يتم تصميم النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى من خلال اعتماد حمية غذائية منتظمة ومتخصصة، حيث أنها ذات أهمية صحية ولها فوائد تنعكس على كيفيات تغذية مرضى سرطان الكلى وتحسن من عموم صحة الملتزمين بها، مما يرفع من مناعتهم ويحسن من تلقيهم للعلاج الكيماوي أو الجراحي.
تصميم النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى
لا يوجد نظام غذائي محدد يناسب جميع مرضى سرطان الكلى. حيث أن لكل شخص احتياجات خاصة بناء على مكانه في المسار العلاجي لسرطان الكلى ومرحلة تطور المرض. كذلك يعتمد تصميم النظام الغذائي لسرطان الكلى على وجود أمراض مصاحبة، مثل:
- السكري.
- أمراض الكلى المزمنة.
- تليف الكبد.
- أمراض القلب المزمنة.
- ارتفاع ضغط.
لذا يجب على مرضى سرطان الكلى الاستعانة بخبير تغذية يبني لهم نظامهم الغذائي بشكل متخصص يلائم طبيعتهم الشخصية. ومن أهم الخصائص التي يجب أن يتمتع بها النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى:
النظام الغذائي يحقق التوازن
من فوائد وأهمية حمية سرطان الكلى أنها يجب أن تحقق التوازن الغذائي للملتزمين بها. وذلك بأن يكون لكل مجموعة غذائية نسبة محددة لاستهلاكاها. حيث يكون حوالي ثلث النظام الغذائي الصحي عبارة عن فواكه وخضروات. بينما ثلث الآخر عبارة عن كربوهيدرات، مثل:
- الخبز.
- الأرز.
- البطاطس.
- المعكرونة.
أما الثلث المتبقي فيجب أن يتكون من مواد غذائية تُصدر البروتين للجسم، مثل:
- الحليب أو منتجات الألبان.
- اللحوم أو الأسماك.
- البيض.
- الفاصوليا.
أما بالنسبة للدهون فيجب أن تكون نسبتها ضئيلة كمجرد إضافات صغيرة للوجبات الغذائية. وتكمن أهمية التوازن في النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلية في عدة أمور:
- التوازن يوفر طاقة اللازمة للجسم.
- يعمل التوازن على إمداد الجسم بكافة احتياجاته من العناصر الغذائية.
- يضمن التوازن عدم حدوث خلل في أحد المسارات الأيضية للجسم.
- يسهم التوازن في تحسن الصحة العامة للجسم.
- يقلل التوازن من مخاطر الإصابة بالأمراض أو الاضطرابات.
النظام الغذائي يحافظ على الوزن المثالي
حتى يكون لحمية سرطان الكلى أهمية وفوائد عليهم فيجب أن تساعدهم على المحافظة على الوزن المثالي لهم. يُستخدم مؤشر كتلة الجسم لتحديد ما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي يتناسب مع طوله. ولكي يتم الحفاظ على الوزن من خلال النظام الغذائي فيجب أن يتضمن غذاء صحيا ومنتظما، كما يجب أن يضمن تجنب الوجبات السريعة والتي تحتوي على فاتحات الشهية وتهيج الدماغ من خلال روائح البهارات المبالغ فيها.
النظام الغذائي يضيف المتعة إلى الغذاء
يهمل كثير من خبراء الصحة هذه النقطة، اعتقادا منهم أن الغرض الأساسي للنظام الغذائي تحصيل الفوائد الغذائية، مما ينعكس سلبا على صحة مرضى سرطان الكلى، لكن فقدان المتعة من النظام الغذائي قد يسبب ردود فعل من الحرمان والإحجام عن الغذاء الصحي، كما أن تناول طعام لا يتوافق مع مزاج المرضى يؤثر سلبا على الصحة النفسية والتي من الضروري أن يتم مراعاتها للتغلب على السرطان. كون الغذاء صحيا فلا يعني بالضرورة أن يسلب من المرضى إمكانيتهم بالتمتع بالغذاء، لذا يمكن لخبير التغذية عرض عدة خيارات من الأطعمة الصحية لبناء نظام صحي يتفق مع رغبات المريض.
النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى ينظم مواعيد الطعام
لا يجب أن يقتصر النظام الغذائي على نوعية وكمية الأغذية التي يتناولها مرضى سرطان الكلى بل أيضا يحدد مواقيت ومواعيد تناول تلك الأغذية، فإن عدم الانتظام المواعيد كأن يتغير الفارق الزمني بين الوجبات بشكل غير منتظم يخلق تخبطا في كيفية تعامل الجسم مع الأغذية، فقد يميل إلى تخزين الأغذية والاحتفاظ بها دون أن يقوم بحرقها إذا شعر الجسم بالتبعاد بين الوجبات فهذا ينشأ عنه زيادة غير مرغوبة في الجسم وتؤثر بشكل سلبي على مقاومة الجسم لسرطان الكلى. حيث يمكن إجمال تأثير الانتظام على صحة الجسم بالنقاط التالية:
- توزيع الطاقة بانتظام على مدار اليوم.
- يمنع حدوث الذروة سواء في الانخفاض أو الارتفاع في مستويات السكر في الدم.
- يمنع الإفراط في تناول الطعام أو الشراهة.
الأطعمة النشوية في النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى
تعتبر الأطعمة النشوية مهمة في النظام الغذائي لأنها المصدر الرئيسي للطاقة للجسم. كما تعتبر الأطعمة النشوية مصدرا جيدا لفيتامينات ب اللازمة لدعم وزيادة معدل التمثيل الغذائي، وتحتوي أيضًا على بعض الكالسيوم والحديد.
