-

ما هي النصيحة؛ تعرف إلى أهميتها وآدابها وأبرز 7

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

ما هي النصيحة؟ إنها لذات أثر كبير على الأفراد والمجتمعات، وقد ذكرت في الحديث الشريف (الدين النصيحة)، لذا فهي تدعو إلى طريق الخير والفلاح. ينبغي علينا معرفة ما هي أسس النصيحة وطريقتها المثلى، حتى تقدم بشكل صحيح ويكتسب الناصح احترام وثقة الناس من حوله. مع الأخذ بعين الاعتبار، أنه لا يوجد شخص كامل يعلم كل شيء، وإنما هي تجارب ودروس متبادلة بين الأفراد لتحقيق الفائدة للجميع. تعرف إلى أهميتها وآدابها وأبرز 7 أمور متعلقة بها.

ما هي النصيحة؟ تعريفها

إذا رجعنا إلى المعنى الحرفي للكلمة في معجم اللغة العربية، نجد أنها تعني الإخلاص في الرأي، أو الوعظ والإرشاد والدعوة إلى الخير والصلاح. أصل الكلمة يعود إلى الفعل نَصَحَ (الشيء) ومعناه خَلَصَ. وكلمة نَاصِح تعني الخالص أو الصافي أو النقي.

هي عبارة عن رأي أو مقترح يقدمه الشخص الناصح بمنتهى الأمانة والإخلاص للشخص المنصوح، لكنها لا تحتم الإلزامية بتطبيقها كلياً أو جزئياً، حيث يترك للشخص كامل الحرية في الاستفادة من النصيحة أو عدم الاكتراث بها.

أهمية النصيحة

أهمية النصيحة

تكمن أهمية النصيحة بأنها تدخل في جميع مجالات الحياة، وسواء استخدمت على المستوى الفردي أم المجتمعي أم المؤسساتي، فهي تساعد على حل المشكلات واتخاذ القرار. كما أنها قد تختلف حسب البلد والثقافات، فمنهم من ينفتح عليها ويتقبلها ومنهم من يضع لها حدوداً كبيرة.

تكمن ضرورتها في الأسرة الواحدة والأقارب والجيران وكذلك بين زملاء العمل، وتظهر بقوة بين الأصدقاء، حيث تدل على الود والإخلاص والطيبة، وتزيد أواصر المحبة والصداقة مدى الحياة.

ما هي فوائد النصيحة؟

تعد مسؤولية اجتماعية، ومهارة هامة تدل على حب الخير والمعروف، ولها آثار مفيدة، ولعلّ أهم فوائد النصيحة:

  • تؤدي إلى التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع، وأن يشعر كل منهم بمعاناة الآخر ويحاول التخفيف عنه قدر المستطاع.
  • تزرع الإيجابية والتفاؤل، فلطالما غيرت كلمات محبة، مواقف صعبة.
  • تنمي وازع المسؤولية والإخلاص في القول والعمل، فالناصح يجب أن يكون قدوة صالحة لغيره.
  • الدعوة إلى المعروف والنهي عن المنكر، مما يؤدي إلى صلاح المجتمعات.
  • التأكيد على التمسك بالأخلاق الحميدة، كالصدق وعدم الخداع والغش.
  • زيادة الأصدقاء والثقة بين الناس.
  • تنبيه الآخرين إلى مواطن الخطأ والخلل.

ما هي النصيحة؟ أسلوبها

أسلوب النصيحة

يقصد بأسلوب النصيحة طريقة عرضها للناس حتى تؤثر بهم، وتكون محط اهتمام عندهم. سنسلط الضوء على بعض النقاط، وهي كالآتي:

  • تقدم النصيحة في الوقت المناسب، عندما يطلب أحدهم رأي أو استشارة.
  • الانتباه إلى عدم الفضول وإعطاء المشورة لمن لا يرغب، حتى لا تعتبر كنوع من التدخل بشؤون الآخرين.
  • علاقة الصداقة القوية بين شخصين، قد تساعد أحدهما على تقديم النصيحة الفورية، على أن تكون بشكل خاص بينهما.
  • أن يكون أسلوب النصيحة لبقاً ومهذباً، فيه الود والخير، وعدم اللوم أو الاستهتار بمشاعر الآخرين.
  • عدم الغرور أو التعالي أثناء تقديم المشورة.

