-

الحشرة القشرية الأرجوانية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

تعتبر الحشرة القشرية الأرجوانية (Lepidosaphes becki insect) واحدة من الآفات الزراعية التي تصيب الأشجار المثمرة وتؤدي إلى إضعاف الإنتاجية العامة للشجرة، كما أنها تسبب ضعف النبات وتؤدي لانجذاب آفات أخرى وتعريض الحقل لأضرار اقتصادية كبيرة، فما هي علامات أو مظاهر الإصابة بالحشرة القشرية الأرجوانية، وما هي سبل مكافحة الحشرة القشرية الأرجوانية؟

نبذة عن الحشرة القشرية الأرجوانية

في الحقيقة، إن الحشرة القشرية الأرجوانية هي واحدة من الحشرات الاقتصادية الهامة على الأشجار المثمرة. تصيب الآفة الزيتون وتضر بإنتاجيته، كما تصيب الحمضيات (الليمون والموالح) وتضعف أشجارها. أيضا فإن الآفة تصيب التين، وعدد كبير من الأشجار المثمرة الأخرى. قدرت العتبة الاقتصادية بأن الضرر يمكن أن يكون محدودًا في حال كان بنسبة ٢٠٪. ن جهة أخرى، مع تفاقم الإصابة، يمكن أن يصل الضرر إلى ٦٠٪ من المحصول أو الإنتاج، خاصةً إن لم تتبع سبل المكافحة والوقاية. تنتشر الآفة في مناطق زراعة الحمضيات حول العالم، حيث توجد في شرق المتوسط، وآسيا، وأوربا.

الوصف

الوصف الشكلي العام للحشرة

إن قشرة الحشرة القشرية الحمراء بيضاوية الشكل ومدببة من أحد أطرافها حيث توجد السرة. بالنسبة للطول، فإن طولها يترواح ما بين ١.٥- ٣.٥مم. أما العرض فيتراوح ما بين ٠.٩- ١.٢مم. الحشرة بلون بني يميل للأرجواني كثيرًا، وعليها خطوط نصف دائرية.

الإصابة بالحشرة القشرية الأرجوانية

تتجلى مظاهر الإصابة بالحشرة القشرية الأرجوانية بأسلوب مماثل لمظاهر الإصابة بآفة الدفلة القشرية. مع ذلك، فإن الاختلاف هو الشكل العام للمظاهر. إن الطور الضار هو الحوريات والحشرات الكاملة للآفة. تقوم الأطوار الضارة بمهاجمة الأوراق والثمار والأغصان. بعد ذلك، تشرع في امتصاص عصارة النبات والأنسجة، فتصفر الأوراق حول منطقة تواجد الحشرة، ولكن تبقى مناطق الإصابة على الثمرة محتفظة بلونها الأخضر حتى بعد نضج الثمار. مع تفاقم الإصابة، وبلوغها العتبة الاقتصادية أو الحد الحرج، تتساقط الأوراق وتموت منطقة الخشب.

خطورة الحشرة القشرية الأرجوانية

تنبع خطورة الحشرة القشرية الأرجوانية، من أنها تضعف النبات في مكان الإصابة. مع تفاقم الضرر قد ينجذب العفن الأسود Pencillium إلى أماكن الإصابة وتتعفن وتتشوه الثمار والأوراق. كما أن هناك آفات أخرى تنجذب للحقل، مثل آفة البق الأسترالي Iceria purchasi، والحشرات القشرية الأخرى (حمراء، سوداء…. إلخ). بالإضافة لذلك، ومع تدهور حال الأشجار والبستان، سيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IPM.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

في الواقع، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة IPM للحشرة القشرية الأرجوانية بصورة خاصة، إلا إن تفاقم الضرر وحصل تداخل في الآفات الزراعية. ونعني بالمكافحة المتكاملة جملة من الإجراءات لعلاج ووقاية كل من الأمراض الفطرية والحشرية والفيروسية والبكترية التي يمكن أن تتواجد في الحقل. إن المكافحة المتكاملة عملية منظمة، وبالنسبة لهذه الآفة، يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة فقط حين يصبح الضرر بحوالي ٤٠٪ أو أعلى من ذلك.

