قناة السويس المصرية مهمة بشكل كبير للعالم في عمليات نقل البضائع بين الدول المختلفة، ومهمة للدولة المصرية كمصدر دخل للدولار، وشهدت القناة خلال تاريخها العديد من الأحداث قديماً وحديثاً، وفي هذه المقالة نتناول أهم الحقائق والمعلومات عن قناة السويس، وهي معلومات لم تعرف الكثير منها من قبل.
تعود أصولها إلى مصر القديمة
من الحقائق والمعلومات عن قناة السويس، أن فكرة إنشائها تعود لقديم الزمان حيث الحقبة الفرعونية، حيث تم التفكير في شق قناة من نهر النيل عبر الصحراء إلى البحر الأحمر، ثم يتم بعد ذلك استخدام نهر النيل للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن الروايات التاريخية عن ذلك ما يلي:
- الفرعون المصري الملقب بسنوسرت الثالث خامس فراعنة الأسرة الثانية عشر، يعتقد أنه قام بإنشاء قناة تربط البحر الأحمر بنهر النيل، وكان ذلك في العام 1850 قبل الميلاد.
- كذلك وفقاً لمصادر قديمة بدأ كلاً من الفرعون نخاو الثاني والحاكم الفارسي داريوس أثناء الاحتلال الفارسي لمصر، العمل في مشروع مماثل لكنهم تخلوا عنه بعد لأسباب مختلفة.
- من المفترض أن القناة قد اكتملت في القرن الثالث قبل الميلاد خلال عهد الأسرة البطلمية الحاكمة لمصر.
- ربما سافر عليها العديد من الشخصيات التاريخية مثل الملكة كليوباترا.
نابليون بونابرت وقناة السويس
من الحقائق والمعلومات عن قناة السويس قديماً، أن القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت فكر في بنائها وذلك كما يلي:
- بعد احتلاله لمصر في العام 1798، أرسل نابليون بونابرت فريقًا من المساحين للقناة.
- كانت مهمة هذا الفريق التحقق من جدوى شق قناة السويس وبناء قناة من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط.
- بعد القيام بعدد أربعة رحلات منفصلة، توصلت فرق المساحين أن البحر الأحمر أعلى بمقدار 30 قدم من البحر الأبيض المتوسط.
- كما حذروا هؤلاء المساحين من أن أي محاولة لإنشاء القناة قد تؤدي إلى فيضانات كارثية عبر دلتا النيل.
- كانت حسابات المساحين الخاطئة كافية لإخافة نابليون بونابرت من فكرة عمل المشروع.
- توقفت خطط القناة حتى العام 1847، عندما أكد فريق من الباحثين أنه لا يوجد فرق كبير في الارتفاع بين البحرين.
بريطانيا والقناة
يلاحظ أن الحكومة البريطانية عارضت بشدة بناء قناة السويس، حيث اعتبر العديد من رجال الدولة البريطانيين أن بنائها مخطط سياسي فرنسي، مصمم لتقويض الهيمنة البريطانية على الشحن العالمي، حيث أن فكرة القناة حظيت بدعم الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث.
التخطيط لقناة السويس بدأ رسمياً في العام 1854، بعد تفاوض دبلوماسي فرنسي سابق يُدعى فرديناند دي ليسبس على اتفاقية مع نائب الملك المصري لتشكيل شركة قناة السويس، ومن الأحداث التي حدثت بين فرنسا وبريطانيا في تلك الفترة ما يلي:
- جادل السفير البريطاني في فرنسا بأن دعم القناة سيكون عملاً انتحارياً.
- حاول فرديناند دي ليسبس بيع عدد من أسهم الشركة بالبورصة، وقتها شنت الصحف البريطانية حملة لتخويف الناس من شراء هذه الأسهم.
- كذلك ذهب ليسبس في حرب كلامية علنية، مع رئيس الوزراء البريطاني اللورد بالمرستون.
