-

اليوم الدولي للأخوة الإنسانية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

اليوم العالمي للأخوة الإنسانية(International Day of Human Fraternity). الذي يحتفل به العالم في 4 فبراير/شباط من كل عام. هو يوم يؤكد أن البشر على الكوكب أخوة في الإنسانية. وهو أيضا يومٌ للاحتفاء بأهم تضامن حدث في التاريخ بين الأديان عندما وُقِّعت وثيقة الأخوة الإنسانية من قبل شيخ الأزهر الشريف وبابا الكنيسة الكاثوليكية في 4 فبراير/شباط عام 2019، في إمارة أبو ظبي. كتأكيد على دور الإخاء الإنساني في تحقيق الوحدة بين الشعوب وصولاً للسلام المنشود.

تاريخ الاحتفال بيوم الأخوة الإنسانية الدولي

اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في21 من شهر ديسمبر 2020، قراراً بالاجماع يعلن فيه أن يوم 4 فبراير من كل عام هو اليوم الدولي للأخوة الإنسانية. بعد مبادرة تقدمت بها دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.

ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية في أسبوع الوئام الدولي بين الأديان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار 65/5 بتاريخ 20 اكتوبر 2010. ليعزز من شعار الحوار والتفاهم المتبادل كأحد أهم أبعاد ثقافة السلام ولقاء الأديان، فضلاً عن الدور الذي يلعبه هذا الأسبوع العالمي في تعزيز الوئام بين كل الأفراد والشعوب بغض النظر عن مرجعياتهم الدينية ومعتقداتهم.

وثيقة الأخوة الإنسانية

توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية

في إمارة أبو ظبي كان لقاء الأديان التاريخي مابين البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، وذلك في 4 شباط 2019 والذي انتهى بالتوقيع على وثيقة الأخوة الانسانية. هذه الوثيقة التي تؤسس لميثاق السلام في العالم وهي بمثابة الدليل الذي يقود الأجيال القادمة نحو مستقبلٍ يسوده جوٌّ من التسامح الإنساني والديني، وتجمع شعوبه ثقافة الاحترام والإخاء والتعاون.

مقدمة الوثيقة

جاء في مقدمة الوثيقة مايلي:

  • الإيمان بالله سبحانه وتعالى يدفع الأفراد لأن تحب بعضها البعض عندما يرى المؤمن في الآخر أخاً له، فهذا ما تدعو له الأديان المساواة والعدل.
  • صحيحٌ أنَّ العالم المعاصر يعيش في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجيا والتقدم العلمي، إلا أنه يعاني الكثير من الأزمات كالفقر والحروب، والظلم الإجتماعي أيضا، بالإضافة إلى التطرف والإرهاب والعنصرية.
  • الوثيقة بمثابة خارطة الطريق للأجيال القادمة لتقودهم نحو عالم تسوده الإنسانية والإخاء ويجمعه الاحترام المتبادل والتعاون.
  • أهم نقاط وثيقة الأخوة الإنسانية

    القسم

    تبدأ الوثيقة بالقسم باسم الله العظيم الذي ساوى بين البشر في الحقوق والكرامات، وباسم فقراء العالم والبؤساء والمحرومين والمهجرين والأرامل، وباسم العدل والرحمة، والإنسانية التي تجمع البشر جميعهم.

    نشر ثقافة التعايش السلمي بين الأديان

  • تعلن الوثيقة أن الأزهر الشريف ومسلمي الأرض من مغاربها إلى مشارقها، والكنيسة الكاثوليكية والكاثوليك في الشرق والغرب يتبنون نهج الحوار والتعارف المتبادل.
  • التعهد بالعمل على نشر ثقافة التعايش السلمي والإخاء بين الشعوب.
  • الدعوة للسعي لإيقاف ما يشهده العالم من صراعات وتنافر وحروب، وما يحدث من تراجع ثقافي وأخلاقي.
  • دعوة المفكرين والإعلاميين والعلماء والمبدعين في العالم أن يكونوا المثال الذي يُحتذى وخير من يقود، وعليهم بالسعي لنشر القيم العليا بين الناس من تسامح ومحبة وإخاء.
  • إدانة التطرف

    تؤكد الوثيقة أن الحضارة البشرية ترافقت بالكثير من الجوانب الإيجابية في مجالات مختلفة علمية واقتصادية وصناعية. إلا أنه لا بد من لفت النظر أيضا إلى ما رافقها أيضا من تراجع القيم الإنسانية والأخلاقية، وسيطرة النزعات الطائفية. وغياب الضمير الإنساني والرادع الديني والأخلاقي لتحل المتاع الدنيوية مكان المبادئ السامية ويسيطر اللامبالاة مكان المسؤولية. هذا ما أدخل الكثيرين في دوامة التطرف إما إلحاداً أو تعصباً أعمى للدين، فضلا عما سببه للبعض شعوراً باليأس دفعهم للإدمان وقتل الذات.

