الأوكالبتوس نبات دائم الخضرة، له العديد من الفوائد المميزة. إذ يستخرج منه زيت الاوكالبتوس الذي يستخدم بشكل موضعي لحماية الجلد. في حين تتنوع فوائد ومضار الاوكالبتوس بين المؤكدة وغير المؤكدة، إلا أن الأبحاث لا تزال قائمة بصدد اختبار جميع الاحتمالات. تعرف معنا إليه وإلى أهم فوائده وأبرز استخداماته وإلى أبرز 3 أنواع له.
ما هو الأوكالبتوس؟
الاوكالبتوس هي شجرة دائمة الخضرة سريعة النمو موطنها الأصلي استراليا إلا أنها تنمو في مختلف مناطق العالم، تستخدم لعلاج العديد من الحالات الطبية. تتميز أشجارها بلحائها الطويل، وأوراقها دائرية الشكل، التي يصعب مضغها فيما لو تم تناولها كاملة. كما ويتميز الاوكالبتوس بتنوعه الكبير، إذ يتوافر قرابة 400 نوع مختلف منها.
زيت الأوكالبتوس
يستخدم الزيت المُستخرج من هذه الشجرة كمطهر عام، ومكون في مستحضرات التجميل ومستحضرات الأسنان، وفي المذيبات الصناعية. وعادة ما يجري تبخير الأوراق لاستخراج الزيت منها، ويكون عديم اللون تميزه رائحته القوية.
طريقة زراعة الأكالبتوس
لزراعة الأوكالبتوس، يجب التأكيد على زراعتها خلال وقت محدد من السنة، إذ تجري زراعة البذور في مكان دافئ قبل 10 إلى 12 أسبوعًا من تاريخ آخر موجة صقيع متوقعة في منطقتك في الربيع. أما في حال كنت توفر لها مقومات المناخ المناسب، يمكنك زراعتها بعد انتهاء موجة البرد. والآن وبعد نمو النبات، تحتاج إلى زراعته في الخارج. اختر موقعًا مشمسًا وبتربة نفوذية، وتأكد من توافر مساحة كافية لتنمو الشجرة مستقبلًا بشكل كامل.
رعاية الشجرة بعد النمو
- توفير الضوء
تحب الأوكالبتوس الضوء كثيرًا، فاحرص على توفير إضاءة شمسية كافية لمدة لا تقل عن ست ساعات يوميًا.
- التربة
يمكن للنبات النمو في مختلف أنواع الترب، إلا أنه يتطلب تربة بتصريف جيد ودرجة حموضة متوسطة.
- الماء
يتحمل هذا النبات الجفاف إلى حد ما. ومع ذلك، فإنه لا يحب الجفاف لفترة طويلة، لذا احرص على سقايته أسبوعيًا في حال عدم هطول الأمطار.
- درجة الحرارة والرطوبة
يفضل الحفاظ على درجة حرارة دافئة تتراوح بين 65 و75 درجة فهرنهايت؛ وعدم تعريض النبات إلى حرارة أقل من 50 درجة فهرنهايت لفترة طويلة. أما الرطوبة فتكون معتدلة.
- السماد
إن كنت تزرع النبات في الأرض، فلن تضطر إلى وضع السماد. أما إن كنت تزرعها في أوعية، فعليك تسميدها مع النباتات المنزلية طوال موسم النمو واتباع تعليمات التسميد الخاصة.
أنواع الأوكالبتوس
يوجد العديد من الأنواع كما ذكرنا آنفًا، إلا أن أهمها:
- Eucalyptus globulus ( الصمغ الأزرق)
المعروفة باسم الصمغ الأزرق. وهو أحد الأنواع القادرة على التكيف مع ظروف النمو المختلفة.
- Eucalyptus gunnii
يفضل هذا النوع في المناطق الباردة، كونه يتميز بقدرته على تحميل البرودة دونًا عن غيره.
- Eucalyptus platypus
هذا النوع قادر على تحمل التربة غير النفوذية والبرد والجفاف.
فوائد واستخدامات الأوكالبتوس
يحتوي على مواد مضادة للأكسدة
تعتبر أوراق الاوكالبتوس مصدرًا هامًا لمضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من أضرار الجذور الحرة التي تسبب السرطانات والخرف وأمراض القلب.