- كما قام بتحدي مهندس السكك الحديدية في مبارزة، وسبب ذلك إدانته لفكرة المشروع في البرلمان.
- واصلت الإمبراطورية البريطانية انتقاد القناة أثناء بنائها.
- لاحقاً اشترت بريطانيا حصة 44% في القناة بعد أن باعت الحكومة المصرية التي تعاني من ضائقة مالية أسهمها في المزاد عام 1875.
حقائق عن بناء قناة السويس
من أهم المعلومات والحقائق عن بناء قناة السويس ما يلي:
- تم بناء القناة عن طريق العمل القسري للفلاحين الفقراء ثم استخدام الآلات بعد ذلك.
- تطلب بناء القناة عمالة ضخمة، فقامت الحكومة المصرية في البداية بتوفير معظم الموارد عن طريق إجبار عشرات الآلاف من الفلاحين الفقراء على العمل بأجر رمزي وتحت التهديد بالعنف.
- في نهاية العام 1861، استخدم الفلاحين المجارف والمعاول في عملية حفر الأجزاء الأولى من القناة.
- كان التقدم في الأعمال بطيء بشكل كبير، كما واجه المشروع مشكلة بعد أن حظر الحاكم المصري إسماعيل باشا فجأة استخدام السخرة في العام 1863.
- أدى هذا القرار لنقص كبير في أعداد العمال، مما أجبر فرديناند دي ليسبس على استخدام المئات من المجارف والجرافات العاملة بالبخار والفحم، والتي تم تصميمها بناءً على طلب شركة القناة.
- أعطت التكنولوجيا الجديدة المشروع السرعة التي يحتاجها، وواصلت الشركة إحراز تقدم سريع في أعمال الحفر والبناء.
- من بين 75 مليون متر مكعب من الرمال تم نقلها لبناء قناة السويس، تم نقل حوالي ثلاثة أرباعها بواسطة الآلات الثقيلة.
تمثال الحرية وقناة السويس
كان تمثال الحرية مخصصاً في الأصل للقناة فمع اقتراب قناة السويس من الاكتمال في العام 1869، حاول النحات الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي إقناع كلاً من فرديناند دي ليسبس والحكومة المصرية، بوضع تمثال قام هو بصنعه أسماه مصر تجلب النور إلى آسيا عند مدخل البحر الأبيض المتوسط، وكان هذا التمثال مستوحى من تمثال رودس العملاق القديم.
تخيل النحات بارتولدي تمثالًا يبلغ ارتفاعه 90 قدم، لامرأة ترتدي أردية فلاحية مصرية وتحمل شعلة ضخمة، والتي من شأنها أيضاً أن تكون بمثابة منارة لتوجيه السفن إلى القناة، لكن لم يتحقق حلم بارتولدي في وضع التمثال حيث أراد، لكنه استمر في عمال فكرة تمثاله، وفي العام 1886 تم وضع نسخة مكتملة من التمثال في ميناء نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، عرف رسمياً باسم “الحرية تنير العالم”، ومنذ ذلك الحين أصبح النصب معروفاً بشكل أفضل باسم تمثال الحرية.
قناة السويس وقناة بنما
ومن الحقائق عن قناة السويس كذلك أن منشئ القناة الفرنسي حاول إنشاء قناة بنما لكنه فشل في ذلك، فبعد أن أسكت منتقديه من خلال استكمال قناة السويس، حول الفرنسي فرديناند دي ليسبس انتباهه لاحقاً نحو شق قناة عبر برزخ بنما في قارة أمريكا الوسطى، وذلك كما يلي:
- بدأ العمل في إنشاء قناة بنما في العام 1881.
- كانت تنبؤات دي ليسبس بأن القناة الجديدة ستكون أسهل في الحفر وأسهل في البناء من قناة السويس.
- خابت هذه التنبؤات، فتحول المشروع في النهاية إلى حالة من الفوضى.
