-

رهاب القطط Ailurophobia؛ تعرف إلى أسباب هذه

رهاب القطط Ailurophobia؛ تعرف إلى أسباب هذه
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

رهاب القطط، أو فوبيا القطط، يعتبر الخوف من الحيوانات ومن ضمنها القطط رهابًا شائعًا، حيث يرتاع الأشخاص من حيوان أو أكثر. ويعاني حوالي 22.2% شخصًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من مختلف أنواع هذه الفوبيات. وفيما يلي تعرف إلى أسباب هذه الفوبيا وطرق علاجها المختلفة، بالإضافة إلى أبرز 10 أعراض لهذه الفوبيا.

تعريف رهاب القطط

يوصف رهاب القطط بأنه: خوف شديد من القطط يكون قويًا كفاية بحيث يسبب رعبًا وقلقًا عند تواجد قطط، أو التفكير بوجودها. لفوبيا القطط أسماء متعددة مثل:

  • elurophobia.
  • gatophobia.
  • felinophobia.
  • لكن أكثرها شيوعًا هو المصطلح الإغريقي (Ailurophobia)، وفيه تشير كلمة (ailouros) إلى القطط، وكلمة (phobos) إلى الخوف.

عادة ما يتخفى رهاب القطط خلف خوف معتدل أو عدم محبة، ويمضي الشخص الذي يعانيه الكثير من وقته قلقًا من الالتقاء بهم، أو في التفكير بكيفية تجنبهم، ما ينعكس بشكل كبير على سير الحياة اليومية، خاصة مع اتساع شعبية القطط كحيوانات منزلية أليفة، كأن يرفض زيارة أصدقاء يمتلكون قططًا، ويضطر لتقييد نشاطاته المعتادة، أو الاستعانة بفرد من العائلة ليراقب الجوار، ويتأكد من عدم وجود قطط قبل الخروج.

يظهر بعض الأشخاص هجمات هلع عند مواجهة قطة، أو رد فعل هروبي حال رؤيتها، كالركض بعيدًا، أو محاولة حماية النفس، وإغلاق العينين. وقد يفعل البعض أي شيء لتجنبها، حتى لو استلزم الأمر التعرض للخطر، مثل قطع شارع بسرعة، أو القفز بعيدًا. وقد يتوقف آخرون عن مشاهدة برامج، أو قنوات تلفزيونية عن الطبيعة، بسبب احتمال ظهور قطة.

أسباب رهاب القطط

فوبيا القطط أو رهاب القطط
أسباب رهاب القطط

الخوف من الأذى الجسدي

يعتبر الأشخاص الذين تعرضوا في الماضي لعضة هرة، أو خدشها، هم الأكثر ميلًا لتطور الرهاب. ذلك أن هذه الحيوانات مفترسة بطبيعتها، ولو دجنت. قد لا يخاف البعض من القطط المنزلية، خاصة منزوعة المخالب، لكنهم يرتعبون من تلك الموجودة خارج المنازل، أو من القطط الذكور فقط، والتي تكون عادة أخطر من الإناث. لكن قد يخاف آخرون من كل الأنواع، بغض النظر عن الظروف، لأنهم شهدوا أو قاسوا شخصيًا حدثًا سلبيًا معها.

الخوف من الشر

شهدت مسيرة القطط، عبر التاريخ؛ وبالتناوب؛ مراحل من التبجيل، واللعن، ويرجع ذلك لقواها المزعومة الخارقة للطبيعة. مثلًا؛ في مصر القديمة؛ كانوا يؤلهون الهررة، بسبب اعتقادهم أنها تحت حماية خاصة من آلهة الخصب والقمر باست (Bast)، وكانوا يحنطون الميتة منها غالبًا، ويقبرونها في مدافن. كما اعتبروا قتل أحدها جريمة كبيرة، سواء أكان عمدًا أم دون قصد.

