رهاب السيارات هو الخوف المرضي من قيادة السيارة، أو الركوب فيها حتى، وكلمةُ مرضيٍّ يندرج تحتها الكثير من التفسيرات والمعاني، ومنها الشعور بالخوف والرعب غير المنطقي من فكرةَ سياقة أو قيادة السيارة أو حتى الركوب والتحرك فيها عند بعض الأشخاص لدرجة أنّ هذه النشاطات تولد اضطرابات جسدية ونفسية غير منطقية لديهم، كما أن فوبيا السيارات غير مقتصرة على جنسٍ واحد وحسب، بل قد تصيب الرجال والنساء على حدٍّ سواء، فما هي أهم 3 أسباب للإصابة بفوبيا قيادة السيارة أو ركوبها، بالإضافة إلى الأعرض، وكيف يمكن أخيرا علاج رهاب أو فوبيا السيارات؟
نبذة عن رهاب السيارات
يمكن تعريف رهاب السيارات على أنه الشعور بالخوف والذعر الشديد الذي ينتاب الإنسان بسبب تواجد في سيارةٍ ما مهما كانت نسبة الأمان فيها عالية، ويكون هذا الخوف متواجدًا عند المصاب بفوبيا السيارات سواء كان سائقَ السيارة أو أحد ركّابها، قد يتطور هذا الرهاب عند الإنسان لدرجة لا تُصدق، فيصبح من الصعب أو حتى من المستحيل بالنسبة إليه أن يكون متواجدًا في سيارةٍ أو حافلةٍ أو قطارٍ أو طائرةٍ.
هذا هو تعريف رهاب السيارات، بالإضافة إلى امتلاكه العديد من الأسماء العلمية، وهيَ:
- Amaxophobia.
- Ochophobia.
- Motorphobia.
- Hamaxophobia.
أعراض الإصابة برهاب السيارات
إنّ مرض رهاب السيارات له تدرجات فيمكن أن تكون به الإصابة خفيفة أو متوسطة أو عالية، ففي حال كانت الإصابة خفيفة فيمكن للمصاب التنقل في السيارة بشرط أن يسوقها شخصٌ يثقون به تمامًا، كالزوج أو أحد أفراد العائلة.
من جهة أخرى، يمكن للمصابين به بدرجة متوسطة الركوب في حافلة أو سيارة تاكسي تسير على طريق آمن ومألوف بالنسبة لهم، أما في حالة كانت الحالة المرضية شديدة، فلا يستطيع المصاب أن ينتقل في أي مركبة أيًّا يكن سائقها أو مدى أمان الطريق، لذا تلجأ هذه الفئة إلى طرقٍ أخرى للتنقل، وفي مقدمتها ركوب الدراجة أو السير على الأقدام.
ولكن هناك أعراض معينة تظهر على جميع الفئات السابقة بغض النظر عن مستوى أو درجة الحالة المرضية، وتشمل أعراض رهاب السيارات ما يلي:
- الأعراض النفسية:
- يظنون أغلب الوقت أنّ حادث ما على وشك الوقوع.
- الخوف من عدد الإصابات أو الجرحى أو الوفيات التي قد تحدث نتيجة الحادث.
- تجنب المواقف الاجتماعية المنطوية على ضرورة ركوب السيارة مع العائلة أو الأصدقاء.
- نوبات هلع أو ذعر.
- أعراض جسدية:
- التعرق المفرط.
- الرجفة أو الاهتزاز.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
أسباب الإصابة برهاب السيارات
بعد التعرف على أعراض الإصابة برهاب السيارات لابد من معرفة الأسباب التي أدت إلى الإصابة به في المقام الأول، حيث يوجد العديد من العوامل أو الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة برهاب السيارات، ويمكن تلخيص هذه الأسباب على الشكل التالي:
الوراثة والتاريخ العائلي
تشير الأبحاث إلى إن كان أحد أفراد الأسرة، أو أحد الأشخاص المقربين جداً من المصاب بحيث لهم تأثير قوي عليه، مصابًا بارهاب السيارات أو أي نوع آخر من أنواع الفوبيا، مثل:
- رهاب الأماكن المغلقة.