ما هي أفضل الطرق لتقديم النصيحة؟

لا بد من الاعتماد على وسائل مناسبة لذلك، نذكر منها ما يلي:

  • استخدام طريقة القصة:
    مثل القصص التي يطرحها موقع تيد، والتي تتحدث عن تجارب إنسانية مر بها الأشخاص، وتعلموا منها العديد من الدروس، لتكون نصائح غير مباشرة لمن حولهم. بالطبع، يفضل أن تكون القصة قصيرة حتى لا تبعث على الملل.
  • تبسيط النصيحة وتقسيمها إلى خطوات يمكن اتباعها بيسر.
  • فكر بأسلوب النصيحة المناسب لصياغة المشورة، وكأنك تعد موضوعاً يحتوي على مقدمة ومحتوى وخاتمة.
  • إيضاح القصد من النصيحة، وتجنب الكلام الكثير.
  • جذب الانتباه والتحدث عن تجربة شخصية، لتكون أكثر وقعاً على النفس.
  • التركيز على الناحية النفسية، عن طريق إظهار العاطفة والمشاعر والدعم النفسي أثناء تقديم النصح.
  • على الناصح أن يفكر جيداً قبل الإدلاء بالمشورة.
  • إعطاء أسباب منطقية للنصيحة، مثلاً تغيير تخصص الدراسة ليتناسب مع سوق العمل.
  • الصدق والواقعية والجرأة المغلفة باللباقة.
  • تقديم المشورة على أنها اقتراحات أو خيارات، وخاصة في العمل ليتقبلها الآخرين.

آداب النصيحة

آداب النصيحة

لعل أبرز آداب النصيحة الاستعانة بمشورة الناس وأخذ رأيهم، لأنها صفة حميدة تدل على النضج وحب الاستفادة من خبرات الآخرين. بالمقابل، للنصيحة شروط وقواعد، يستحب اتباعها، سواء من جهة الناصح أو المنصوح. سنوضح فيما يأتي بعضاً من آداب النصيحة:

آداب الناصح

  • إخلاص النية لوجه الله تعالى.
  • التحلي بطيب الأخلاق والصفات، واللطف واللين في النصح والإيضاح.
  • عدم النصح بأمر يجهله، وتحري الحلال والحرام في كل قول أو فعل.
  • تقديم النصيحة بشكل حيادي، دون إسقاطها على تجربة شخصية سابقة.
  • القدوة الحسنة، فلا يحبذ النصح بشيء لا يطبقه الناصح على نفسه.
  • لا تنصح ما لم يطلب منك ذلك، فليس كل الناس يتقبلون النصيحة.
  • أظهر للشخص الذي نصحته، أنك ستكون معه، وستدعمه على المدى الطويل، ولن تتخلى عنه.
  • حسن الاستماع:
    الإنصات والاستيعاب بشكل كامل للموضوع، فضلاً عن طرح الأسئلة للإجابة على العديد من الاستفسارات التي قد ترد بالذهن، ومن ثم المساعدة في إيجاد الحلول.
  • طلب الإذن للنصيحة:
    عندما تجد الحاجة ملحة لإبداء رأيك في موضوع ما، لا بد من طلب الإذن في تقديم المشورة واختيار الوقت المناسب لذلك. ومن ثم الاهتمام بطريقة عرض الموضوع، واختيار كلمات مؤثرة ومقنعة، حتى يعلم المنصوح أن غرضك من النصيحة هو نابع عن المحبة والإخلاص له.
  • عدم الحرج من قول “لا أعرف”:
    إذا سألك أحدهم عن مسألة معينة، ولم تكن على اطلاع ومعرفة مناسبة بما سئلت عنه، فلا حرج أن تعترف بذلك، وتقترح على الشخص أن تبحث معه عن المعلومات، لتصلا إلى النتيجة المطلوبة.
  • السرية من أهم آداب النصيحة:
    عدم الجهر بالموضوع أمام الناس وحتى المقربين. فالنصيحة بين اثنين دليل اهتمام ومحبة، أما على مرأى ومسمع الناس فهي تشهير واستعلاء.
  • رحابة الصدر:
    على الناصح أن يكون صبوراً، وأن يبتعد عن الجدال. ولا ييأس إن رفضت نصيحته أو تم مقاومتها، ويستمر بعملية النصح. فالبعض يرفضونها في البداية، ثم بعد فترة يفكرون جيداً بالأمر وقد يتبعون النصيحة بحذافيرها.
  • النفسية ولغة الجسد (Body Language):
    من المفيد أن ينتبه الناصح إلى حركاته وكلماته وتأثيرها الظاهر على لغة جسد المنصوح، بحيث يدرك تفاعله أو عدم اكتراثه، ويتصرف بناء على ذلك.
    تلعب نفسية الشخص المنصوح دوراً كبيراً في التشجيع على إبداء النصح أو التحفظ والابتعاد، فهناك بعض الأشخاص يقدرون النصح ويتعاملون معه بشكل إيجابي. من جهة أخرى، هناك من يعتبرونه انتقاصاً لشخصهم ويقاومونه بحدة، فهؤلاء ابتعد عنهم لأنك ستصل إلى طريق مسدود معهم.
  • التمييز بين أنواع طالبي النصيحة (المنصوح) الثلاثة:
  • يحب البحث والاستماع، هذا بدوره قد يتأثر جداً بنصيحتك ويطبقها.
  • يستمع لكن يحب الجدال، يجب تجنب الدخول في حالة جدال لا تنتهي معه، قدم ما عندك وانسحب بهدوء.
  • يحب الاستماع والتعاطف معه، ربما لن يطبق نصائحك، لكن مجرد إنصاتك وتفهمك له سيريحه جداً.