- لقي الآلاف من العمال مصرعهم أثناء البناء، بسبب الغابة القاتلة والمليئة بالأمراض التي كان يتم فيها الحفر.
- كما تم إنفاق ما يقرب من 260 مليون دولار دون إكمال المشروع.
- في العام 1889 تم إدانة دي ليسبس والعديد من الآخرين بالاحتيال والتآمر بسبب عدد من الفضائح بالشركة.
- توقف العمل في حفر القناة لمدة 25 عام.
- قادت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك مشروع لبناء قناة بنما، استغرق عقد من الزمن لبناء تلك القناة.
دور القناة في الحرب الباردة
كذلك من الحقائق والمعلومات عن قناة السويس قديماً وحديثاً، أنها لعبت دوراً حاسماً في أزمة حقبة الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي كما يلي:
- في العام 1956 كانت قناة السويس في قلب حرب قصيرة بين الجيش المصري والقوات المشتركة لبريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
- تعود أسباب هذه الحرب إلى الاحتلال العسكري البريطاني لمنطقة قناة السويس، والذي ظل حتى بعد حصول مصر على الاستقلال في العام 1922.
- استاء العديد من المصريين من النفوذ الاستعماري البريطاني المستمر.
- تفاقمت التوترات أخيراً في يوليو 1956، عندما قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
- فيما أصبح يعرف بأزمة السويس، شنت قوة بريطانية وإسرائيلية وفرنسية مشتركة هجوماً على مصر في أكتوبر 1956.
- نجح الأوروبيون في التقدم بالقرب من القناة، لكنهم انسحبوا لاحقاً من مصر.
- كان هذا الانسحاب بعد إدانة من الولايات المتحدة والتهديد بالانتقام النووي من الاتحاد السوفيتي Soviet Union.
- استقال رئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدن في أعقاب الفشل، وتُـركت قناة السويس تحت السيطرة المصرية.
الأسطول الأصفر بالقناة
خلال حرب الأيام الستة في يونيو 1967 بين مصر وإسرائيل، أغلقت الحكومة المصرية قناة السويس وسدتها من كلا الجانبين بالألغام والسفن الغارقة، وفي وقت الإغلاق رست 15 سفينة شحن دولية في منتصف القناة عند أحد البحيرات هناك، وظلوا عالقين في الممر المائي لمدة ثماني سنوات، واكتسبوا في النهاية لقب “الأسطول الأصفر” لرمال الصحراء التي غطت أسطحهم.
تم السماح للسفن الـ 15 بمغادرة القناة في العام 1975، حيث كانت اثنتان فقط من السفن لا تزالان صالحتين للإبحار.
حقائق عن قناة السويس الجديدة
في العام 2015، تم عمل مشروع لإصلاح القناة بشكل كبير، فلسنوات عديدة كان عرض القناة الضيق وعمقها الضحل، غير كافي لاستيعاب حركة المرور في الاتجاهين من السفن والحاويات الحديثة.
في أغسطس من العام 2014، أعلنت هيئة قناة السويس المصرية عن خطة طموحة لتعميق القناة وإنشاء مسار جديد بطول 22 ميلاً يتفرع من القناة الرئيسية، وتم افتتاح التوسعة في العام 2015، ومن أهم المعلومات عنها ما يلي:
- عبارة عن فرع بطول 35 كيلومتر.
- يمر هذا الفراع بموازاة قناة السويس الأصلية، البالغ طولها 190 كيلومتر
- إنشائه وفر للسفن قناة بطول 22 ميلًا، موازية للمجرى المائي الرئيسي الذي تم تعميقه حديثاً.
- يهدف إنشائه إلى مرور السفن في الاتجاهين، بدون توقف في مناطق الانتظار بداخل القناة.
- كما يهدف لتقليل زمن عبور السفن والحاويات.
- كذلك يسهم في زيادة الإقبال على القناة، ويرفع من درجة تصنيفها.
Please enable JavaScript