إن النظام الغذائي المتبع لدى مرضى اليرقان أو مرض الاصفرار من أهم الأمور التي تساعد على نجاح وفعالية العلاج، فهو جزء أساسي من رحلة العلاج، لذا فهو يعد أمر مهم لا يمكن التغافل عنه، فهنا سنقدم لك أهم الأطعمة والأكلات المناسبة والمسموحة لمرضى اليرقان وكذلك أهم الأطعمة الممنوعة والتي لا بد من تجنبها نهائيًا.
ما هو مرض اليرقان
إن مرض اليرقان jaundice وهو معروف أيضًا باسم الاصفرار أو الصفار، وهو عبارة عن تصبغ للجلد وبياض العين باللون الأصفر أو الأخضر، ذلك نتيجة ارتفاع مستوى البيليروبين والذي يحدث بالتزامن مع حدوث الحكة، وقد يكون هناك براز شاحب والبول غامق اللون.
اليرقان هو عبارة عن تراكمات للبيليروبين “Bilirubin” “الصبغة الصفراء” في الدم وهي يتم إطلاقها عند انهيار خلايا الدم الحمراء وذلك يجعل العينين واللثة وكذلك الجلد مائل إلى اللون الأصفر. يعمل الكبد على تصفية البيليروبين خارج الدم ولذلك فإن مرض اليرقان يرتبط عادة بفشل الكبد.
ما هي الفئات التي تصاب بمرض اليرقان
إن مرض اليرقان يصيب نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة بعد أول أسبوع، ولكن في الغالب لا يشكل أي خطر، أما إذا كان مستوى البيليروبين مرتفع بنسبة عالية عند الأطفال لفترات طويلة من الزمن قد يؤدي إلى حدوث نوع من تلف الدماغ، والذي يعرف باسم اليرقان النووي.
لا يصيب الصغار بعد ولادتهم بأسبوع فقط، بل أيضًا الأشخاص البالغين الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، لذلك نقدم لك أفضل نظام غذائي لمرضى اليرقان للتعافي والوقاية منه.
أهمية النظام الغذائي لمرضى الاصفرار
للنظام الغذائي دور كبير في الوقاية من مرض اليرقان، وكذلك للتخلص والتعافي منه، فالكبد هو المسؤول عن إنتاج العصارة التي تقوم بمساعدة الأمعاء لإذابة الدهون أثناء هضم الطعام، فجميع الأطعمة تتطلب من الكبد بعض من العمل، هذا العمل الذي يزداد كلما كان الطعام يصعب هضمه، مثل:
- الأغذية الغنية بالأملاح والدهون المشبعة.
- الأغذية الغنية بالسكريات المكررة “Fructose“.
لذلك ينصح الأشخاص المصابين بمرض اليرقان أن يكون طعامهم مناسبًا ليعمل على التحسين من عمليات الهضم والأيض وذلك لمنع الإصابة بتليف الكبد.
الأطعمة المناسبة والمسموحة لمرضى اليرقان
لا بد أن تحتوي الأطعمة التي ستقدم إلى مرضى الاصفرار على أهم العناصر الغذائية التي ستؤثر بشكل إيجابي على صحة الكبد وكلما كان هضم الطعام أكثر سهولة كان أفضل لصحة الكبد زمن تلك الأطعمة:
من الأطعمة المناسبة لمرضى اليرقان، الخضراوات والفاكهة
تحتوي الخضراوات والفواكه الطازجة على الألياف ومضادات الأكسدة التي تعمل على الحد من الإصابة بتليف الكبد أثناء عملية التمثيل الغذائي، وتعمل على تسهيل عملية الهضم، ويمكن أن تجد الكثير من الفواكه والخضراوات التي تحتوي على عناصر غذائية مهمة للكبد ومن أهم تلك الأصناف:
- البطيخ، البابايا، التوت البري، العنب، الأفوكادو، الطماطم.
- الحمضيات مثل: الجريب فروت والليمون.
- الزيتون.
- البطاطس، البطاطا الحلوة، القرع.
- اللفت، الجزر، السبانخ.
- الثوم، الزنجبيل.
- القرنبيط والملفوف والبروكلي والكرنب
الحبوب الكاملة في النظام الغذائي لمرضى اليرقان
تحتوي تلك الحبوب مثل: الأرز الأحمر والشعير والشوفان على كميات كبيرة من العناصر الغذائية المناسبة جدًا للكبد، من ذلك الألياف والمعادن والدهون الصحية ومضادات الأكسدة.
قد أظهرت العديد من الأبحاث التي أجريت على بعض الأشخاص عند تناولهم الشوفان أنه قد تحسنت لديهم وظائف الكبد بعد ١٢ أسبوع من تناولهم له.
