-

الحشرة القشرية الشمعية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

تعتبر الحشرة القشرية الشمعية (Ceroplastes floridensis) من أهم الآفات التي تصيب أشجار الحمضيات والعديد من النباتات الأخرى، كما أن هذه الآفة تؤثر على الإنتاجية العامة للأشجار ونوعية الثمار وتسبب تدني القيمة التسويقية والتجارية للثمرة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بالحشرة القشرية الشمعية، وكيف يمكن مكافحة الحشرة القشرية الشمعية؟

آفة الحشرة القشرية الشمعية

الحشرة القشرية الشمعية من أهم الحشرات الاقتصادية التي تصيب الحمضيات بأنواعها المختلفة (ليمون حامض، وبرتقال، وجريب فروت، ويوسفي، ومندرين، وكليمانتين). كما تصيب هذه الآفة عددًا من النباتات الأخرى يصعب حصرها. تتواجد هذه الآفة في المناطق المدارية وتحت المدارية حيث تتركز زراعة الحمضيات حول العالم. يمكن أن توجد هذه الحشرة بكثرة في تركيا، وباكستان، وأفغانستان، وسورية، ومصر، وقبرص، ولبنان. تعرف هذه الآفة أيضًا باسم (نمشة فلوريدا الشمعية) أو (حلزون الحمضيات).

وصف الحشرة

الحشرة القشرية الشمعية تشبه إلى حد كبير حشرة التين الشمعية. تتميز هذه الحشرة بلون الطبقة الشمعية البيضاء التي تكون شفافة ويظهر من خلالها لون جسم الحشرة القرمزي. كما تكون القشرة بيضاوية الشكل ومسننة الأطراف والحواف. أما بالنسبة للطول فيبلغ طول الحشرة حوالي 3 – 4 مم والعرض بحوالي 3 مم. كما أن ارتفاع الحشرة يكون بحوالي 1.5 مم تقريبًا.

الإصابة بالحشرة القشرية الشمعية

مظاهر الإصابة بالآفة

تهاجم الحشرة القشرية الشمعية بأطوارها الضارة (الحوريات والحشرات الكاملة) الأوراق والأغصان. تكون أعراض الإصابة على الشكل التالي:

  • تشاهد الحشرة بشكل مجموعات من القشور (الحشرات) التي تشبه الحلزونات توجد بكثافة حول الأماكن المصابة.
  • تمتص الأطوار الضارة للآفة عصارة النبات مما يسبب ضعف نموه وقلة التنفس.
  • تفرز أيضا الآفة ندوة عسلية غزيرة تشجع فطر العفن الأسود لكي يصيب النبات فتضعف النباتات إلى حد كبير.

خطورة الحشرة القشرية الشمعية

تنبع خطورة الحشرة القشرية الشمعية من جملة من العوامل التي تجعلها من أخطر الحشرات الماصة للعصارة النباتية. أهم عوامل الخطورة:

  • هذه الحشرة تعتبر ماصة للعصارة النباتية وهذا يضعف النبات وتنجذب إليه آفات متنوعة ومختلفة.
  • يمكن أن تنجذب إلى النبات آفات أخرى ماصة للعصارة (مثل آفة الدفلة القشرية، والحشرة القشرية اﻷرجوانية، ونمر الإجاص).
  • يمكن أن تنجذب إلى النباتات المصابة آفات أخرى غير ماصة للعصارة كحفارات القلف والخشب، وأهمها خنفساء القلف.
  • أيضا فإن تداخل الآفات بقوة في ما بينها ضمن البستان وعلى جوانبه يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

هناك عوامل تشجع الإصابة بالحشرة القشرية الشمعية. أهم العوامل:

  • تذبذب الرطوبة وعدم انتظام الري بسبب إهمال المزارع للطريقة السليمة للري.
  • ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة بصورة معتدلة يشجع هذه الآفة فزيولوجيًا.
  • وجود آفات أخرى في البساتين يشجع الإصابة بالآفة، كحيوانات الحلم (حلم البراعم، وحلم الصدأ) وغيرها من آفات حشرية أو غير حشرية.

