنا والكواكب المختلف إلى تقديم أوصاف دقيقة لكواكب المجوعة الشمسية وما حولها.

  • ساهم غزو الفضاء بالأقمار الصناعية الإنسان في قراءة المستقبل فساعد في توقع المناخ والعواصف. كذلك مراقبة ما يجري حول كوكبنا من حركة النيازك وغيرها.
  • والتنبؤ بدقة بالخسوف والكسوف.
  • كما تم ربط تلك الأقمار بوسائل التكنلوجيا الحديثة لتساعدنا في معرفة الأماكن والتوجهات. بالإضافة لوجود تطبيقات تساعد في مشاهدة القبة الكروية.
  • لقد ساعدت الاكتشافات والدراسات في تطوير العديد من النظريات العلمية ولا يزال العلماء يحلمون في غزو الفضاء وخلق مستعمرات على بعض الكواكب على أمل التمكن يوما ما من إيجاد كوكب يشبه إلى حد ما كوكب الأرض.

    أهم اكتشافات علم الفلك

    الانفجار العظيم

    وهي النظرية التي تبين نشأة الكون حيث تقول إن الكون بدأ من نقطة كثيفة وحارة منذ حوالي 13.7 مليار سنة ثم حدث انفجار متمدد كبر فيه الكون بشكل هائل. فمع التمدد بدأ يبرد ويصبح أقل كثافة ليخضع مع الوقت للعديد من العمليات التي ساهمت في تكون الكواكب والنجوم وغيرها.

    المادة المظلمة

    هي مادة موجودة في الكون تم استنتاج وجودها من مراقبة تأثير الجاذبية ومنها أثرها على النجوم في مجرتنا وعلى حركة المجرات.

    الطاقة المظلمة

    هو شكل افتراضي للطاقة التي تملأ الفضاء والتي تساهم في تمدد الكون وهي ليست شكلا معروفا من أشكال الطاقة.

    إشعاع خلفية كوني ميكروي

    هو عبارة عن إشعاعات كهرومغناطيسية موجودة في الكون بنفس التوزيع والشدة فهي تعتبر من الأدلة على حصول الانفجار العظيم.

    انفجار أشعة غاما

    هي ومضات من أشعة غاما مرتبطة بانفجارات في المجرات البعيدة وهي خليط من أشعة كهرومغناطيسية ذات أطوال أمواج مختلفة.

    الثقوب السوداء

    تقول النظرية النسبية العامة أنه يمكن لكتلة مضغوطة بقدر معين إحداث تشوه في الزمكان لتشكل ثقب أسود وهو ليس ثقب بالمعنى الحرفي. إلا أن له قوة جذب كبيرة بحيث لا يمكن لأي شيء الإفلات منها.

    إشعاع هوكينغ

    نسبة إلى ستيفن هوكينغ الذي يقول أن للثقوب السوداء إشعاع حراري يصدر عنها نتيجة لظواهر كمومية.

    لا تنتهي الاكتشافات المذهلة التي وضعها علماء الفلك والفيزياء أمثال “ماكس بلانك”، “إدوين هابل”، “ألبرت أينشتاين”، “كارل ساجان”،”ستيفن هوكينغ” ونيل تايسون وغيرها من العلماء من كل أنحاء العالم دفعهم الفضول والشغف بالمعرفة إلى تطوير الأبحاث والدراسات للوصول إلى اكتشافات جديدة تغني البشرية وتثريها.

    على الرغم من كل تلك الاكتشافات وتطور الأدوات والإمكانيات الخارقة والمذهلة التي تمكن الإنسان من خلقها. إلا أن الأسئلة لا تزال كثيرة والفرضيات في انتظار إثباتها ولا يزال الغموض يكتنف هذا الفضاء الواسع الذي نعلم أننا لن نتمكن يوما من الكشف عن كل أسراره ولا تخطي جميع حدوده فهو أعظم من أن يتم احتواءه واستيعابه وإلى أن يأتي ذلك الوقت في كشف المجهول لنا أن ندمج ما اكتشفه العلماء مع خيالنا الخصب لخلق فرضيات جديدة مثيرة للجدل تنتظر من الجيل القادم إثباتها.