مهارات التواصل الاجتماعي من أكثر الجوانب الهامة في الحياة نظراً لأهمية التواصل الجيد عند التعامل مع الآخرين بالأخص في فرق العمل. فامتلاك هذه المهارات الاجتماعية يعد أحد متطلبات النمو الشخصي وبالتالي نمو المجتمعات. حيث نجد أن الكثير من الأشخاص نشيطون جداً على شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضية لكنهم في الحقيقة لايمتلكون مهارات التواصل الفعالة الحقيقية ولايعرفون مدى أهمية استخدام أشكال التواصل الاجتماعي الحقيقية.
مفهوم التواصل الاجتماعي
التواصل هو الاتصال الذي يشكل عملية نقل الرسائل وتفسيرها بين شخصين أو أكثر. كما يشير المفهوم إلى قدرة الأشخاص على تبادل أفكارهم وتوصيل مشاعرهم وأحاسيسهم رغم اختلاف طرق التفكير وتباينها، وكذلك امتلاكهم المهارات الاجتماعية الفعالة.
من الجدير بالذكر أن طريقة التواصل تختلف باختلاف الوسيلة المستخدمة فعلى سبيل المثال يكون التواصل وجهاً لوجه بين الأشخاص أصعب وأصدق من التواصل عبر أجهزة الهاتف أو غيرها من وسائل التواصل. وكذلك أيضا تختلف المهارات الاجتماعية والمميزات التي يجب اكتسابها تبعاً للوسيلة المستخدمة حتى يتم التواصل بالشكل الفعال.
أشكال التواصل الاجتماعي الفعال
في البداية للتواصل الاجتماعي شكلان رئيسيان هما:
التواصل اللفظي (المنطوق والمكتوب)
وهو عبارة عن نقل مانفكر به ومانقصده إلى الأشخاص الآخرين عن طريق مانقوله من كلمات ورموز سواء كانت بطريقة منطوقة أو مكتوبة. ويستخدم هذا الشكل بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي.
الاتصال غير اللفظي (لغة الإشارات ولغة الجسم)
وهو عبارة عن نقل المشاعر والأفكار إلى الأشخاص الآخرين عن طريق الإشارات والرموز والشعارات وإيماءات الجسم.
ومن الجدير بالذكر أن الإنسان في كثير من الأحيان يلجأ إلى استخدام النوعين في الوقت ذاته لضمان توصيل المعنى الذي يريده إلى الآخرين. فقد يقوم الشخص بهز رأسه والتلويح بيده والتغيير من نبرات صوته وضم قبضة يده. كي يؤكد كلماته ويعززها.
علاوة على ذلك يمكن القول إن دلالات الاتصال غير اللفظي غالباً ما تكون أصدق من تلك التي يحاول الاتصال اللفظي إبرازها. لذلك يكون التعامل بين الأشخاص في الواقع الحقيقي أفضل بكثير من تعاملهم نفسهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
عناصر التواصل الاجتماعي
من المؤكد أنه حتى تتم عملية التواصل خاصة في برامج التواصل الاجتماعي لابد من توافر عناصر أساسية هي:
المرسل: وهو الشخص أو الجهة التي تقوم بإرسال الرسالة.
الرسالة: هي المعنى أو المضمون الذي يعمل المرسل على توصيله للمستقبل.
الوسيلة: وهي الأداة التي يعتمدها المرسل من أجل توصيل رسالة إلى المستقبل.
المستقبل: وهو الشخص الذي يستقبل الرسالة الموجه إليه وبالتالي يعمل على تفسير دلالاتها.
وهذه العناصر نلاحظ وجودها في برامج التواصل المستخدمة جميعها كالفيسبوك والواتس والتليغرام وغير ها من شبكات التواصل الاجتماعي الكثيرة ولكنها لا تعني امتلاك الشخص المهارات الاجتماعية الفعالة لتحقيق التقارب الحقيقي بين الأشخاص.
أهداف مطلوبة لتحقيق تواصل فعال
بالتأكيد أن التواصل الصحيح الناجح والتفاعل الجيد مع الناس الآخرين هو الهدف الأساسي من التواصل من خلال تحقيق الأهداف الآتية على سبيل المثال:
- التأثير في اتجاهات الناس بهدف تغييرها.
- تغيير المعلومة لدى الآخرين الذين لديهم حكم مسبق حيالها.
- التأثير والتغيير في أفكار الناس وسلوكياتهم ومشاعرهم، وقد بات التركيز على هذه الأهداف كثيراً عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
قواعد التواصل الفعال
في الواقع يوجد مجموعة من القواعد الهامة على سبيل المثال:
الصدق
على وجه الخصوص يعد الصدق أهم المقومات التي تدعم عملية التواصل الاجتماعي وتجعلها قابلة للتكرار كما تجعلها إيجابية. حيث أن الآخر الذي تتواصل معه سوف يحترمك أكثر فيما لو كنت صادقا معه.
الموضوعية
بصورة شاملة يعد الإنسان كائن لا يتمتع بالكمال وهو بالتالي عرضة للخطأ والنسيان وإساءة الفهم وسوء التقدير والتحيز واتباع أهوائه ونوازعه. لذلك عليه ألا ينطلق في تفاعله مع أحد من نقطة الإصرار على الأفكار والقناعات المشبعة فكل الأفكار خاضعة للنقاش والأخذ والرد.