- رهاب الطيران.
- الرهاب الاجتماعي.
- رهاب الخلاء.
قد يزيد أيضا من احتمال إصابة الشخص برهاب السيارات.
الملاحظة والنمذجة (الرهاب المكتسب)
قد تكون حوادث السيارات كثيرة من حولنا، إن تلك الحوادث لا تؤثر على الأشخاص الذين تعرضوا للحادث بل للناظرين له أيضا أو بمعنى آخر، الذي شهدوا الحادث بأمّ أعينهم، ولكن ليس هذا فقط، فقد يتم تناقل قصص حوادث السيارات بين الناس، وحين تصل إلى بعض النفوس الضعيفة، قد يضعهم هذا في حالة من الذعر والخوف من ركوب السيارة بالرغم من أنهم لم يتعرضوا لحادثٍ من قبل، علاوة على ذلك، إنّ مراقبة وملاحظة والتأثر بالآخرين الذين يعانون من رهاب السيارات تعد من أكثر الأسباب شيوعًا لاكتساب رهاب السيارت، بما فيه الركوب فيها أو التنقل بواسطتها.
التجارب الماضية
في هذه الحالة لا يكون السبب وراء الإصابة برهاب السيارات هو التأثر بأحدهم، بل يكمن السبب هنا هو التعرض لحادثٍ أليمٍ في الماضي ساعد على تطور هذه الفوبيا.
أنواع رهاب السيارات
قد يبدو الأمر غريبًا للبعض، ولكن رهاب السيارات له أنواع، وبرغم أن هذين النوعين لا يوجد فرق بينهما، إلا أنه يمكن كشف أنواع رهاب السيارات، وهما:
رهاب قيادة السيارة
أول نوع من أنواع رهاب السيارة هو رهاب قيادة هذه السيارة، فإن هؤلاء المجموعة يحملون خوفًا عميقًا من الجلوس وراء العجلة وقيادة سيارة يوجد فيها 4 ركّاب كحد أدنى، وكيف لهم الحفاظ على رباطة جأشهم طوال الطريق، بالإضافة إلى المحافظة على أرواح الراكبين من خلال القيادة بشكلٍ هادئٍ وآمن.
رهاب ركوب السيارة
بالنسبة للنوع الثاني من أنواع رهاب السيارات، فتظهر على المصابين أعراض رهاب السيارات لمجرد كونهم ركابًا في السيارة لا أكثر، حيث أنّ المصابون بهذا الرهاب ينقسمون إلى قسمين:
- القسم الأول قد يتمكنوا من قيادة سيارة بأنفسهم، ولكن لا يأتمنون على أحد يقودُ سيارةً موجودٌ فيها المصاب كراكب.
- القسم الثاني، هم مصابون من شدةِ خوفهم لا يستطيعون قيادة السيارة من جهة ولا الركوب في سيارة أيًّا كان سائقها من جهة أخرى.
علاج رهاب السيارات
قد يكون رهاب السيارات مقلقًا عند الكثيرين، خاصةً أولئك الذين يحتاجون إلى التنقل من خلال وسائل التنقل كل يوم ليصلوا إلى أماكن العمل أو الدراسة، لحسن الحظ هناك عدة علاجات يمكن اتباعها للتمكن من التغلب على فوبيا السيارات، وفيما يلي أبرز 3 طرق لعلاجه:
الأدوية
العلاج بالأدوية هي آلية من آليات العلاج النفسي لمرضى رهاب السيارات، حيث ينصح باستخدامها كونها ذو فاعلية عالية بإدارة هذه الفوبيا، علاوة على ذلك، فهي تساعد بعض المصابين على التحكم ببعض الأعراض الجسدية والعاطفية المرتبطة بالرهاب، ومن هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للإكتئاب.
- الأدوية المضاة للقلق.
العلاج النفسي
يحتوي العلاج النفسي لمرضى فوبيا لسيارات على نوعين:
علاج التعرض
غالبًا ما يكون علاج الخط الأول لمرضى رهاب السيارات هو استراتيجية تُعرف باسم “علاج التعرض”، حيث يكون على الشكل التالي:
- يتعرض المصابون عبر العمل مع المعالج النفسي، لمصدر خوفهم بشكل تدريجي في أجواء يسودها الهدوء والاسترخاء.
