-

الحاسة السادسة؛ أقسامها وصفاتها والعوامل

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

الحاسة السادسة(The Sixth Sense)؛ يمكن أن نطلق على هذه الحاسة مصطلح قوة الإدراك أو الفراسة، وعند قول العدد السادس يخطر بالذهن أن هناك خمس حواس قلبها، نعم هذا صحيح فيوجد بالفعل خمس حواس ظاهرين ونعرفهم جميعنا مثل حاسة السمع والبصر والشم والتذوق واللمس. تتكون كل حاسة من مجموعة خلايا تستجيب لأشياء محددة بما يتوافق مع عملها واسمها، وتوجد هذه الحواس في منطقة معينة من الدماغ، لكن حديثنا اليوم عن الحاسة الخفية. لذا دعونا نعرض لكم في هذا المقال تعريف الحاسة السادسة وكيفية تقويتها والعوامل المؤثرة بها.

ما هي الحاسة السادسة؟

يمكن تعريف الحاسة السادسة بأنها القدرة على توقع الأمور والأشياء قبل حصولها وحدوثها، وبمعنى أدق الإحساس والشعور بما سيحدث في المستقبل، وتوقع أمور خارجة عن إطار الحواس الخمسة الأخرى. لا تعتبر هذه الحاسة من الأمور الخارقة للعادة على العكس تمامًا فقد يحدث ونتوقع الأشياء نتيجة تخزين المخ لمعلومات كثيرة متعلقة بموضوع معين؛ لذا يصح إطلاق مصطلح الفراسة عليها. نحن نقصد بالفراسة هنا بأنها توقع وظن صحيح يأتي من تدقيق وتمعين النظر في ظواهر الأمور لتوقع وإدراك باطنها وخفاياها.

يمكن القول كذلك بأنها تصور خارج عن نطاق الحواس الأخرى مثل السمع والبصر والتذوق والشم واللمس، فبمساعدة هذه الحواس نتمكن من إدراك الأشياء المحيطة بنا ولكن بهذه الحاسة ندرك ونتوقع أشياء غير ظاهرة أمامنا وغير ملموسة وغير موجودة كذلك. على سبيل المثال عند جلوس رجل بجانبك في القطار وأنت لا تعرفه ولا تعرف أين سينزل ولكنك تتوقع أنه سينزل في المحطة القادمة، أو شعورك بأنك نسيت إحضار جميع الأدوات اللازمة للعمل وغير ذلك من الأحداث.

أقسام الفراسة

أقسام الفراسة

ذكرنا أنه يمكن إطلاق مصطلح الفراسة على هذه الحاسة، فما هي أقسامها وأنواعها، تابع السطور القادمة.

فراسة رياضية

يعتبر هذا النوع من أنواع الفراسة والتي يمكن أن نتعلمها ونكتسبها على مدار الأيام، ويمكن من خلالها إزالة كل الأفكار التي تعكر صفونا وتعيق طريق أفكارنا والتخلص من مكدرات الذات. في هذا النوع يترك الإنسان كل شيء ويتجه إلى مكان خاص به مثلما يفعل الكاهن أو الرهبان أو من يقومون بتفسير الأحلام.

فطنة إيمانية

يعد هذا النوع من أصدق الأنواع؛ لأنها لا توجد عند الجميع ولا يمكن اكتسابها على أي حال وذلك لأنها هبة وعطية من الله للمسلمين خاصة المتمسكين بتعاليم الله وقلبهم عامر بالإيمان والتقوى. ينعم الله على هؤلاء المسلمين والمؤمين بالرؤية والبصيرة النافذة التي تساعدهم في معرفة الأمور قبل حدوثها وأخذ الحذر إذا دعي الأمر. أصحاب هذا القسم لا يتنبؤون بالشر بل بالخير دائمًا فهذا النوع لا يدل إلا على الخير. في هذا القسم يمكن للشخص التفرقة بين الصدق والكذب وبين الخير والشر وبين الباطل والحق.

الفراسة الخلقية

يعتمد هذا النوع على الإنسان وعلى سلوكه الذي يتعامل به مع من حوله وعلى ما يمتلكه من أخلاق وصفات حميدة. فإذا كانت أخلاق هذا الشخص حسنة فيمكن التنبؤ في ذلك الوقت بالأعمال الطيبة التي سيقوم بها، أما إذا كان من الأشخاص سيئي السمعة أو أخلاقه ليست جيدة فيمكن التنبؤ كذلك عن الأعمال التي سيفعلها.

صفات The Sixth Sense

صفات The Sixth Sense

يوجد بعض الصفات والسمات الخاصة لمن يمتلكون الحاسة السادسة بصورة كبيرة وعلى دراية جيدة بها وفي أغلب الأوقات لا نجد هذه الصفات المتصف بها أصحاب هذه الحاسة عند الكثير من الأشخاص الآخرين أي أنها خاصة بهم، هذا لا يعني انعدام هذه الصفات عند البقية توجد بالفعل ولكن بنسب، ولمعرفة سمات أصحاب هذه الحاسة تابع الآتي:

سمة الإدراك

يمكن لأصحاب الحاسة السادسة إدراك أمور وأحداث كثيرة يصعب على الآخرين إدراكها، ولا يتوقفون عند هذا بل يشعرون بحدوث أمور غير ظاهرة لا يشعر بها الغير.

