-

رهاب الخلاء؛ أسبابه وطرق علاجه وعلاقته بنوبة

رهاب الخلاء؛ أسبابه وطرق علاجه وعلاقته بنوبة
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

يعرف رهاب الخلاء أو رهاب الساح أو الميادين أنه اضطراب نفسي يسبب لك القلق والخوف في أماكن أو مواقف معينة، حيث تمنحك هذه المواقف عند التعرض لها شعورًا سيئًا وكأنك محاصرٌ أو عاجزٌ أو محرج، وقد يؤدي تفاقم هذه الفوبيا لدرجة عدم تمكنك من التنقل بوسائل النقل، أو التواجد بين حشدٍ من الأشخاص، كأن تقف في طابور أو تتواجد في مكان مفتوح أو مغلق، فما هو رهاب الخلاء، ما أسبابه، وما أعراضه؟ وكيف لنا علاج رهاب الخلاء؟ وكم عدد المصابين به، وكيف يتم تشخيصه؟

ما هو رهاب الخلاء؟

رهاب الخلاء هو اضطرابُ قلقٍ من الممكن أن يسبب للإنسان شعورًا بالارتباك أو عدم قدرته على الهروبِ أو أن يحصل على المساعدةِ عندما يكون في الأماكن العامة. ونتيجة الخوف والقلق الذي يصيب الأشخاص المريضون، غالبًا ما يتجنبون أماكن جديدة ومواقف غير مألوفة، مثل:

  • المساحات المفتوحة أو المغلقة.
  • الحشود.
  • أماكن خارج المنزل.
  • وسائل النقل العامة.

حيث أنهم دائمًا ما يسعون إلى تجنب الأماكن والمواقف السابقة لأنها تجعلهم يشعرون بـ:

  • المحاصرة.
  • العجز.
  • الذعر.
  • الإحراج.
  • الفزع.

علاقة رهاب الخلاء بنوبة الهلع

في معظم الأحيان، يصاب الأشخاص المصابون برهاب الخلاء بأعراض تشابه أعراض نوبة الهلع، وذلك سواء كانوا صلب الموقف الذي يخافونه، أو قبل أن يحدث معهم الموقف الذي يخشونه، حيث يذكر أنّ نوبة الهلع تحدث للأشخاص الذي يعانون من رهاب الميادين بشكلٍ خفيف.

في حين، يمكن أن تكون حالة الإصابة شديدة لدرجة أن الناس يتجنبون القيام بالأنشطة اليومية، على سبيل المثال:

  • الذهاب إلى البنك.
  • محل البقالة.
  • الذهاب إلى مكان العمل أو الدراسة.
كما تميل هذه الفئة من المصابين إلى البقاء داخل منازلهم معظم اليوم، وفي معظم الأوقات، تدرك هذه الفئة المصابة برهاب الخلاء أن خوفهم غير منطقي، لكنهم غير قادرين على فعل أي شيء حيال الموضوع، وقد يصيبهم اكتئاب من حالتهم هذه، خصوصًا في حال أثرت على علاقاتهم الشخصية أو أدائهم في العمل أو المدرسة.

ما أسباب رهاب الخلاء؟

أسباب رهاب الخلاء
اسباب رهاب الساح أو الميادين

اسباب رهاب الساح أو الميادين

السبب الدقيق وراء حدوث رهاب الخلاء غير واضح بشكل تام، ولكن يمكن القول أنه مرتبط باضطراب الهلع ارتباطًا وثيقًا، الذي يسبب نوبات خوف قصيرة وشديدة بدون وجود سبب محدد، الجدير بذكره أنّ حوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع يصابون برهاب الخلاء أيضا، من جهة أخرى يمكن أن يحدث رهاب الخلاء بمفرده دون أي أسباب.لاومع ذلك، يوجد العديد من العوامل المعروفة بأنها تزيد من احتمال الإصابة برهاب الخلاء، إليك أهم 6 أسباب للفوبيا:

أعراض رهاب الخلاء

أعراض رهاب الخلاء
اعراض رهاب الخلاء

بعد معرفة ما هو رهاب الخلاء وأسبابه، يجدر القول بأنّ المصابين به تظهر عليهم أعراض معينة تميزهم عن غيرهم، إنّ الاشخاص المصابون برهاب الخلاء هم بالعادة:

  • يخافون من مغادرة منازلهم لفترات طويلة من الزمن.
  • يخافون من أن يكونوا وحيدين في الوضع الاجتماعي.
  • يخافونَ من فقدان السيطرة في مكان عام كأن يصيبهم الارتجاف أو الخوف الظاهر للعيان.
  • يخافون من التواجد في أماكن يصعب فيها الهروب، مثل السيارة أو المصعد.
  • منفصلين عن الآخرين، بمعنى أنهم يتواجدون بمفردهم معظم الوقت.
  • قلقين أو مضطربين.

غالبًا ما يرتبط رهاب الخلاء مع نوبات الهلع، إنّ نوبات الهلع عبارة عن سلسلة من الأعراض التي تحدث أحيانًا لدى الأشخاص المصابين بالقلق واضطرابات الصحة العقلية الأخرى. ولنوبات الهلع العديد من الأعراض الجسدية التي يمكن تلخيصها فيما يلي:

حيث يعاني الأشخاص المصابون برهاب الخلاء من نوبات هلع كلما دخلوا في موقف مرهق أو غير مريح، مما يجعلهم يخافون من تكرار الموقف أو الحدث.

طرق علاج رهاب الخلاء

يسبب رهاب الخلاء للمصابين به مشكلةً حقيقيةً في حياتهم اليومية، لذلك تجدهم يبحثون عن العلاج المناسب، ولحسن الحظ يوجد مجموعة واسعة من العلاجات التي يمكن الاستعانة بها لمعالجة رهاب الخلاء، ويتم انتقاء نوع العلاج المستخدم من قبل الأخصائي النفسي، حيث يحدد نوع العلاج المناسب تبعًا لشدة الحالة عند المصاب، وهذه العلاجات هي:

العلاج النفسي

يتضمن العلاج النفسي، المعروف أيضًا باسم العلاج بالكلام، مقابلة معالج أو غيره من متخصصي الصحة العقلية على بشكلٍ منتظم. وذلك بغية التحدث مع شخصٍ ذو خبرة عن مخاوفك أو أي شيء يسبب الرهبة بالنسبة إليك، ويعتبر العلاج النفسي لرهاب الخلاء أفضل العلاجات على الإطلاق، ذلك لأنه فعّال ويدوم لفترة قصيرة نسبيًا، ولكن من جهة ليس له مدة محددة، بل يتم إيقاف هذا النوع من العلاج من قبل الأخصائي النفسي، متى ما تم ملاحظة أنك قد تجاوزت كل ما تخاف منه وتخشاه، مع التأكيد على عدم حدوثه مرةً أخرى، يجب أن تضع في بالك أن الكلام غير مجدي بلا دواء، لهذا سوف يتم استهلاك أدوية معينة جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي، ويأخذ اعلاج النفسي نوعان، وهما:

العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT)

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) واحد من أكثر العلاجات النفسية المستخدمة للتخلص من رهاب الخلاء، وينكوب هذا النوع من العلاج على عدة نقاط، وهيَ:

  • فهم المشاعر غير الصحيحة التي تظهر عند التعرض لمواقف مخيفة عند المصاب.
  • محاولة إدراك لوجهات النظر المتعلقة برهاب الخلاء.
  • تعليم كيفية استبدال الأفكار غير الصحية بأفكار صحيحة ومنطقية للتعامل بها في المواقف المخيفة.

بحيث يأمل الطبيب النفسي في نهاية العلاج أن تستعيد شعور السيطرة على حياتك.