الألياف في النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى
لا يحتوي النظام الغذائي لمعظم الناس على ما يكفي من الألياف ويحتاج الناس إلى تناول 18 جراما من الألياف يوميا، من فوائد الألياف لمرضى سرطان الكلى:
- تساعد الجهاز الهضمي على معالجة الطعام.
- تعزز من امتصاص العناصر الغذائية.
- تقضي على الإمساك.
- تقلل مستوى الكوليسترول في الدم.
- تساهم في التحكم بمستوى السكر في الدم.
- تتحكم بالشهية مما يساعد على ضبط الوزن المثالي.
الدهون في النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى
من فوائد الدهون لمرضى سرطان الكلى:
- تعتبر الدهون مصدرا مركّزا للطاقة التي يحتاجها مرضى سرطان الكلى.
- توفر الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون A و D و E و K.
- تعمل الدهون على حماية الأعضاء والأحشاء الداخلية.
- تشارك في التمثيل الغذائي وإصلاح الأنسجة.
هناك نوعان رئيسيان من الدهون، مشبع وغير مشبع. ومن مصادر الدهون المشبعة:
- اللحوم.
- الحليب كامل الدسم.
- القشدة أو والزبدة.
- الزبادي كامل الدسم.
- الجبن أو السمن.
كما توجد في الأطعمة المصنعة، مثل:
- الكعك.
- البسكويت.
- رقائق البطاطس.
حيث يتم إضافتها إلى الطعام لإطالة العمر الافتراضي. لكن يجب الحد من الدهون المشبعة والمتحولة في نظام غذائي صحي لأنها ترفع مستويات الكوليسترول وتساهم في تطور مرض سرطان الكلى.
الدهون غير المشبعة لمرضى سرطان الكلى
هي بديل صحي للدهون المشبعة. تحتوي الدهون غير المشبعة على أحماض دهنية أساسية لا يستطيع الجسم صنعها وأوميغا 3 والتي يمكن أن تعرقل من تطور سرطان الكلى. تتوفر الدهون غير المشبعة في الزيت النباتي، مثل:
- زيت الزيتون
- البذور
- الأسماك الزيتية: السردين، السلمون
- المكسرات.
- الأفوكادو.
يمكن تقليل الدهون المشبعة في النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى عن طريق:
- استخدام قطع اللحم الخالية من الدهون وإزالة أي دهون ظاهرة من اللحم قبل الطهي.
- استخدام كمية أقل من الزبدة واختيار دهن نباتي أو زيت.
- شواء الطعام أو طهيه بالبخار أو خَبزه بدلاً من القلي.
- اختيار منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل الحليب شبه منزوع الدسم والزبادي والجبن قليل الدسم.
- تناول الفاكهة أو البذور أو المكسرات كوجبة خفيفة بدلاً من البسكويت أو الكعك أو رقائق البطاطس.
الفواكه في النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى
يجب أن يحتوي النظام الغذائي الصحي على خمسة أنواع على الأقل من الفاكهة والخضروات من مصادر متنوعة، مثل:
- كوب واحد من عصير الفاكهة غير المحلى (150 مل).
- ثمرة فاكهة متوسطة الحجم: تفاحة أو برتقالة.
- ملعقتان كبيرتان من الخضار.
- وعاء صغير من السلطة الجانبية.
- فاكهة صغيرة مثل البرقوق.
- حفنة من التوت أو فاكهة مجففة.
لا يجب على مرضى سرطان الكلى يتجنبوا تناول الموز، ولكن يجب تجنب الكميات زائدة حيث إنه غني بالبوتاسيوم ويمكن أن تتأثر وظائف الكلى بعد استئصال الكلية بجراحة السرطان.
الملح في النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى
يأتي معظم الملح في وجباتنا الغذائية من الملح المضاف إلى الأطعمة المصنعة أثناء عملية التصنيع. يحتوي الخبز على أعلى كميات من الملح بين جميع الأطعمة التي نتناولها. يأكل معظمنا حوالي 12 جراما من الملح يوميا. وقد حُددت كمية الملح الصحية في اليوم ب 3 جرام يوميا. ارتبط تناول الملح المرتفع بارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر سلبا على سرطان الكلى. يبحث مصنعو المواد الغذائية عن طرق لتقليل كمية الملح التي يضيفونها إلى الأطعمة المصنعة من خلال البحث عن نكهات بديلة ، مثل كلوريد البوتاسيوم Potassium chloride. ومع ذلك ، قد يكون لهذا آثار على المرضى الذين يعانون من خلل في وظائف الكلى. ويمكن التقليل من تناول الملح عن طريق:
- تجنب الملح على مائدة الطعام.
- استخدام الأعشاب والتوابل لإضفاء النكهة مثل الثوم والزعتر وإكليل الجبل والليمون.
- تجنب مكعبات المرق والتوابل والصلصات الجاهزة فهي تحتوي على الكثير من الملح.
- الابتعاد عن الأطعمة المدخنة والمملحة التي تحتوي على نسب عالية من الملح.
- تجنب بدائل الملح ، مثل ملح اللوز لأنها تحتوي على الكثير من البوتاسيوم، الذي يضر مرضى سرطان الكلى.
يعتبر النظام الغذائي لمرضى سرطان الكلى آداة لكبح السرطان والتقليل من حدة أعراضه، حيث أنه عبارة عن حمية غذائية تمثل أهمية صحية كبرى ولها فوائد كثيرة تحسن من تغذية وصحة مرضى سرطان الكلى.