صفة الرؤية

تعد الرؤية من الصفات التي يتمتع بها أصحاب هذه الحاسة، حيث يمكنهم رؤية أمور خفية لا يقدر الآخرين على رؤيتها، كما يمكنهم الإحساس بأمور ستحدث في المستقبل وتقع بالفعل، ومن الصفات الأخرى التي يمتاز بها هؤلاء هي والشعور بالأشياء قبل حدوثها.

العوامل التي تؤثر في قوة الإدراك

العوامل التي تؤثر في قوة الإدراك

تعرفنا سابقًا أنه يمكن إطلاق مصطلح قوة الإدراك على هذه الحاسة، لذا دعونا نتعرف الآن على العوامل المؤثرة فيها. يوجد بعض العوامل التي تؤثر بدورها على هذه الحاسة كما يلي:

عامل الأعصاب

يحتاج الأشخاص الذين يمتلكون هذه الحاسة إلى الهدوء والراحة والاسترخاء، فتجدهم دائمًا في جو مليء بالهدوء والسكينة ولا يعرضون أنفسهم إلى التوتر لأنه يشوش تفكيرهم. يحتاج هؤلاء الأشخاص كذلك إلى صفو الذهن وخلوه من الأفكار السلبية التي تشتت انتباههم.

عنصر المزاج

يميلون أصحاب الحاسة السادسة إلى المزاج المعتدل فتجدهم جميعًا في مكان مناسب لهم يمكنهم من تنشيط هذه الحاسة، وتجدهم يبتعدون دائمًا عن المزاج السيئ والتوتر والأجواء المشحونة بالسلبية؛ لأنها تأتي بنتيجة عكسية عليهم.

عامل خلو الذهن

كلما كان الذهن صافي وخالي من المعكرات والمشوشات كلما زادت القدرة على الإدراك والتنبؤ، لذا يميلون هؤلاء الأشخاص إلى الحفاظ على خلو ذهنهم وصفاءه قدر الإمكان.

الجدير بالذكر أن هذه الحاسة غير متعلقة بالذكاء وقوته، فهي لا تطلب أن يكون الشخص لديه ذكاء نفاذ بدليل أن الناس في العصور القديمة لم يكن لديهم ذكاء ولكن كانوا يتمتعون بالفراسة وكانوا يتنبؤون بالأشياء قبل حدوثها ويفسرونها بطريقة صحيحة ومنطقية.

طرق لتنمية وتطوير الحاسة السادسة

تحتاج هذه الحاسة إلى التطوير والتنمية، لذا جمعنا لك أفضل الطرق التي تساعدك في تقويتها وهي كما يلي:

  • كتابة جميع الأفكار والمشاعر والأحلام الكامنة في العقل الباطن، فهي بمثابة تجسيد لحدسنا.
  • الحرص على كتابة الخواطر التي تجول في الذهن.
  • الانتباه للتفاصيل الصغيرة المحيطة بك.
  • الالتزام بممارسة التمارين الرياضية والروحانية والحرص خلو الذهن من الأفكار والمشتتات.
  • ممارسة الاسترخاء والتركيز والتأمل وأيضًا التخيل فهما من الطرق المهمة لتقوية هذه الحاسة.
  • اهتم بالتواصل مع صوتك الداخلي ولا تتجاهل الإشارات والعلامات.
  • التعمق في النفس والدخول فيها بقدر الإمكان ومراقبة عملية التنفس والانتباه إلى الأصوات التي تسمعها.

من يمتلك هذه الحاسة؟

قد يراودك سؤال الآن هل الحاسة السادسة موجودة لدي وأستطيع توظيفها أم أنها عند أشخاص معينة فقط؟ في الحقيقة أن هذه الحاسة موجودة عند الجميع ولكن بنسب متفاوتة أو قد تكون موجود عن الكثير إلا أنها غير مفعلة عند أو لا يعرفون أنها هي؛ فسبق وذكرنا أن هذه الحاسة هي القدرة على إدراك أشياء وأحداث غير ظاهرة وغير ملموسة. قد يفسر البعض بأن هذه الحاسة من الأمور الخارقة للعادة ولا توجد إلا عند الخارقين (Superhero) ولكن هذا غير صحيح، فالجميع لديه هذه الحاسة التي تشعرهم بأشياء غير ظاهرة، وإذا تأملت أنت في تفاصيل يومك ستجد أنك تستخدمها ولو قليلًا، مثال على ذلك عند رؤية شخص لا تعرفه فأنت تتوقع بأنه ليس جيد وتبدأ في توخي الحذر منه.

في الختام؛ اهتم بالأصوات والإشعارات التي تنبع من داخلك فهي دليلك ويمكنها إرشادك لما سيحدث، يمكن للبعض توقع ما سيحدث في المستقبل فإذا كنت منهم فلا تهمل هذه الحاسة التي نسميها الحاسة السادسة بل اعمل على تطويرها، بهذا المقال قد تعرفت على الطرق التي تساعدك في ذلك، القرار في يدك الآن.