لم تظهر حركة حطت من قدر القطط كما في القرن السابع عشر الميلادي، عند مطاردة الساحرات في أوروبا والمستعمرات الأمريكية. ومنذ بداية العصور الوسطى، نُظر إلى القطط كخدم للسحرة، ورسل ليلية لتنفيذ أوامر السحر. في زمن محاكمات الساحر سالم بين 1692 و1693م، انتشر اعتقاد واسع أن القطط هي رابط السحرة بالشيطان نفسه. أما اليوم؛ غالبًا ما يرتبط الخوف من القطط كنذير للشر بالدين، وأحيانًا يشير الخوف من الشر إلى تفكير مضطرب. ومع هذا؛ يحرص المختصون الحديثون على أخذ المعتقدات الدينية بعين الاعتبار قبل التشخيص.

أعراض فوبيا القطط

فوبيا القطط
الخوف من القطط

كأي نوع من الرهاب؛ تختلف اعراض رهاب القطط من شخص لآخر، حسب مستوى القلق. لكن تظهر أربعة على الأقل من الأعراض التالية:

  • خفقان في القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ضيق في التنفس.
  • ألم في الصدر.
  • ارتجاف، وارتعاش.
  • غثيان، واضطراب في المعدة.
  • دوار.
  • جفاف الفم.
  • احساس بالوخز أو الخدر.
  • هبّات ساخنة أو باردة.
  • التحدث بسرعة أو عدم القدرة على الكلام.
  • شعور يشبه الاختناق.
  • التفكير بالموت.

علاج رهاب القطط

هناك ثلاثة أساليب لعلاج المصابين برهاب القطط، وهي:

العلاج السلوكي المعرفي

إذا لم يكن المريض واثقًا من علاج التعريض، يمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy). وفيه يتعلم تحديد أنماط التفكير التي تسبب الحزن والانزعاج، وإعادة صياغتها. ويبقى هذا النوع من العلاج -فيما يخص فوبيا القطط- محتويًا على بعض التعريض للهررة، لكن مع تجهيز المريض جيدًا بأدوات مواجهة.

علاج التعريض

يعتبر الـ (Exposure therapy) واحدًا من الطرق الفعالة في علاج الرهاب. وفيه؛ يعمل المعالج على تعريض المريض ببطء لما يخيفه. تكون البداية بمشاهدة صور للهررة، ثم الانتقال لمشاهدة أفلام عنها، أو حمل لعبة محشوة على شاكلتها، حتى يصل إلى مرحلة الجلوس بجوار قطة في قفص، قبل الخطوة الأخيرة وهي حمل واحدة لطيفة.

يعد إزالة التحسس المنتظم (Systematic desensitization) نوع خاص من علاج التعريض، ويتضمن تعلم تقنيات الاسترخاء، للمساعدة على التحكم بمشاعر الخوف والقلق خلال العلاج. وتدريجيًا يعلم المريض نفسه الارتباط بالقطط، مع رد فعل هادئ بدلًا من التوتر.

العلاج بالأدوية

لا يوجد أدوية خاصة لعلاج هذا الرهاب، لكن قد يساعد بعضها في حالة الأعراض قصيرة الأمد. مثل:

  • حاصرات البيتا.
  • والبينزوديازيبينات.
  • ود- سيكلوسيرين (DCS). وحتى بدون (DCS) أو غيره من الأدوية، وغالبًا ما ينجح الأشخاص مع العلاج.

رهاب القطط ليست المشكلة النفسية الوحيدة حيث تنتشر الكثير من المشكلات النفسية المتعلقة بفوبيا الخوف؛ سواء من حيوانات كالقطط والكلاب، أو من غيرها كرهاب المرتفعات والضوضاء والغرباء، ولأسباب تختلف من حالة لأخرى، لكن جميعها تتشابه بأنها تؤثر سلبًا على حياة الإنسان اليومية، ويجب مراقبتها والاهتمام بالشفاء منها.