العلاج بالتعرض بالتدريج

من الممكن أن يساعد علاج التعرض أيضا في التغلب على كل موقف يخشاه المصاب أو يخاف منه، في هذا النوع من العلاج، يتم الآتي:

  • تعريض المصاب للمواقف التي يخشاها.
  • إدراك مواضع الخوف، كي يستطيع الطبيب النفسي حلها.
  • تعريض المصاب لموقف أقوى من سابقه، وما هذا ما يعني فعلاً التعرض بالتدريج.
  • يجب على الطبيب النفسي ملاحظة تجاوز المصاب لمخاوفه.
  • سعي الطبيب النفسي أخيرا لجعل الخوف والذعر يتضاءل عند المريض حين تعرضه لهذه المواقف بالتدريج.

الأدوية

رهاب الخلاء
علاج رهاب الخلاء

هناك مجموعة من الأدوية التي تعطي أثرًا فعّلاً لمريض رهاب الخلاء، كما أنها تساهم في تقليل أعراض الرهاب، ومن هذه الأدوية:

  • مثبطاتُ امتصاصِ السيروتونينَ الانتقائيةِ، على سبيل المثال: باروكستين (باكسيل) أو فلوكستين (بروزاك).
  • أدوية مضادة للاكتئابِ ثُلاثيةُ الحَلقاتِ، على سبيل المثال: أمِيتريبتيلين (إيلافيل) أو نُورتريبتيلين (باميلور).
  • أدويةُ لمنع التوتر، كدواء: ألبرازولام (زاناكس) أو كلونازيبام (كلونوبين).
  • أدوية مثبطة لامتصَاصِ السيروتونينَ والنورابينفرين الانتقائيةِ، ومنها: فينلافاكسين (إيفكسور) أو دولوكستين (سيمبالتا).
تحذير: يجب أخذ هذه الأدوية بناءً على وصفة طبية من طبيبك النفسي فقط، حيث لا يجب استهلاكها عبثًا.

تحسين نمط الحياة

ينصح بالاعتماد على تغيير نمط الحياة للأفضل كأسلوب علاج أخير، لأنه قد لا يكون ذات أثر في معظم الأحيان، ولكنه قد يساهم في تقليل الخوف اليومي، حيث يمكنك تغيير نمط حياتك قليلًا من خلال:

  • ممارسة الرياضة بانتظام لزيادة إنتاج المواد الكيميائية في الدماغ التي تمنحك شعورًا بالسعادة والاسترخاء.
  • أن تتبع نظامًا غذائيًّا صحيًّا مؤلفًا من الحبوب الكاملة والخضار والبروتينات التي تخلو من الدهون.
  • القيام بالتأمل اليومي أو تمارين التنفس العميق لتقليل القلق ومحاربة نوبات الهلع.
تحذير: أثناء العلاج، من الأفضل تجنب تناول المكملات الغذائية والأعشاب، حيث لم يثبت أن هذه العلاجات الطبيعية تعالج القلق، كما أنها قد تتداخل مع فعالية الأدوية الموصوفة.

ما مدى شيوع رهاب الخلاء؟

يشاع رهابُ الخَلاء عند النساء أكثر من شيوعه عند الرجال. يبدأ بالعادة في سن الرشد، حيث يكون سن 20 عامًا هو متوسط عمر ظهوره، في حكاية أخرى يقال أن أعراضه تظهر قبل سن ال35، إلّا أنه من الممكن أن تظهر أعراض رهاب الخلاء في أي عمر آخر.

  • بالنسبة للبالغين: يصاب حوالي 1 بالمئة إلى 2 بالمئة بالرهاب.
  • بالنسبة للمراهقين: حوالي 2 بالمئة منهم يعانون من الرهاب أيضا.

