-

المخلفات الفضائية؛ تعرف إلى حجمها وخطورتها وهل

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

المخلفات الفضائية (Space debris أو Space junk)، منذ بداية عصر الفضاء في خمسينيات القرن الماضي، تم إطلاق آلاف الصواريخ وإرسال العديد من الأقمار الصناعية إلى المدارات الفضائية، ولا يزال الكثير منها هناك، ويجب علينا أن ندرك خطورة المخلفات الفضائية. خصوصًا مع توقع حدوث تصادم متزايد باستمرار مع إطلاق المزيد من هذه الأقمار الصناعية، وبالتالى زيادة حجم المخلفات الفضائية، تعرف إلى حجمها وخطورتها وهل ستكون مشكلة في المستقبل.

تسجيل جين رانك باست...

Please enable JavaScript

تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

ما هي المخلفات الفضائية؟

طالما أن البشر يحاولون استكشاف الفضاء، فإنهم أيضًا يحدثون بعض الفوضى. حيث تدور حول كوكبنا آلاف الأقمار الصناعية المتوقفة عن العمل، جنبًا إلى جنب مع أجزاء الحطام الناتج من جميع الصواريخ التي تم إطلاقها على مر السنين. وهذا يمكن أن يسبب مشكلة في يوم من الأيام.

المخلفات الفضائية، أو ما يسمى بالنفايات الفضائية، أو الحطام الفضائي، هو أي شيء وضعه البشر في الفضاء، ولكنهم لم يعودوا يستخدمونه حاليًا. وهذه المخلفات تطفو على ارتفاع مئات الكيلومترات فوق سطح الأرض.

ما هو حجم المخلفات الفضائية؟

حجم النفايات الفضائية
ملايين قطع الحطام تسبح فى الفضاء…والعدد فى تزايد

يقدر حجم الحطام الذي يسبح فى الفضاء الكوني، أو حجم المخلفات الفضائية بحوالي 500000 قطعة من الحطام التي هي أكبر من سنتيمتر واحد، وحوالى 100 مليون قطعة بأبعاد ملليمتر واحد أو أكبر، وبالطبع هذا العدد مرشح للزيادة باستمرار طالما كان هناك إطلاق لمركبات أو معدات جديدة إلى المدارات الفضائية.

مدى خطورة المخلفات الفضائية

يقول الخبراء إن مصدر القلق الرئيسي هو أن مثل هذا الحطام الفضائي ممكن أن يصطدم بمحطة فضائية أو قمر صناعي أو أى معدات أخرى. حيث يدور الحطام الفضائي حول الأرض بسرعة كبيرة، تصل إلى 25000 كيلومتر في الساعة في مدار أرضي منخفض. ويمكن أن تتسبب هذه النفايات في أضرار جسيمة إذا اصطدمت بالأقمار الصناعية أو المركبات الفضائية.

بالإضافة إلى كونه تهديدًا للممتلكات الفضائية ورواد الفضاء، فإن الحطام الفضائي يزيد أيضًا من تكلفة تشغيل الأقمار الصناعية. حيث قدر خبراء الصناعة أن جهود الحماية والحد من التعامل مع النفايات الفضائية تشكل حوالي من 5% إلى 10% من تكاليف مهمة الأقمار الصناعية، ووجدوا أيضًا أن تكاليف مدارات الأرض المنخفضة كانت أعلى من ذلك، وعندما يتعلق الأمر باستكشاف ما وراء مدار الأرض، لا تشكل أي كمية محدودة من النفايات الفضائية مشكلة.

مع تزايد عدد عمليات نشر الأقمار الصناعية، من المحتمل أن يشهد الفضاء القريب من الأرض مزيدًا من الحطام الفضائي في السنوات القادمة. وقد قامت بعض الدول بتجارب صاروخية لتدمير أقمارها الصناعية المتوقفة عن العمل. مثل التجارب التي قامت بها روسيا والصين والولايات المتحدة والهند. وهذه التجارب تتسبب بالمزيد من قطع الحطام السابحة فى الفضاء، وتزيد من خطورة المخلفات الفضائية.

كيف يمكننا تنظيف الفضاء من المخلفات؟

تقول وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إن الحطام الموجود في مدارات على بعد 600 كيلومتر أو أقل من الأرض سوف يسقط على الكوكب في غضون عدة سنوات. لكن من المتوقع أن تستمر النفايات الفضائية التي يزيد ارتفاعها عن 1000 كيلومتر في الدوران لمدة قرن أو أكثر.

