اسباب كره الطفل للمدرسة؛ قد تكون ظاهرة كره الطفل للمدرسة ليست بجديدة، بل أنها السمة الغالبة على معظم الأطفال، والمشكلة المستمرة التي يعاني منها الطفل والوالدين، ويسعى الجميع لمعرفة أسبابها وإيجاد حلول واقعية لها. وفي الواقع قد تكون أسباب كره الطفل للمدرسة كثيرة ومتشعبة، منها ما يرجع لمرحلة الطفولة المبكرة، ومنها ما هو متعلق بنظام المدرسة ذاتها. وفي هذه المقالة تعرف معنا على مسببات هذه الظاهرة ونصائح هامة لعلاجها.
تعلق الطفل الشديد بالأم
التعلق بالأم شعور غريزي لدى الأطفال الصغار، فهي مصدر الأمان والحنان، ويمثل البعد عنها مشاعر سلبية عميقة لدى الصغار، تتمثل في الخوف والجزع، ويعبر عنها الصغير ببكاء هيستيري. وأول ما يترجم تلك المشاعر هو رفض الاطفال الابتعاد عن أمهم من أجل الذهاب إلى المدرسة. وقد يكون حل هذه المشكلة ما يلي:
- يحتاج الطفل في مرحلة الذهاب إلى الحضانة وما قبلها، وتحديدًا من سن سنتين لتمهيد البُعد عن الأم لبعض الوقت.
- هذا التمهيد قد يساعد الطفل كثيرًا ويجعله أكثر قدرة على التكيف على بُعد الأم وباقي الأهل.
- منذ بلوغ الطفل الثانية من عمره وما قبل ذلك أيضا، على الأم تعويد الطفل على قراءة الكتب حتى يجب المدرسة.
- تنمية قدرات الصغير من خلال الألعاب المفيدة مثل الحروف والصور والمكعبات، والتلوين. فيساعد ذلك على تعلم مهارة مسك القلم.
أسباب نفسية تسبب كره الطفل للمدرسة
قد يكون مصدر الأسباب النفسية لدى الأطفال دومًا إما المدرسة أو الأسرة وقد تتمثل اسباب كره الطفل للمدرسة النفسية ما يلي:
- كثرة أعباء الواجبات المدرسية.
- قسوة بعض المدرسين وتعنيف الطالب مما يسبب له الإحراج أمام زملائه.
- قد يعتمد بعض المدرسين على استخدام العقوبة الجسدية مثل الضرب، مما ينشئهم على الخوف والجبن.
- وجود مشاكل مع الزملاء وعدم التوافق معهم وتعرضه إلى السخرية وهذا يجعل الطفل لا يشعر بالأمان.
قد يكون الحل لهذه المشاكل النفسية هو تحسين الوضع وتخفيف تلك المشاكل عن طريق الآتي:
- الزيارات المنتظمة للمدرسة وتفقد أحوال الطفل، ومناقشة ملاحظات المدرسين.
- التواصل مع الأخصائي الاجتماعي (Social work) بالمدرسة، ومناقشة أسباب كره الطفل للمدرسة.
- وضع خطة في المدارس من أجل تحسين العلاقة بين الطفل والمدرسة.
- مناقشة الطفل مباشرة بهدوء وبدون عنف، وتصحيح وتحسين صورة المدرسة لديه.
أسباب جسدية لكره الطفل للمدرسة
قد يعاني الصغير من سبب عضوي أو من بعض المشاكل الصحية وقد تكون هي السبب في كرهه للذهاب إلى المدرسة بشكل عام مثل ضعف النظر أو السمع، مما لا يمكنه من متابعة المعلم أثناء الشرح، أو قد يعاني من مشكلة في القلب أو أي أسباب صحية أخرى تمنعه من المشاركة. لذلك ننصح بالمتابعة المستمرة لحالة الصغير الصحية، وعلاج أي قصور فيها أولًا بأول.
الأسرة واسباب كره الطفل للمدرسة
بدون شك للأسرة دور فعال في فعل الكثير داخل نفسية الطفل، مما يجعله يرفض التعلم ورغبته في الذهاب إلى المدرسة وفيما يلي بعض اسباب كره الطفل للمدرسة التي تشارك بها الأسرة وتتسبب في خوف وكره الطفل من الذهاب للمدرسة:
- أحيانًا لا توفر الأسرة الجو الملائم للطفل من أجل المذاكرة بتركيز.
- يفتقد الطفل وجود المكان المناسب للمذاكرة مثل مكتب ومقعد مريح، وإضاءة مناسبة.
- عدم تخصيص وقت محدد للمذاكرة، حيث ينشغل الطفل باللعب دون أن يقوم بعمل واجباته المدرسية.
- قد يكون البيت فوضى ومزدحم، والأم منشغلة بصغار آخرين، والإزعاج يسود المكان.