    وهي أيضا تدين:

  • كل ما يشهده العالم من نزاعات طاحنة وظلم وإرهاب وتهجير قسري واتجار بالبشر.
  • ِاالأزمات والحروب المفتعلة باسم الدين، فكل الرسالات السماوية تدعو للسلام والرحمة بين الشعوب.
  • التأكيد على مجموعة من النقاط

  • الرسالات السماوية والأديان جميعها تدعو للتمسك بقيم الأخوة والسلام وتدعو للعدل والمساواة والحكمة والتسامح.
  • الحرية من أهم حقوق أي إنسان على هذه الأرض، كالحرية الفكرية والدينية وحرية التعبير.
  • العدل والرحمة هما أساس الحياة الكريمة.
  • قبول الآخر مهما كان مختلفاً عرقاً ولوناً وديناً وفكراً هو أساس التسامح الإنساني.
  • حماية دور العبادة من مساجد وكنائس ومعابد في عهدة الأعراف والقوانين الدولية وواجب عليها، واعتبار أن أي انتهاك لها هو خروج عن التعاليم الصحيحة للدين وهو أيضا انتهاك للمواثيق الدولية.
  • الأديان نقطة التقاء تجمع الشعوب بالحوار لا بالجدل العقيم.
  • الدين لا ينتج إرهاباً، ولو تمثل الإرهابيون به وحملوا شعاراته. فالإرهاب الذي يرفع الدين شعاراً، ما هو إلا فهم خاطئ متوارث للنصوص الدينية، وتراكم لسياسات الفقر والجوع والظلم.
  • تكريس مفهوم المواطنة الذي يقوم على التساوي في الحقوق والواجبات، وينعم فيها الجميع بالعدل.
  • العلاقة التي تجمع الشرق بالغرب تكاملية، لابد من تكريسها من خلال تبادل الحوارات والثقافات.
  • الاعتراف بدور المرأة على مرِّ التاريخ، وحقها في العمل والتعلم والمساواة جنباً إلى جنب مع الرجل.
  • التأكيد على حماية حقوق الأطفال، وضرورة الرعاية السليمة لهم انطلاقا من الأسرة والمجتمع، وخصوصاً في ظلِّ الثورة الرقمية الحديثة والمخاطر التي يتعرضون لها.
  • التأكيد على الدور الذي تلعبه الأسرة كأصغر نواة في المجتمع، في تربية الأبناء التربية القويمة أساسها القيم النبيلة والتمسك بالتعاليم الدينية الصحيحة.
  • ضرورة حماية حقوق الضعفاء من كبار السن والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال توفير بيئة من التشريعات الخاصة بهم.
  • التعهد

    تتعهد الوثيقة في الختام بالعمل لإيصالها لصناع القرار والمؤثرين في العالم من منظمات وحكومات ومؤسسات، والعمل على نشر مبادئها على كافة المستويات إقليمياً ودولياً، فالوثيقة دعوة لشعوب العالم للتآخي، بغية الوصول لأسمى الأهداف العالمية ألا وهو التعايش السلمي في ظل السلام.

    أهمية الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية

    أهمية يوم الأخوة الإنسانية الدولي

    علاج لآثار كوفيد – 19

    تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة ما لهذا اليوم من أهمية لتخطي ما حمله انتشار فيروس كورونا من آثار سلبية على العالم. وخصوصاً أنه قد ظهر في العالم الكثير من الحروب وأعمال العنف والتحريض، الذي يؤجج مشاعر الحقد والكراهية الدينية، في الوقت الذي على العالم بأسره أن يتعاون ويتحلى بروح التسامح والتضامن الإنساني بعد جائحة كورونا كوفيد – 19. التي هددت المجتمع الدولي بأسره ولا يمكن تخطيها إلا من خلال تضامن الشعوب ووحدتها.

    تكريم أهم المساهمات وإظهارها للعلن

    من خلال تسليط الضوء على أهم الإنجازات التي يقوم بها الأفراد من مختلف الطوائف والأديان، ومساهماتهم في سبيل تعزيز الحوار بين شعوب العالم.