عوامل تشجع الإصابة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بالحشرة القشرية الأرجوانية. من أهم هذه العوامل:

  • انتشار الأعشاب بصورة وبائية في الحقل
  • وجود آفات أخرى تضعف الحقل كالبق الأسترالي أو الذباب الأبيض
  • عدم العناية بالحالة العامة للحقل (ري، تسميد، تعشيب، عزيق)
  • كما أن عدم التسميد المتوازن بالفوسفور والبوتاس والآزوت يشجع الإصابة
  • أيضًا فإن استعمال المبيدات الجائر، يؤدي لانتشار أضرار المبيدات الحشرية

دورة الحياة

تقضي الحشرة القشرية الأرجوانية فصل الشتاء بطور الحشرة الكاملة. مع ارتفاع درجات الحرارة في الربيع، وحين تكون الظروف البيئية من حرارة ورطوبة ملائمة لنمو الحشرة، فهي تتابع التغذية وصولاً إلى طور النضج الجنسي أو اللا جنسي. بعد ذلك، تضع الأنثى البيض (جيل أول) فيفقس ثم يعطي حوريات تتابع نموها وتطورها على أشجار الليمون وغيرها. قد تعطي الآفة جيلين أو ثلاثة أجيال في الصيف، ثم تتوقف إناث الجيل الأخير عن وضع البيض مع انخفاض درجات الحرارة شتاء فتلجأ للتشتية. تعطي الآفة حوالي ٣-٤ أجيال في العام الواحد.

مكافحة الحشرة القشرية الأرجوانية

سبل مكافحة هذه الآفة

تتبع من أجل مكافحة الحشرة القشرية الأرجوانية جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفي ما يلي:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال الاعتناء بالحالة العامة للحقل (تسميد متوازن، ري، تعشيب، عزيق). كما يراعي المزارع التخلص تمامًا من الأعشاب لأنها بؤر لانتشار الآفات الحشرية، والفطرية، والبكترية. كما يجب على المزارع أن يراقب الأشجار بصورة دورية للتأكد من الإصابات ولمعرفة حجم الخسائر الممكنة، أو لتوقع مستوى الخطورة الممكن.

مكافحة علاجية

في حال تفاقم الإصابة فقط، يتم اللجوء للمكافحة بمبيدات فوسفورية جهازية. يمكن استعمال المبيد فوسفاميدون (phosphamedon)، أو المبيد باراثيون ميثيل parathion- methyl. كما يمكن أن يعطي المبيد كاربوفينوثيون carbofenothion نتائج جيدة. من أجل مكافحة ممتازة يتم خلط المبيد مع أحد الزيوت الصيفية أثناء الاستعمال. يراعي المزارع، كذلك، أن يرش في الوقت المناسب، وهو في الربيع بعد فقس بيض الآفة مباشرة. وينصح بأن تتم المكافحة في شهري أيلول وحزيران.

مكافحة حيوية

يمكن أن تتم المكافحة الحيوية من خلال استعمال المفترسات والطفيليات. يقوم العمال في المخابر بتربية المفترسات وإطلاقها في الحقول، ويمكن الاعتماد على الفطور الممرضة للحشرات. كما يتواجد طفيل طبيعي يتبع لجنس Aphytis منتشر في الأوساط التي تتكاثر فيها الحشرة. أيضًا فإن هناك مفترسات أبو العيد Coccinellidae التي تستطيع إلى حد كبير مواجهة هذه الحشرة والتقليل من أعدادها.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على الحشرة القشرية الأرجوانية ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة. كذلك فإننا نكون أحطنا العلم بالعوامل التي تشجع على الإصابة بها وبالآفات المتداخلة. لا بد للمزارع الحريص على أشجاره المباركة أن يهتم بالوقاية قبل الاهتمام بالعلاج والمكافحة، لأن الشجرة المثمرة كنز ثمين لا يجب التفريط به.