يعتبر الكولاجين ينبوع الحياة الطبيعية للبشرة إلا أن الجسم ينتج كمية أقل من الكولاجين مع التقدم في العمر مما يجعلنا نبحث عن أسرع طرق تحفيز الكولاجين في البشرة حيث أن نقص الكولاجين يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة الشائعة من تجاعيد وترهل في الجلد الذي حيث يفقد مرونته ويؤدي إلى تيبس المفاصل وغيرها من علامات نقص الكولاجين في الجسم.
ما هو الكولاجين؟
إن الكولاجين هو أحد أنواع البروتينات المهمة في الجسم والذي يتشكل من الأحماض الأمينية على شكل ألياف توفر القوة والتماسك للجلد وتساعد في ترميم وتجديد الخلايا فهو يشكل حوالي 75٪ من بروتين البشرة وحوالي 30٪ من إجمالي بروتين الجسم.
يوجد ما لا يقل عن 16 نوعاً أساسياً من الكولاجين في الجسم حيث يتواجد معظمه في البشرة والنسيج الضام والأوتار والغضاريف والأربطة والأسنان والعظام وصمامات القلب وحتى قرنية العين إلا ان كمية الكولاجين في الجسم تبدأ في التراجع مع التقدم في العمر مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض الغير محببة فعلى صعيد البشرة يمكن ملاحظة التجاعيد والترهل وقلة مرونة البشرة أيضاً.
هناك أربعة أنواع أساسية للكولاجين في الجسم أولها يتشكل من ألياف ذات كثافة عالية يدخل أغلبها في تركيب الأسنان والنسيج الضام والغضاريف وبنية الجلد أما النوع الأقل كثافة يوجد في الغضاريف المرنة كذلك هناك نوع يدخل في بنية العضلات والشرايين وآخر يساهم في عمليات الترشيح في الجسم.
أهمية تحفيز الكولاجين في البشرة
يستحق الكولاجين كل الاهتمام فهو البنية التي تساعد البشرة على البقاء متماسكة ونضرة وكما ذكرنا سابقاً إن انخفاض مستويات الكولاجين أمر محتم مع التقدم في السن وذلك بدءً من العشرينات بنسب طفيفة جداً تتزايد مع الوقت وبالطبع يمكن التدخل العلاجي والطبي بهدف تحفيز الكولاجين في البشرة إلا أنه بإمكان خلق عادات يومية تتحول إلى نمط حياة يساعد في تأخير مظاهر نقص الكولاجين وهنا نقدم بعض العادات التي تساعد في خلق نمط حياة صحي.
- تبدأ العادة الأولى من الطعام حيث أن تناول نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة يعمل على تحييد الجذور الحرة التي قد تسبب الإجهاد التأكسدي في الجلد حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد التأكسدي إلى تدهور الكولاجين وخلق التجاعيد في البشرة وهنا عليك التأكد من الحصول على المغذيات التي تحتوي مضادات أكسدة من الفواكه والخضروات والبقوليات والأعشاب والمكسرات والبذور خاصة تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين سي.
- يجب أيضاً التقليل من تناول الكربوهيدرات المكررة حيث يتم استقلاب الكربوهيدرات المكررة في الجسم بسرعة إلى سكر أما السكر فيقوم بإتلاف الروابط بين ألياف الكولاجين مما يجعل إصلاحها صعبًا الأمر الذي يسرع من مظاهر شيخوخة الجلد وإذا كنت من محبي الحلويات يمكنك الاعتماد على مصادر طبيعية ومغذية.
- أما أهم نصيحة في حماية البشرة فهو الابتعاد عن الأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس حيث أن الأشعة فوق البنفسجية تخلق الجذور الحرة الفاقدة للإلكترون مما يجعلها غير مستقرة ثم تسعى بقوة إلى سرقة إلكترون من جزيء سليم وبما أن هذه الجذور الحرة تبحث عن الإلكترونات فإن بإمكانها العبث بالخصائص الأساسية للكولاجين ما يسبب لها الضرر فيؤدي إلى حدوث التجاعيد.
- من الأمور المهمة التي يجب تجنبها في روتين الحياة اليومية هو تناول السكريات والكحول والتدخين بالإضافة إلى قلة النوم فإن الإكثار من أنماط الحياة الغير صحية هذه يسبب الإرهاق والتعب الذي ينعكس بشكل واضح على البشرة.
تحفيز الكولاجين دوائياً
يوجد العديد من منتجات البشرة التي تساعد في تحفيز الكولاجين في البشرة وعلى الرغم من أن نسبة فاعليتها أقل من الطرق الطبية إلا أن تراكم تأثيرها يحافظ على نضارة البشرة ويؤخر من ظهور علامات نقص الكولاجين أو يحافظ على عدم تقدم الحالة.