    التسامح

    التوعية على مختلف الأصعدة، بثقافات العالم المختلفة وحرية الآخرين الدينية والثقافية. مع قبول هذا الاختلاف من خلال الاحترام والتعاون وتبادل الثقافات، وهذا كله يتجلى في تعزيز فكر التسامح، الذي يسمح بقبول الآخر مهما اختلف في العرق واللون والدين. ينتهي هذا القبول بالتضامن الإنساني الذي يرفض كل أنواع التطرف الديني والعنصرية.

    تعزيز الحوار بين الأديان

    يكون ذلك من خلال تشجيع المبادرات الرامية إلى فتح أبواب الحوار بين المعتقدات والأديان. بالإضافة أيضا لكل ما من شأنه أن يعزز من الأخوة الإنسانية ويخلق بيئة وأرضية خصبة لتنمو بذور السلام العالمي.

    تسليط الضوء على أهم المبادرات العالمية

    من خلال التعريف بالجهود التي يبذلها زعماء الذين في العالم لتعزيز الحوار العالمي، كما حدث في لقاء أبو ظبي في 2019 والذي تمخض عنه توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.

    التأكيد على دور الحكومات

    من خلال تشجيع الحكومات في العالم على سن تشريعات وقوانين تهدف إلى خلق البيئة المناسبة لمواطنيها لنمو بذور التسامح والإخاء بين أفرادها. بالإضافة أيضا لتعزيز ثقافة قبول الآخر واحترام الإختلاف معه.

    كيفية الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية

    • إقامة الأنشطة الثقافية من محاضرات وندوات ومعارض تعرف بهذا اليوم وأهم أهدافه.
    • المشاركة في الحوار العالمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كافة.
    • استخدام الهاشتاغ HumanFraternityDay# والهاشتاغ #OneHumanity.
    • اطلاق المبادرات العالمية التي تسعى لتكريس أهداف هذا اليوم العالمي.

    جائزة زايد للأخوة الإنسانية

    تمنح هذه الجائزة في اليوم العالمي للأخوة الإنسانية من قبل اللجنة العليا للإخوة الإنسانية. تُقدَّم لأفضل المساهمات والإنجازات التي تهدف إلى تعزيز التعايش والتسامح في المجتمعات في العالم، وذلك ضمن احتفال يقام في إمارة أبو ظبي بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية. وتخليداً لذكرى اللقاء التاريخي الذي انتهى بتوقيع وثيقة الإخاء الإنساني.

    تسمية الجائزة

    سُميت الجائزة باسم مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحاكم أبوظبي(رحمه الله). تكريماً لما يجمع في شخصه من قيم الإنسانية والاخلاق السامية.

    أول جائزة مقدمة

    سلمت أولى جائزة في عام 2019، حيث كانت هذه الجائزة فخرية مقدمة إلى القامتين اللتين وقعتا وثيقة الإخاء الإنساني، وهما قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية(catholic church) وشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب.

    لجنة التحكيم

    يتم اختيار اللجنة المحكمة من أهم الشخصيات العالمية المشهود لها بالخبرة والنزاهة. والمعروف عنها أيضا ما قدمته من إنجازات في مجال خدمة المجتمع، ودورها في تعزيز التعايش الإنساني.
    وهي تضم:

    • شخصية يرشحها الأزهر الشريف.
    • مرشح من قبل الكنيسة الكاثوليكية.
    • شخصيتان من اختيار اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.

    جدول مواعيد اليوم العالمي للأخوة الانسانية

    السنةالشهراليوم20224 فبراير/شباطالجمعة20234 فبراير/شباطالسبت20244 فبراير/شباطالأحد20254 فبراير/شباطالثلاثاء20264 فبراير/شباطالأربعاء

    في الختام وبعد أن مررنا على أهم ما يحمله اليوم الدولي للأخوة الانسانية من معاني، وعلى أهم ما ورد في وثيقة الاخوة الانسانية، لا بد من التأكيد على أن شعوب العالم ومجتمعاته غنية بثقافاتها وتعدد أديانها ومعتقداتها. هذا التنوع الغني يحتاج أن يتم استغلاله ايجابياً لوحدة الشعوب وتكاملها، ولمزيد من التضامن والإخاء الإنساني مع نبذ كل أشكال التطرف الديني والنعرات الطائفية من أجل بناء مستقبل مستدام تعمُّه الإنسانية ويسوده السلام.