معايير تشخيص رهاب الأماكن العامة

هناك عدة معايير أو علامات معينة يمكن على أساسها إثبات التشخيص برهابِ الخَلاء، على سبيل المثال، يمكن أن يكشف طبيبك النفسي عن حالتك من خلال سؤال عدة أسئلة، ومنها:

  • “متى بدأت أعراض مرض رهابِ الخَلاء في الظهور؟”
  • “كم عدد المرات التي عانيت فيها من الأعراض السابقة؟”
  • سيتم سؤالك أسئلة شخصية لها علاقة بالتاريخ الطبي الخاص بك وبأسرتك أيضا.
  • سيجري أخيرا تحاليل دم لكشف إن كانت الأعراض الجسدية التي تبدو عليك ناجمة عنها أو لا.

من أجل تشخيص رهاب الخلاء، يجب أن تستوفي أعراضك معايير معينة مدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، حيث أنّ الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسي هو دليل يستخدمه مقدمو الرعاية الصحية لتشخيص حالات الصحة العقلية.

بالإضافة إلى وجود معايير أخرى تتعلق باضطراب الهلع، حيث يدل تكرار نوبات الهلع على تشخيص أكيد للحالة المرضية، ويمكن التأكد من الإصابة برهاب الخلاء إن حدث بعد نوبة الهلع عدة أمور، مثل:

  • أن تخاف من التعرض إلى نوبة الهلع مرة ثانية.
  • الخوف من نتائج نوبة الهلع، كالإصابة بنوبة قلبية أو فقدان السيطرة على النفس.
  • ملاحظة وجود تغيرات في سلوكك حدثت بسبب نوبة الهلع.
ملاحظة: قد تكون أعراض رهابِ الخلاءِ ناجمةً عن مرضٍ آخر، لذا قد لا يتم تشخيصك به رغم امتلاكك لمعظم الأعراض.

كيف يشعر المصاب بفوبيا الخلاء؟

يشعر المصابين برهابِ الخلاءِ بالقلق والتوتر أغلب الأحيان، ويتجلى ذلك من خلال تصرفاتهم، فقد تجدهم:

  • يحاولون مغادرة المواقف أو الهروب منها أو يطلبون المساعدة.
  • يعانون من نوبات هلع.
  • يراودهم القلق بشأن التعرض لنوبات هلع مجددًا.
  • يجتنبون الأماكن التي حدثت فيها النوبة.
  • يحتاجون إلى رفيق أو صديق لمرافقتهم إلى الأماكن العامة لأنهم يخشون مغادرة البيت بمفردهم.
  • يفتقرون للشعور بالأمان والسكينة.

ملاحظة هامة

قد لا بتقبل البعض فكرة أنهم مصابون بحالة مرضية أو اضطراب قلق مثل رهاب ِالخلاءِ، حتى أنهم يخجلون منه، إنّ التصرف على هذا النحو أمرٌ خاطئ وعلى المصاب اجتنابه، حيث يمكن لرهاب الخلاء:

  • الحد من إمكانيتك على التواصل الاجتماعي.
  • يحد من قدرتك على العمل.
  • لا يمكّنك من حضور الأحداث الهامة.
  • لا يمكنكَ من أن تدير شؤون حياتك اليومية، كأن تؤدي مهامك الروتينية.
لذلك لا تدع رهابِ الخلاءِ يمنعك من عيش حياتك كما يجب، لا مانع من الاتصال بطبيبك النفسي (psychiatrist) لحجز جلسة علاج، في حال كانت لديك أي علامات أو أعراض مذكورة أعلاه، أو حتى لو كنت تشك مجرد شك أنك مصاب، فإنه من المهم جدًا تلقي العلاج في أسرع وقت ممكن، حيث يمكن أن يساعدك العلاج في إدارة الأعراض وتحسين سير حياتك.

رهاب الخلاء هو اضطراب القلق الذي يسبب الخوف المفرط من مواقف معينة، قد يؤثر على بعض الأشخاص لدرجة أنه يمنعهم من مغادر بيوتهم، ولكن لحسن الحظ هناك العديد من العلاجات المتاحة للتغلب على رهاب الساح أو الميادين، وينصح بالتبكير بالعلاج، حيث كلما كان تشخيص الحالة أبكر، كلما كان العلاج أسرع.