آداب النصيحة المتعلقة بالمنصوح

  • اختيار الشخص الناصح المناسب، الواعي الراجح العقل حسن الأخلاق المتفهم، الذي يتحرى الحق.
  • الاستماع جيداً إلى النصيحة وتقبلها برحابة صدر، دون أي انزعاج تجاه قائلها، وله الحق فيما بعد باختيار التصرف المناسب.
  • احترام آراء الآخرين من أهم آداب النصيحة.
  • التحري من الرأي المطروح.
  • عدم التعنت والرجوع إلى الحق.
  • تطبيق النصيحة وخاصة إذا كانت من شخص خبير.
  • تقدير الناصح وشكره على وقته وكرمه في علمه وخبرته، وهذا بدوره يشجع الناس على المضي في طريق الخير والتعاون.
من الجميل وجود حالة تبادلية بين الناصح والمنصوح، ليستفيد كل منهما من تجارب الآخر، ولتعميق الثقة بينهما. فكل شخص في هذه الحياة قد يحتاج النصح في بعض الأمور، فالكمال المطلق لله تعالى وجميعنا لدينا أخطاء نحاول تقويمها على الدوام.

ما هي أنواع النصيحة؟

يمكن تصنيفها إلى عدة فئات حسب المجال المستخدمة به، وهناك النصيحة الدينية المؤلفة من 4 أنواع، والتي تم ذكرها في الحديث الشريف: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). بشكل عام يمكن أن نعتمد على النقاط التالية، كأنواع للنصيحة:

  • النصيحة الشخصية.
  • البدائل:
    تطرح النصائح على شكل بدائل، ويتم ذكر معلومات وإيجابيات وسلبيات كل بديل، فعلى سبيل المثال يمكن أن تخبر الشخص إذا اخترت أ سيحدث كذا، وإذا اخترت ب سيحدث كذا، وهكذا.
  • النصائح المتعلقة بحل المشاكل.
  • نصائح الدراسة أو تنمية المهارات.

أثر غياب النصيحة في المجتمع

بعد أن عرضنا أهمية النصيحة وفوائدها، بالمقابل، نجد أن فقدانها بين الناس ينبئ بمؤشرات سلبية، نذكر من أهمها:

  • نمو مفهوم الأنانية وروح الفردية، بدلاً عن المفهوم الجماعي والتآزر.
  • سيطرة الغيبة والنميمة، والتحاسد والبغضاء.
  • الكبر والإعجاب بالرأي، فلا أحد يتقبل نصيحة الآخر.

ما هي النصيحة؟ هي فن يتقنه الأشخاص الطيبون المعطاءون، الذين يسعون إلى نشر الخير والمحبة والوئام. لكن دوام الحال من المحال، فالأدوار تتبادل بين الناس تبعاً لنمط الحياة والظروف المحيطة، فمرة نكون ناصحين ومرة أخرى نكون منصوحين. ويبقى الأمر الهام، هو استمرار النصيحة الفعالة ذات الأثر الإيجابي على الأفراد والمجتمعات.