الماء في النظام الغذائي الخاص بمرضى اليرقان
الماء من أهم وأسهل الطرق التي تساعد على التعافي من مرض الاصفرار، سهل الهضم ويعمل على طرد ومكافحة السموم من الكبد والكليتين، فكل ما عليك فعله هو شرب ما لا يقل عن ٢ لتر يوميًا من الماء، ولإضافة النكهات للماء وفي نفس الوقت الحصول على فوائد أكثر وجرعات من مضادات الأكسدة يمكن وضع شرائح من الجريب فروت أو الليمون.
الشاي والقهوة
الشاي والقهوة يحتوي كل واحد منهما على نسبة عالية من الكافيين ومضادات الأكسدة، وبالتالي فهما يسهلان عملية الهضم، وقد أثبتت الأبحاث أنها تساعد على التقليل من الإصابة بأمراض الكبد. كذلك شاي الأعشاب مفيد جدًا لمرضى اليرقان.
البقوليات والمكسرات من الأطعمة المناسبة لمرضى اليرقان
هناك الكثير من أنواع البقوليات والمكسرات التي تحتوي على الدهون الصحية والألياف ومضادات الأكسدة، ومن ذلك حمض الفينول، فيتامين E.
عشبة حليب الشوك أيضًا ضمن الأطعمة المناسبة لمرضى اليرقان
هناك عشبة تسمى عشبة حليب الشوك، تلك العشبة التي قد عرفت عبر العصور. حيث كانت تستخدم لعلاج أمراض الكبد والمرارة؛ ذلك لأنها تحتوي على مادة تسمى السيليمارين. تلك المادة تحمل خواص مضادة للالتهاب والأكسدة وتعمل على تعزيز الحماية لخلايا الكبد وصحته.
طريقة استخدام العشبة
يمكن استخدام العشبة بعدة طرق:
- استخدامها كمسحوق لصنع شاي أو مشروب.
- استخدامها كمكملات عشبية في شكل كبسولات.
- يمكن وضع أوراق العشبة في السلطات.
أما عن حليب عشبة الشوك فهو آمن نسبيًا لمرضى الاصفرار، لكن في حال كانت المرأة حامل أو مرضع أو كان الشخص من مرضى السرطانات الهرمونية فيجب أولًا استشارة الطبيب قبل استخدامه، وأيضًا إذا كنت تتناول أي أدوية أخرى بجانب استخدام حليب عشبة اليرقان فلابد من إخبار الطبيب بذلك حتى لا يتعارض الحليب مع تلك الأدوية.
الأطعمة الممنوعة في النظام الغذائي لمرضى اليرقان
الكربوهيدرات
يحتوي الخبز الأبيض والمكرونة والصودا على كميات كبيرة من السكر، وبالتالي قد يؤثر ذلك على وظائف الكبد، وكذلك يسبب الإصابة بمرض السكري من النوع ٢ والسمنة.
الكحول
قد يسبب تناول الكحول والإفراط منه إلى إحداث خلل في وظائف الكبد ومن ثم تليف الكبد.
الدهون المشبعة وغير المشبعة
تحتوي الأطعمة الدهنية والمقلية أو الأطعمة السريعة على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة والغير مشبعة. والتي بالطبع يصعب هضمها. وتعتبر مشتقات الألبان مثل: الحليب الكامل الدسم والجبن والزبادي من المنتجات الغنية بالدهون المشبعة.
قد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون سواء المشبعة أو غير المشبعة تزداد فرص إصابتهم بالبدانة وأمراض الكبد واليرقان وسوء التغذية.
المأكولات البحرية النيئة وغير المطبوخة جيدًا
تحتوي الأسماك والمحار على الفيروسات والسموم والبكتيريا وذلك في حال أكلها نيئة أو لم يتم طبخها جيدًا. ومن ثم قد تضر بالجهاز الهضمي بما في ذلك الكبد.
لحم البقر والخنزير
يحتوي كل من لحم البقر ولحم الخنزير على نسبة عالية من الدهون والأحماض الأمينية الحيوانية التي يصعب هضمها. ومن ثم يحتاج الكبد بذل جهد أكبر لهضمها. وقد أشارت الدراسات إلى أن اللحوم الخالية من الدهون كالأسماك والدواجن ومصادر البروتين هي من أكثر الأغذية المناسبة للكبد، فيمكنك اعتمادها في النظام الغذائي.
الأطعمة المعلبة العدو الأول في النظام الخاص بمرضى اليرقان
إن الأطعمة المعلبة مثل: الخضراوات وأطعمة اللحوم الباردة تحتوي على نسب عالية من المواد الحافظة. تلك المواد الحافظة يصعب هضمها وتزيد من الجهد على الكبد.
بذلك نكون قد عرضنا نبذة بسيطة عن مرض اليرقان الذي يعرف باسم الاصفرار أو أبو صفار. وعرضنا أهم الأطعمة المسموحة والممنوعة لمرضى اليرقان للوقاية من المرض والتعافي منه، فهو يعتبر جزء أساسي من العلاج.