تطلب الأمم المتحدة من جميع الدول إزالة أقمارها الصناعية من المدار في غضون 25 عامًا بعد انتهاء مهمتها. ولكن هذا أمر قد يكون صعب التنفيذ. لأن الأقمار الصناعية يمكن أن تفشل (وغالبًا ما تفشل)، ولمعالجة هذه المشكلة، وقد توصلت العديد من الشركات حول العالم إلى حلول جديدة.

تشمل هذه الحلول إزالة الأقمار الصناعية المتوقفة عن العمل من المدار وسحبها مرة أخرى إلى الغلاف الجوي حيث ستحترق. وتشمل الحلول التي يمكننا القيام بها أيضًا الإمساك بالقمر صناعي باستخدام شبكة ضخمة، أو باستخدام المغناطيس، أو حتى إطلاق أشعة الليزر لتسخين القمر الصناعي، مما يزيد من سحبه الجوي بحيث يخرج من المدار.

ومع ذلك، فإن هذه الأساليب مفيدة فقط للأقمار الصناعية الكبيرة التي تدور حول الأرض. ولا توجد طريقة فعلية لنا لالتقاط قطع أصغر من الحطام مثل قطع الطلاء والمعدن. علينا فقط انتظارهم ليعودوا بشكل طبيعي إلى الغلاف الجوي للأرض.

هل ستكون النفايات الفضائية مشكلة في المستقبل؟

مخاطر المخلفات الفضائية
نواجه خطر في المستقبل نتيجة العدد المتزايد من الأقمار الصناعية

نعم… يمكن أن تكون كذلك، حيث تخطط العديد من الشركات لمجموعات جديدة ضخمة من الأقمار الصناعية تسمى الأبراج الضخمة، والتي ستستخدم لنقل الإنترنت إلى الأرض. وتخطط هذه الشركات، بما في ذلك شركتى (سبيس اكس) و(أمازون)، لإطلاق آلاف الأقمار الصناعية لتحقيق تغطية الإنترنت عبر الأقمار الصناعية العالمية. وإذا نجح هذا التخطيط، يمكن أن يكون هناك 50000 قمر صناعي إضافي في المدار. وهذا يعني أيضًا أنه لا بد من إجراء المزيد من مناورات تجنب الاصطدام.

ولا شك أن إزالة الأقمار الصناعية من مدارها في فترة زمنية معقولة بمجرد توقفها عن العمل، يمكن أن يقلل من مشكلة النفايات الفضائية في المستقبل. عادةً يتم إجراء مئات من مناورات تجنب الاصطدام كل عام عبر جميع الأقمار الصناعية. وذلك أيضاً يشمل محطة الفضاء الدولية ISS (International Space Station)، حيث يعيش رواد الفضاء.

لحسن الحظ أيضًا، الاصطدامات نادرة، مثل تحطم القمر الصناعي الصيني في مارس 2021 بعد اصطدامه. وقبل ذلك كان آخر قمر صناعي يصطدم ويتم تدميره في عام 2009.

ما هي متلازمة كيسلر

متلازمة كسلر تنسب إلى أحد علماء ناسا (دونالد كيسلر، Donald J. Kessler) في عام 1978. حيث أوضح أنه إذا كان هناك الكثير من النفايات الفضائية في المدارات، فقد يؤدى ذلك إلى تفاعلات متسلسلة. حيث ستصطدم المزيد من الأجسام وتنشأ خردة فضائية جديدة في هذه العملية. حتى يصبح مدار الأرض غير صالح للاستخدام.

قد يكون هذا الاستنتاج متطرفًا بعض الشيء. لكن بعض الخبراء قلقون من أن هذا قد يكون كارثة كبيرة في يوم من الأيام. ويجب اتخاذ خطوات لتلافى حدوثه على الإطلاق.

ختامًا بعد أن تعرفت على المخلفات الفضائية وعلى أهم 4 معلومات مثيرة حولها، يجب على الدول أن تدرك أن إرسال المزيد من المعدات إلى الفضاء ممكن أن يسبب مشكلة للأجيال القادمة، وربما سيؤثر على مدار الآرض. وأن تدرك أيضًا خطورة المخلفات الفضائية. وتحاول ضبط الوضع قبل أن يتأزم أكثر ويحدث ما لا يحمد عقباه.