وقد وجدت دراسة كبيرة على 38180 رجل و60289 امرأة ان اتباع نظام غذائي عالي الفلافونويدات يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 18%. ويعد مغلي أوراق هذا النبات مصدرًا للفلافونويدات الآمنة للبالغين، إلا أنها قد تكون سامة للأطفال، لذا ينبغي موافقة أخصائي الرعاية الصحية قبيل إعطائها للأطفال. وعلى الرغم من عدم القدرة على تناوله طازجًا، يمكن غلي أوراق الاوكالبتوس وشربها كالشاي بكميات متوازنة، فكثرة استخدامه قد تسبب التسمم.
يخفف أعراض البرد
يستخدم كعلاج طبيعي للسعال، وحالات البرد. وقد أظهرت الأبحاث أنه يوسع القصبات والشعب الهوائية، ويقلل من إفراز البلغم. إذ يحتوي على الأوكاليتول (الذي يعرف أيضًا باسم سينيول) المسؤول عن تخفيف أعراض البرد والسعال، كاحتقان الأنف والصداع الناتج. كما يخفف من أعراض الربو.
يعالج جفاف الجلد
يحتوي على السيراميد، وهو أحد أنواع الأحماض الدهنية المسؤولة عن حماية الجلد والحفاظ على رطوبته. لذا يمكن لأولئك الذين يعانون من جفاف الجلد، أو قشرة الشعر، أو اضطرابات الجلد والصدفية. لذا يمكن استخدام مستخلص أوراق الأوكالبتوس موضعيًا لتحفيز إنتاج السيراميد في الجلد، وبالتالي حمايته وعلاج جفافه.
كما أوجدت إحدى التجارب أن العلاج باستخدام مستخلص الأوكالبتوس يساعد في درء التهاب فروة الرأس، وتخفيف أعراضها.
يخفف الألم والضغط
وجدت دراسة على بعض المرضى الخاضعين للجراحة، أن استنشاقهم لزيت الأوكالبتوس الممزوج بمقدار من زيت اللوز قد خفّض بشكل كبير من مستويات الألم وضغط الدم، مقارنة باستنشاق زيت اللوز النقي.
ومع ذلك، وجدت دراسة أخرى أجريت على 123 شخصًا مصابًا بالسرطان عدم استجابة المرضى لاستنشاق زيت الأوكالبتوس لمدة 3 دقائق قبل أي إجراء طبي، وهو ما يؤكد ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من النتيجة، وتجنب الوقوع عرضة لأحد أضرار الأوكالبتوس.
يقلل أعراض الإجهاد
في إحدى الدراسات، شهد 62 شخصًا صحيحًا انخفاضًا كبيرًا في أعراض القلق بعد استنشاق زيت الأوكالبتوس. ويعزى ذلك إلى احتوائه على الأوكالبتول الذي يتميز بخصائصه المضادة للقلق.
يحسن صحة الأسنان
تحتوي أوراق الأوكالبتوس على كميات كبيرة من الإيثانول، التي تقاوم البكتيريا التي تسبب تجاويف وأمراض اللثة.
طارد طبيعي للحشرات
أظهرت الأبحاث فعالية وفوائد زيت الأوكالبتوس في درء البعوض والحشرات الأخرى لمدة تصل إلى ثماني ساعات بعد التطبيق الموضعي. كما أنه يعالج قمل الرأس بشكل ضعيف. وقد سجلت الولايات المتحدة زيت الأوكالبتوس رسميًا كمبيد حشري لقتل العث (Moth) والقراد في العام 1948.
يخفف الألم
تشير مجموعة من الأبحاث إلى خصائص زيت الأوكالبتوس المسكنة للألم. وقد نشرت إحدى هذه الدراسات في المجلة الأمريكية للطب الطبيعي. وتدور الدراسة حول تطبيق زيت الاوكالبتوس على جلد عشرة أشخاص، مما ساهم في علاج آلام العضلات والمفاصل المرتبطة بالالتواء والتهاب المفاصل وآلام الظهر.
تحفيز الجهاز المناعي
يحفز استخدام زيت الأوكالبتوس استجابة الجهاز المناعي. إذ وجد الباحثون أنه يعزز استجابة الجهاز المناعي لمسببات الأمراض في إحدى تجاربهم على الفئران.