يمكن في البداية استخدام مكملات الكولاجين التي تعزز من إنتاج الكولاجين داخلياً فعندما يتحلل الكولاجين أو يتحول إلى ببتيدات الكولاجين يصبح الجسم قادر على امتصاصه بسهولة ومن بعد ذلك تنتقل الببتيدات في جميع أنحاء الجسم مما يساعد على إنتاج الكولاجين والإيلاستين عن طريق تحفيز الخلايا الليفية أي خلايا الجلد إضافة إلى ذلك فإن هناك فائدة إضافية وهي الشعور بالراحة في المفاصل وتحسين صحة الأمعاء.
كذلك يلجأ العديدون إلى منتجات لتحفيز إنتاج الكولاجين التي تحتوي على مكونات مضادة للأكسدة أما الاختيار الشائع فهو الريتينول الذي يمنع تكسر الكولاجين ويحفز الخلايا الليفية وهنا يجب الانتباه إلى عدم الاكثار منه لاحتمال ظهور حساسية في الجلد.
عند اختيار مستحضرات العناية بالبشرة يجب التأكد من احتوائها إحدى المكونات التي يمكن أن تساعد على تحفيز الكولاجين في البشرة ومنها:
- مشتقات فيتامين أ (الريتينويد) ويعتقد أنها تنظم الجينات والخلايا المشاركة في إنتاج ألياف الكولاجين والإيلاستين وتمنع تخليق الكولاجيناز أي الإنزيم الذي يكسر الكولاجين.
- فيتامين سي حيث أن تطبيق فيتامين سي الموضعي على شكل حمض الأسكوربيك بتركيزات تتراوح بين خمسة و15 في المائة له تأثير مضاد للشيخوخة عن طريق تحفيز الإنزيمات المهمة لإنتاج الكولاجين.
- كذلك النياسيناميد الذي يزيد من إنتاج الكولاجين الجلدي ويبطئ من ارتباط الجلوكوز والبروتينات في الجلد وهي التي تؤدي إلى تشكل جزيئات متشابكة مثل الكولاجين المتشابك الذي يقلل مرونة الجلد أما الكولاجين نفسه فيعطي مرونة للجلد.
تحفيز الكولاجين في البشرة طبياً
هناك عدد من الطرق الطبية التي تساهم في تحفيز الكولاجين في البشرة والتي يجب القيام بها تحت إشراف طبيب مختص كما ظهر حديثاً طرق فعالة وسريعة تظهر نتيجتها خلال وقت قصير نسبياً إلا أن تكلفتها أكثر من الطرق الأخرى لكن يفضل القيام بهذه الطرق باعتبارها ناجحة وغير جراحية.
من هذه الطرق لدينا LED التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء القريبة لتحفيز الخلايا الليفية داخل البشرة كذلك ليدنا طريقة الوخز بالإبر الدقيقة والترددات حيث تعتبر الترددات العميقة علاج قوي لتحفيز الكولاجين وهذه الطريقة في العلاج تجمع بين الوخز بالإبر الدقيقة والترددات حيث يتم استخدام إبر صغيرة في الجلد مع ترددات معينة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأنسجة مؤقتًا مما يساهم في تغيير طبيعة بروتينات الجلد أما النتيجة النهائية فتكون على شكل مضاعفة مستويات الكولاجين وزيادة بمقدار خمسة أضعاف في الإيلاستين مع زيادة مستويات حمض الهيالورونيك.
إن الطريقة الأكثر فعالية في تحفيز الكولاجين في البشرة هي استخدام تقنيات الليزر الذي يساعد على إزالة ندبات حب الشباب كذلك لدينا العلاج بحمض الهيالورونيك الذي يتم حقنه داخل الجلد في نقاط محددة حيث ينتشر من خلال الجلد ويحفز إنتاج الكولاجين والإيلاستين.
يمكن اعتماد الفيلر الجلدي بحمض الهيالورونيك في تحفيز إنتاج الكولاجين أو من الممكن استخدام أنواع فيلر أخرى مصممة لتحفيز الكولاجين مع إعطاء زيادة في الحجم وهذه الأنواع تحتوي على مكونات مثل هيدروكسيباتيت الكالسيوم أو بوليكابرونولاكتون الذي يحفز إنتاج الكولاجين على مدى أشهر.
يعتبر التقدم في العمر جزء طبيعي من مسيرة الحياة حيث لا يمكن الهروب من الزمن إلا أنه بالإمكان من خلال خلق نمط حياة صحي واتباع النصائح الطبية محاربة علامات التقدم في العمر وتحفيز الكولاجين في البشرة ولا بد من اللجوء إلى الطرق الطبية التي أثبتت جدارتها في عالم الجمال.