-

كل ما تحتاج معرفته عن اللحمية

كل ما تحتاج معرفته عن اللحمية
(اخر تعديل 2024-10-14 15:34:42 )
بواسطة

تُعتبر اللحمية (Adenoid) واحدة من الأنسجة المهمة التي توجد في الجزء الخلفي من الممر الأنفي، حيث تلعب دورًا أساسيًا في الجهاز المناعي للجسم. وظيفتها الأساسية هي محاصرة البكتيريا والفيروسات الضارة التي نتعرض لها أثناء التنفس أو البلع. في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق باللحمية، بدءًا من الأعراض، والتشخيص، إلى العلاجات المتاحة.

ما هي اللحمية؟

اللحمية هي عبارة عن كتل صغيرة من الأنسجة اللمفاوية، تقع في مؤخرة الحلق، وتعتبر مشابهة للوزتين ولكنها تقع فوقها مباشرة. على عكس اللوزتين، لا يمكن رؤية اللحمية بسهولة عند النظر إلى مؤخرة الحلق. تلعب اللحمية دورًا مهمًا في نظام المناعة، حيث تساعد على منع العدوى، خاصة لدى الأطفال الرضع والصغار. ومع تقدم العمر، تقل أهمية هذه الأنسجة، حيث يبدأ الجسم في تطوير طرق أخرى لمكافحة الجراثيم. عادةً ما تبدأ اللحمية في الانكماش بعد سن الخامسة، وغالبًا ما تختفي تقريبًا في سن المراهقة.

أسباب تضخم اللحمية

تتضخم اللحمية أحيانًا نتيجة لمحاولتها محاربة العدوى، حيث تعمل كحاجز أمام الجراثيم. في حالات نادرة، قد تتضخم اللحمية لدى البالغين بسبب عدوى مزمنة، حساسية، تلوث، أو تدخين. يجب التنويه إلى أن التضخم الناتج عن أورام سرطانية يعتبر نادرًا. قد يتحسن التورم في بعض الحالات، بينما في حالات أخرى قد يحدث التهاب متكرر، مما قد يستدعي إزالة اللحمية.

أعراض تضخم اللحمية

يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بتضخم اللحمية من مجموعة من الأعراض، ومنها:

  • صعوبة في التنفس من خلال الأنف.
  • التنفس عن طريق الفم، مما يؤدي إلى جفاف الشفاه والفم.
  • إحساس بالحكة في أعلى الحلق.
  • صوت تنفس مرتفع.
  • صعوبة في البلع.
  • رائحة فم كريهة.
  • الشخير أثناء النوم.
  • سيلان الأنف المستمر.
  • نزلات البرد المتكررة.
  • تورم الغدد في الرقبة.
  • توقف التنفس لبضع ثوانٍ أثناء النوم (انقطاع النفس الانسدادي النومي).
  • اضطراب النوم، مما قد يؤدي إلى مشاكل سلوكية وصعوبات في التركيز.
  • عدوى متكررة أو مزمنة في الأنف أو الجيوب الأنفية.
  • التهابات في الأذن وفقدان السمع.

تشخيص اللحمية

لعدم إمكانية رؤية اللحمية بسهولة من خلال الفم، يعتمد الأطباء على عدة أدوات لتشخيصها، مثل:

  • مرآة خاصة بالفم.
  • المنظار الداخلي، وهو أنبوب طويل ومرن مزود بضوء.

بناءً على نتائج الفحوصات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات دم للتحقق من وجود عدوى، وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء أشعة سينية على الحلق. قد يحتاج الطفل في الحالات الشديدة إلى دراسة نوم لتحديد ما إذا كان يعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم.

علاج اللحمية المتضخمة

في بعض الحالات، لا تتطلب اللحمية المتضخمة علاجًا فوريًا، حيث يمكن أن يتبع الطبيب نهج الانتظار والترقب. أما إذا كانت الأعراض شديدة، فإن العلاج يعتمد على عمر الطفل وحجم اللحمية. الخيارات المتاحة تشمل:

  • وصف المضادات الحيوية في حال كانت العدوى البكتيرية هي السبب.
  • استخدام رذاذ الأنف الستيرويدي لتقليل حجم اللحمية.
  • تشجيع نمط حياة صحي مع تناول الأطعمة المغذية والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • الحفاظ على نظافة جيدة لتقليل خطر العدوى.

إذا استمرت اللحمية في التسبب بالمشاكل، فقد يكون من الضروري استئصالها جراحيًا. عادةً ما تكون العملية بسيطة ولا تنطوي على مخاطر كبيرة.

إذا كان الطفل يعاني من عدوى متكررة في اللوزتين، قد يقوم الطبيب بإزالة اللوزتين أيضًا. غالبًا ما تتم إزالة اللوزتين واللحمية في نفس الوقت. يتم إعطاء الطفل مهدئ خفيف قبل الجراحة، وتجرى تحت التخدير العام، ولا تستغرق العملية أكثر من ساعتين. بعد الجراحة، قد يعاني الطفل من:

  • التهاب في الحلق.
  • نزيف طفيف.
  • انسداد في الأنف.

قد يحتاج الطفل إلى مسكنات خفيفة للألم، وينصح بتناول المشروبات الباردة والمثلجة، وتجنب الأطعمة الساخنة خلال الأسبوع الأول بعد الجراحة.

الخاتمة

تعتبر حالات تضخم اللحمية شائعة بين الأطفال، وإذا لاحظت وجود أي من الأعراض المذكورة على طفلك، من المهم استشارة طبيب مختص. تُعتبر زوائد الأنف المتضخمة حالة قابلة للعلاج، حيث يمكن أن تُعالج بعض الحالات بمضاد حيوي بسيط أو من خلال إجراءات طبية أخرى.


محمد الفاتح سلطان الفتوحات الحلقة 19