فوائد الأوكالبتوس الأخرى
يساعد الاوكالبتوس أيضًا في تخفيف أضرار كل من:
- انسداد الأنف.
- الجروح والقروح.
- أمراض المثانة.
- مرض السكري.
- الحمى.
طرق استخدام الأوكالبتوس
يمكن استخدام الاوكالبتوس بمختلف أشكاله المتوافرة، وهي
- الشاي، إذ تتوافر أكياس شاي الاوكالبتوس التي يمكن غليها وشربها ما الشاي العادي.
- معطر، يمكن إضافة بضع قطرات من زيته إلى وعاء التبخير.
- أوراق كاملة، يمكن استخدامها في الحمامات لزيادة الإحساس بالانتعاش وتخفيف التوتر.
- منتجات موضعية، مثل الزيوت وغسول الفم والعلكة وغيرها.
الآثار الجانبية لاستخدام زيت الأوكالبتوس
قد يسبب استخدام هذا النبات مجموعة من الآثار الجانبية التي نذكر منها:
عند تناوله فمويًا
يستهلك بعض الناس الاوكالبتوس بكميات صغيرة كتوابل لبعض الأطعمة. لكنه قد يسبب آثارًا جانبية في حاول تناول ما يزيد عن ملعقة صغيرة من زيته النقي. إذ يسبب الغثيان والإقياء والإسهال؛ كما قد تتطور الحالة لتصل إلى التسمم الذي يسبب آلامًا في المعدة، وضعفًا بالعضلات، واختناق مصحوب بالسعال ونوبات غيبوبة قد تصل للموت في بعض الأحيان.
عند تطبيقه على الجلد
فمن المحتمل ألا يكون استخدام زيت الاوكالبتوس المباشر على الجلد آمنًا. إذ يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز العصبي لدى البعض، لذا يرجى الحذر.
عند استنشاقه
لا توجد معلومات موثقة كافية لتأكد من درجة أمانه في هذه الحالة.
محاذير استخدام الأوكالبتوس
- لا معلومات مؤكدة حول أمانه في حالات الحمل والرضاعة الطبيعية، لذا يرجى أخذ الحيطة والحذر وتجنب استخدامه.
- من غير الآمن على الأرجح تناول الأطفال لزيت الاوكالبتوس أو تطبيقه على الجلد أو استنشاقه، فقد يسبب مشاكل في الأعصاب عند الأطفال والرضّع، ويعتبر ذلك من أشهر أضرار الاوكالبتوس.
- يجب تجنب استخدام الزيت في حال الحساسية من أي من الزيوت العطرية الأخرى.
- في حال عدم التحسس لأي من الزيوت، تأكد من تخفيف الزيت وعدم تطبيقه بشكل مركز مباشرة على الجلد. كذلك، يجب إجراء اختبار الحساسية قبل استخدامه، ويكون ذلك بوضع قطرتين أو ثلاث على الذراع، فإن لم ينتج أي رد فعل تحسسي في غضون 24 ساعة، عندها يمكن استخدامه.
- نظرًا لأنه قد يؤثر على مستويات السكر في الدم، سيكون من الصعب التحكم في مستوى السكر أثناء الجراحة في حال تناوله قبلها. لذا ينبغي التوقف عن استخدامه قبل الجراحة بما لا يقل عن أسبوعين.
- لا يطبق قرب العين، فقد يسبب حساسية وتهيجًا.
- قد يتفاعل مع أدوية معينة، مثل أدوية السكري وأدوية الكوليسترول، بالإضافة إلى ذلك يعترب استخدامه مع أدوية الارتجاع المريئي والاضطرابات النفسية خطيرًا.
في النهاية، احرص دائمًا على الاستخدام المعتدل لأي من المنتجات الطبيعية وغير الطبيعية، فكل ما هو نافع، يصبح ضارًا عند استخدامه بكميات كبيرة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الأوكالبتوس، فلا تغرّنك فوائده الجمّة، وتبدأ باستخدامه دون وعي، فتلحق الضرر بنفسك. وتأكد من استشارة طبيبك المختص عند تعرضك لأي من الآثار الجانبية المذكور الناتج عن استخدامه.