- أحيانًا يُزيد الأبوان في الإلحاح والضغط على الصغير في المذاكرة بما يفوق قدراته وتحمله.
- عدم التواصل بين الأسرة والمدرسة، ومتابعة مشاكل الطفل والعمل على حلها.
- قد تكون المشاكل المشتعلة دائمًا بين الوالدين أحد أسباب كره الطفل للمدرسة وللمذاكرة.
- عندما لا يأخذ الطفل كفايته من النوم بسبب السهر واللعب، يكون إيقاظه صباحًا من أجل الذهاب إلى المدرسة.
دور الأم في أن تجعل الطفل يحب المدرسة
عند التحدث عن دور الأم في جعل طفلها لا يكره الذهاب إلى المدرسة نرى أنها يجب عليها اتباع هذه الأساليب والتي تتمثل في:
- التمهيد للصغير بأنه سوف يذهب إلى المدرسة لتلقي العلم، مع ضرب الأمثلة لشخصيات محبوبة وناجحة لتكون مثلًا أمام الصغير.
- من الضروري الاستعداد قبل دخول المدرسة وشراء احتياجات الصغير ودعيه يختار الشنطة وأدوات الكتابة والألوان وكل شيء.
- بداية مرحلة تمهيدية للمدرسة من الأمور الضرورية التي تمهد للدراسة الإلزامية، فهي تعلمه الانضباط منذ الصغر.
- يجب أن تجعل الأم الذهاب للمدرسة تجربة رائعة ومحببة وذلك بعمل زيارة للمدرسة قبل بداية الدراسة بصحبته.
مرافقة الطفل في الذهاب إلى المدرسة في اليوم الأول
يستحسن أن ترافق الأم، وحبذا لو رافق الأبوان الصغير في اليوم الأول للمدرسة. سوف يمنحه ذلك دعمًا قويًا. كما أن التواصل المستمر مع إدارة المدرسة وخصوصا مدرسة الفصل للوقوف على حالة الصغير وحل المشاكل أولًا بأول.
مشاركة الطفل في الدراسة
هذه النقطة سلاح ذو حدين. على الأم أن تشجع الطفل على الاعتماد على نفسه في الاستذكار، وأن تقدم له المساعدة والعون عند الطلب، فعلى سبيل المثال يمكنها أن تراجع معه درسًا، أو أن تتأكد من أداء الواجبات بشكل صحيح، أو تفسر له معلومة غير واضحة. وعلى الأم أيضا تهيئة الجو الهادئ والمكان المناسب للطفل، وأن تبعد عنه وسائل الإلهاء واللعب. وأن تخصص وقتا للمذاكرة والتوفيق بين وقت الترويح واللعب، وبين المذاكرة.
نصائح تساعد في علاج كره الطفل للمدرسة
من الضروري على كل أم وأب أن يتعرفوا جيدًا على اسباب كره الطفل للمدرسة لكي يستطيعوا حل المشكلة، وفيما يلي أهم 9 نصائح تساعد في تخطي هذه الظاهرة:
- من الضروري معرفة اسباب كره الطفل للمدرسة، وتجنب تماما استخدام العنف.
- يجب تحديد الأسباب بحيادية، وحاولي علاجها بالتفاهم والترغيب.
- إن اختيارك الدقيق للمدرسة، والتأكد من اكتمال مرافقها، والتعرف على الإدارة والمدرسات، له دور كبير في حب الطفل لمدرسته.
- التمهيد المناسب للطفل، والاستماع لشكواه بصبر وسيلة فعالة في التعامل مع المشكلة.
- إن كانت أسباب الصغير مصطنعة ولا أساس لها، لا تستخدمي العنف اللفظي أو البدني أبدا. بل اعتمدي لغة الحوار معه،
- من الجيد توضيح الأمور بشكل مناسب، واقترحي عليه بعض الحلول، مع التحفيز ببعض الوعود حال انتظامه في المدرسة،
- لا يجب أن ينفرد أحد الأبوان بالحوار مع الصغير. فكلما تشارك الأبوان في هذا الأمر كلما حققت نتائج رائعة.
- من الضروري إشراك الصغير في الأنشطة الرياضية والاجتماعية المدرسية، فهذا له عامل هام في ارتباط الطفل بالمدرسة.
- الحرص على أن يقص عليك الصغير تفاصيل ما تم معه خلال اليوم الدراسي وتقديم التنبيهات له ببساطة وتفاهم.
أخيرا، بعد أن تناولنا اسباب كره الطفل للمدرسة أصبح من السهل على كل أم تعاني من هذه المشكلة أن تتعامل معها بشكل سليم، وذلك من خلال الالتزام بخطة التمهيد للصغير قبل الذهاب إلى المدرسة.