- بمرور الوقت، يبدأ الخوف من السيارة في التراجع أو حتى يختفي.
- يستمر أخيرا العلاج في معظم الأحيان حتى التغلب على الرهاب تماماً والتأكيد على إمكانية المصاب من ركوب أو قيادة سيارة.
العلاج السلوكي المعرفي
يمكن أيضًا استخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لمعالجة الأفكار السلبية أو غير المنطقية التي غالبًا ما تساهم في الرهاب، تشير بعض الأبحاث إلى أنه في بعض الحالات، تكون علاجات العلاج المعرفي السلوكي لرهاب معين فعالة بعد جلسة إلى ثلاث جلسات فقط.
كيف يؤثر رهاب السيارات على المصاب؟
قائمة العواقب المحتملة لرهاب السيارات طويلة، وتتضمن مجموعة متنوعة من التداعيات التي من الممكن أن تؤثر على حياتك المهنية والشخصية، حيث تتضمن الأمثلة على كيفية تأثير هذا الرهاب على قدرتك على التأقلم على الشكل التالي:
- عدم قدرتك على التقدم أو قبول وظيفة جيدة تقع على مسافة بعيدة من منزلك.
- قد تُترك خارج الرحلات مع الأصدقاء والعائلة، مما قد يؤدي إلى الشعور بالرفض والعزلة.
- قد تستصعب إتمام اتصالات اجتماعية مع من حولك لأنك غير قادر على السفرِ بالسيارةِ.
أنواع رهاب ذات صلة ببالفوبيا
بالنسبة لغالبية الناس في العالم، تعد القيادة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، ولكن لسوء الحظ بالنسبة لبعضهم، يمكن أن يكون التنقل بالسيارات تجربة مرعبة يجب تجنبها بأي ثمن، يوجد حوالي 13 نوعًا من الرهاب الذي يؤثر على السائقين أو الركاب أو المشاة:
نصائح للتغلب على فوبيا السيارات
ثمة بعض النصائح التي يمكن للمصاب برهاب السيارات اتباعاها جنبًا إلى جنب مع العلاج، ومنها التالي:
- اصطحب شخصًا معك: أثناء عودتك للقيادة، اصطحب شخصًا تثق به ليؤمن لك الدعم النفسي المطلوب.
- خذ دورة تدريبية للسائقين: قد ينفعك الانضمام إلى مجموعة من السائقين المبتدئين لتشاركوا الخبرات فيما بينكم.
- التزم بالقيادة أثناء النهار في البداية: وذلك لحفظ الطرقات جيدًا، فضلاً عن كون القيادة النهارية أسهل من القيادة الليلة أي في فترة الليل.
- عدم الاستسلام: يجب أن يكون قرار عدم الاستسلام لرهاب السيارات قادمًا من الداخل.
- جرب القيادة على الطرق السريعة: قد تكون تجربة صعبة، ولكنها ستكسر حاجز الجليد بينك وبين تجاوز الفوبيا.
- المحافظة على هدوء النفس: كأن تستمع لموسيقاكَ المفضلة، أو لزقزقة العصافير.
على الرغم من أن مرض رهاب السيارات بأنواعه يمكن أن يؤدي إلى بطء سير حياتك. إلا أن هناك علاجات فعالة متاحة يمكن أن تساعدك على تخطيه وتجاوزه بشكل نهائي. إذا كنت تعاني من أعراض هذه الفوبيا التي تؤثر على حياتك، فيجب عليك الاتصال بأخصائي الصحة العقلية. وتذكر أنه يجب على القيادة أن تكون شيئًا تستمتع به، وليس شيئًا تخشاه. يمكنك التغلب على خوفك من القيادة بسهولة عن طريق تجربة أي من النصائح المذكورة أعلاه. يمكنك أيضا التحدث مع مدربي قيادة المركبات لمعرفة ما إذا كان لديهم أي نصائح يقدمونها لك.