دورة الحياة

تتكاثر إناث هذه الآفة بكريًا بصورة غالبة (بسبب ندرة الذكور). كما أن الأنثى تضع حوالي 400 – 700 بيضة ثم تغطي البيض بطبقة شمعية مفككة. بعد ذلك، تتغذى الحوريات الخارجة من البيض على الأوراق والأغصان خلال شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو. أيضًا قد يستمر وجود الحشرة حتى شهر تموز/ يوليو وعندها تمر بثلاثة أعمار قبل أن تصبح حشرة كاملة. في واقع الأمر، يتعلق التكاثر والبقاء بمدى مناسبة الظروف البيئية للحشرة من حرارة ورطوبة. تظهر الحوريات ثانية في أيلول/ سبتمبر وتشرين اﻷول/ أكتوبر. للآفة حوالي 2 – 3 أجيال في السنة.

مكافحة الحشرة القشرية الشمعية

سبل مكافحة هذه الآفة

بالنسبة لمكافحة الحشرة القشرية الشمعية، فإن المزارع يجب أن يقوم بجملة من الإجراءات الوقائية لتنجب وقوع الإصابة. كما يجب على المزارع القيام بإجراءات علاجية هدفها يكون استئصالي بحت. تتم المكافحة لهذه الحشرة بصورة خاصة كالتالي:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال أن يعتني المزارع بتنظيم الري قدر الإمكان، ومراعاة النقاط التالية عند الري:

  • الري الزائد يسبب اختناق الجذور، ورفع الضغط الأسموزي للتربة مقابل الضغط الأسموزي للنبات، وهذا يضعف النبات ويجذب الآفة.
  • الري القليل والشحيح يؤدي إلى الجفاف، وانجذاب آفات أخرى من ضمنها الأكاروس الأحمر، والحفارات والنطاطات.
  • أما الري المعتدل هو الأفضل، فيحافظ على الضغط الأسموزي لجذور النبات أعلى من الضغط الأسموزي للتربة، وبالتالي تقل نسبة الإصابة بالحشرة.

يعتني المزارع بالحالة العامة لأشجار الحمضيات ويتجنب استعمال بستان الحمضيات نفسه من أجل زراعة الخضار والمحاصيل. بالإضافة لما ذكر، يقوم المزارع باستعمال مبيدات جهازية متخصصة لمكافحة مختلف الآفات في البستان. يمكن أن يستعمل المزارع مبيدات التيرازول عند التعامل مع الأمراض الفطرية. كما يمكن أن يستعمل مبيدات الكربمات. أما عند وجود الإصابات بالعناكب والحلم تستعمل مبيدات متخصصة بها مثل المبيد كلوروبينزيلات (Chlorobenzilate).

مكافحة علاجية

أما المكافحة العلاجية للحشرة القشرية الشمعية فيقوم بها المزارع عند حدوث الإصابة بالحشرة. تكون غاية المكافحة العلاجية استئصال الحشرة من جذورها. تتم المكافحة باستعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية التي تنفع كثيرًا مع هذه الآفة الماصة والحشرات القشرية.

ينصح باستعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl. كما يمكن استعمال المبيد ميثيداثيون methidathion. يطبق المزارع المكافحة كالتالي:

  • يقوم المزارع بخلط أحد المبيدات المذكورة سابقًا مع إحدى الزيوت الصيفية أو الرديئة (يمكن استعمال زيت الزيتون الرديء).
  • يراعي المزارع أن يتم الرش بالمخلوط قبل أن تفرز الآفة الطبقة الشمعية الخاصة بها التي تحمي الآفة من المبيد.
  • يدهن المزارع الأغصان المصابة بشكل جيد بالمخلوط أو المزيج المذكور.
  • كما يراعي المزارع قدر الإمكان عدم تكرار استعمال نفس المبيد في كل موسم.

مكافحة حيوية

المكافحة الحوية هي المكافحة التي تتم بشكل طبيعي أو بشكل تدخلي من قبل الإنسان. توجد في الطبيعة مفترسات طبيعية لهذه الآفة وتقلل من أعدادها إلى حد كبير. من أهم المفترسات الخنفساء الشرسة والنافعة Chilocorus bipustulatus التابعة لفصيلة أبو العيد Coccinella. كما يمكن إكثار هذه المفترسات مخبريًا وإطلاقها في الحقل بمساعدة مختصين.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على الحشرة القشرية الشمعية ومدى أضرارها على أشجار الحمضيات وغيرها من نباتات. كما يكون المزارع قد اضطلع بصورة خاصة على دورة حياة الحشرة وسبل المكافحة والوقاية السليمة.