عليك أن تكون ديمقراطياً في تعاملك مع الآخرين، فكثيرا ما نكتشف بنقاش ما أن مثل تلك الأفكار والقناعات مع الآخرين لا تستند إلى أسس عقلية منطقية وأنها لا تعدو كونها مجرد أفكار بالية سلمنا بها دون تقييم أو تمحيص.
الدقة
قبل كل شيء إن عدم الالتزام بالدقة وبخاصة أثناء التفاعل مع الآخرين له نتائج سلبية وضارة. فقد لا تقتصر على إضاعة الوقت والمواعيد والفرص فقط. بل أنها قد تفضي أحيانا في بعض الأحيان إلى كوارث حقيقة تتسبب في إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات، فقط تخيل الكوارث التي يمكن أن تنجم عن عدم دقة العملين في مجال الطيران أو الطب أو هندسة البناء.
تقبل الآخر واحترامه
مما لا شك فيه أنه أمر هام وضروري عدم النظر إلى آراء الناس باستخفاف واستهانة. فقد تكون تلك الأفكار أكثر صحة وفائدة وتقدما من أفكارك أنت نفسك.
التواضع
من المؤكد أنك لا ترتاح للتعامل مع أحد يعاملك بتكبر واستعلاء وغلاظة وفظاظة. لذلك أحرص على وضع نفسك مكان الآخرين وعاملهم بذات الأسلوب الذي ترغب أن يعاملوك به. فلا يجب التكبر على الناس والمعاملة الخشنة والجفاء معهم.
مهارات التواصل الاجتماعي الفعال
في الواقع تعبر مهارات التواصل عن مدى قدرة الأشخاص على نقل الأفكار والمعلومات عبر وسائل مختلفة سواء كان عن من خلال إرسالها أو استقبالها مثل نقل وتوصيل الأفكار أو الأحاسيس أو التعبير عن كل المشاعر وكل ما يدور في خلد الشخص. وفي كثير من الأحيان نجد أن مهارات التواصل تكون مرتبطة ببعضها البعض. والتي يحتاجها الشخص في تعمله حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي. نذكر من هذه المهارات على سبيل المثال:
مهارة الاستماع
على وجه التحديد تكسبك مهارة الاستماع سمعة حسنة واحترام ومحبة الآخرين، وتزيد من اهتمامهم بوجودك وتحسن مهارات التواصل معهم.
مهارة المعاملة بلطف
مما لا شك فيه أن الاهتمام يولد الاهتمام. لذلك عليك معاملة الآخرين معاملة حسنة وبأسلوب جيد مريح كان تذكر أسماءهم وتبتسم أثناء الحديث معهم وان تسأل عن أحوالهم وقد أصبح ذلك يسيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مهارة التعامل بثقة
من الجدير بالذكر أن الثقة لها تأثير كبير على الأشخاص المحيطين، حيث ينجذب الآخرين للحديث ويتقبلون آرائك بناء على ثقتك بنفسك. فأن تكون واثقًا من نفسك عند الحديث وعند إبداء آرائك هو أمر هام جدًا للتواصل الاجتماعي الفعال.
مهارة اختيار نمط التواصل الأنسب
وذلك بمعنى أن يعمل الشخص على اختيار الطريقة الأنسب للتواصل مع الأشخاص بناء على طبيعتهم وصفاتهم ومكانتهم. فعلى سبيل المثال للتواصل مع مديرك أو أستاذك الجامعي هي عن طريق البريد الالكتروني E-mail بدلاً من استخدام تطبيقات التواصل الأخرى.
مهارة فهم لغة الجسد
بالتأكيد تعد مهارة أساسية للتواصل الفعال من خلال قراءة الإشارة الغير اللفظية التي تظهر على الأشخاص أثناء الحديث. وفعم ما يقولونه دون كلام وبالتالي القيام بردود الأفعال المناسبة للموقف. وهذه المهارة هامة أيضاً عبروسائل التواصل الاجتماعي.
مهارة اختيار نبرة الصوت المناسبة للموضوع والموقف
مما لا شك فيه أنه للصوت دور كبير في الدلالة على الثقة والاحترام والاهتمام.
أهم النصائح لتطوير مهاراتك في التواصل الفعال
من النصائح الهامة في تطوير مهاراتك في التواصل الفعال:
- أن تكون مستمعاً جيدًا للآخرين.
- أن يكون كلامك قيماً وفعالاً.
- يجب تجنب الحشو بالكلام واستبداله بالفواصل الكلامية.
- لابد من استخدام الذكاء في اختيار الكلمات وانتقاء المفردات.
- التركيز على استخدام الجمل المثبتة بدلاً من طرح الأسئلة.
في النهاية يمكننا القول أن التواصل يعتبر مقياس لكيفية تفاعل الأشخاص مع بعضهم البعض. ورغم تعدد أشكاله وقواعده ومهاراته مع وجود العديد من برامج ووسائل التواصل الاجتماعي إلا انه بإمكان الشخص الراغب في تحسين مستوى حياته سواء على الصعيد الشخصي أو العملي أن يقوم بتحديد نقاط ضعفه والعمل على تقويتها وتطويرها.