-

حشرة الفواكه القشرية

حشرة الفواكه القشرية
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

تعتبر حشرة الفواكه القشرية Eulecanium corni واحدة من أهم الآفات الزراعية التي تصيب الأشجار المثمرة ومنها اللوزيات، وتؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة على الإنتاج الزراعي، وضعف عام للأشجار المصابة، مما يشجع آفات أخرى إلى الحقول والبساتين، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بحشرة الفواكه القشرية، وكيف يمكن مكافحة حشرة الفواكه القشرية؟

آفة حشرة الفواكه القشرية

في الحقيقة، تعد حشرة الفواكه القشرية من الحشرات الاقتصادية التي تصيب الأشجار المثمرة. كما أن هذه الآفة تفضل مهاجمة أشجار اللوزيات بكافة أنواعها (الخوخ، المشمش، الدراق، اللوز). أيضًا فإن هذه الآفة تصيب الجوز، وعددًا كبيرًا من الأشجار المثمرة. بالإضافة لذلك، فإنها تصيب نباتات الزينة كالدفلة وغيرها. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة اللوزيات في العالم، وتوجد بكثرة في أوروبا وآسيا.

الوصف

إن هذه الحشرة تشبه غيرها من الحشرات القشرية والحشرات دقيقة الحجم. تشبه الأطوار الكاملة للحشرة الكرات وهي ذات لون بني لامع. أما الأطوار غير الكاملة أو الحوريات فهي حشرات صغيرة مفلطحة وصفراء اللون، وقد تكون شاحبة تميل للبني.

الإصابة بحشرة الفواكه القشرية

الحشرة القشرية الأرجوانية
مظاهر الإصابة بهذه الآفة

تشبه أعراض الإصابة بحشرة الفواكه القشرية تلك التي تظهر عند الإصابة بحشرات البق الدقيقي الأسترالي. تتغذى الحشرة بأطوارها الكاملة وغير الكاملة على امتصاص عصارة النبات تمامًا كما تفعل حشرات المن. كما ينجم عن ذلك ضعف نمو الشجرة وتساقط الأوراق. عادة ما تتساقط الأوراق قبل أن يكتمل نموها. كما تؤدي الندوة العسلية الغزيرة التي تفرزها الحشرة إلى نمو فطر العفن الأسود على مكان الإصابة، ثم تغطية العائل بكامله. من الملاحظ أن هذه الحشرة، في الحقيقة، تفضل الأماكن الظليلة.

خطورة حشرة الفواكه القشرية

تنبع خطورة حشرة الفواكه القشرية، من أنها تضعف النبات المصاب إلى حد كبير. نتيجة لذلك، تتشجع آفات أخرى لكي تهاجم النباتات. من أهم الآفات التي قد تهاجم النباتات البق الأسترالي، وحفار ساق التفاح. كذلك فقد تنجذب حشرات قشرية أخرى (سوداء، حمراء، أرجوانية… إلخ). أيضًا فقد يحصل تداخل شديد في الآفات وتصاب الأشجار بآفات غير حشرية (فطور، بكتريا… إلخ). ينجم عن ذلك كله ضعف الأشجار والبساتين بكاملها، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

عوامل تشجع الإصابة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بحشرة الفواكه القشرية. من أهم العوامل:

  • زراعة النباتات على مسافات متقاربة، لأن هذه الآفة تفضل الظل.
  • وجود الأعشاب بصورة موبوءة في الحقل.
  • عدم التوازن في التسميد العضوي والمعدني مما يضعف النباتات.
  • زيادة التسميد الآزوتي تضعف النبات وتجذب آفات غير حشرية (بكتريا، فطور).
  • كما أن عدم عناية المزارع بالحالة العامة للأشجار يضعف البستان ويشجع الآفات.

دورة الحياة

كثيرًا ما تشبه دورة حياة حشرة الفواكه القشرية دورة حياة آفة الدفلة القشرية. في واقع الأمر، تمر الحشرة فصل الشتاء بطور الحورية التي تتواجد على الأغصان. بعد ذلك، وفي الربيع، تنشط الحوريات مع ارتفاع درجات الحرارة ثم تصل إلى طور النضج. عادة ما يكتمل النمو في نهاية الربيع أو أوائل الصيف. بعد التزواج، تضع الأنثى البيض تحت القشرة الخاصة بها في منتصف الصيف.

تخرج الحوريات بعد ذلك ثم تلجأ إلى اﻷوراق خلال الصيف. كما أن الحوريات في الخريف تغير سلوكها وتترك الأوراق وتهاجم الأغصان. للحشرة جيل واحد في السنة.

مكافحة حشرة الفواكه القشرية

حشرة الفواكه القشرية
سبل مكافحة هذه الآفة

من أجل مكافحة حشرة الفواكه القشرية تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفي ما يلي:

مكافحة وقائية

يعتني المزارع قدر الإمكان بالحالة العامة للأشجار في الحقل. كما يقلم المزارع الأشجار سنويًا ويتخلص من بقايا النباتات المصابة (خاصة الأغصان) ويحرقها. أيضًا فيجب على المزارع زراعة النباتات على مسافات كافية بحيث لا يزداد الظل في البستان. كذلك فعلى المزارع الإشراف على تسميد عضوي ومعدني متوازن، وعدم زيادة التسميد الآزوتي. يراعي المزارع قدر الإمكان التخلص من الأعشاب الموبوءة في الحقل.

مكافحة علاجية

يلجأ المزارع إلى المكافحة بالمبيدات بمجرد حدوث الإصابة. يراعى أيضًا عدم اللجوء لهذه الطريقة في حال كان الأمر لا يستدعي ذلك، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية. عند المكافحة يستعمل المزارع الزيوت الشتوية مقواة بمبيد قوي فوسفو – عضوي من أمثال باراثيون مثيل (Parathion- methyl). كما يمكن استعمال مبيدات أخرى من أمثال إثيون ethion، والمبيد مالاثيون malathion.

إجراءات الإدارة المتكاملة

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لحشرة الفواكه القشرية، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. يعقم المزارع التربة بالطاقة الشمسية. عادة ما يتم التعقيم من خلال نثر أغطية بلاستيكة فوق جذوع الأشجار بالقرب من سطح التربة. يسهم ذلك في رفع حرارة التربة خلال أشهر الصيف والقضاء على الآفات الساكنة. كما يجب على المزارع استعمال مصائد مختلفة (فرمونية، بلاستيكية، زجاجية، طعوم سامة). توضع المصائد على الأشجار لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات التي تشجع الآفات الأخرى. بالإضافة لذلك، ينصح دومًا بعدم تكرار استعمال نفس المبيد سنويًا لأن هذا يزيد مقاومة الآفات. أيضًا فلا يجب استعمال مبيدات ضارة باراثينوئيدية، أو فحوم هيدروجينية (كالمبيد دي دي تي). ينصح باستعمال مبيدات الكربمات، ومبيدات الفوسفور، ومبيدات التيرازول.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة الفواكه القشرية ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة بها. كذلك نكون قد ألمينا العلم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة. يجب على المزارع أن يكون حريصًا على إنتاجية أشجار المثمرة، وسلامة حقله، وخلوه التام من الآفات الزراعية الضارة.