-

عملية تبديل مفصل الفخذ؛ كيفية الاستعداد لها

عملية تبديل مفصل الفخذ؛ كيفية الاستعداد لها
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

يتألف مفصل الفخذ من رأس عظم الفخذ الذي يشبه الكرة، ومن الجوف الحقّي في عظم الحوض الذي يشبه الفنجان. التهاب المفاصل الشديد قد يكون علاجه عن طريق عملية تبديل مفصل الفخذ وبالإنجليزية Hip Replacement Surgery. فما كيفية الاستعداد لها والعلاج الذي يعقبها؟

ما هي عملية تبديل مفصل الفخذ

تعني عملية تبديل مفصل الفخذ أو Hip Replacement Surgery، استبدال الغضاريف والعظام المتآكلة في مفصل الفخذ. أي استبدال رأس عظم الفخذ والجوف الحقي بقطع أخرى اصطناعية مصنوعة من المعدن أو السيراميك.

الجزء المعدني من عظم الفخذ يسمى البدلة الفخذية، والحاوية التي تحتوي البدلة الفخذية تسمى البدلة الحافظة. بدلًا من حشو البدلة الفخذية داخل قناة عظم الفخذ، تتم معالجته بمادة إسمنتية عظمية تسمى ميتيل الميتاكريليت. هذه المادة البديلة تحتوي على ثقوب دقيقة تسمح بنمو عظم الفخذ داخل البدلة الفخذية.

ينصح باستعمال هذه المادة للمرضى الأصغر عمرًا، بسبب عمر المادة الطويل. تسمى عملية تبديل المفصل هذه أحيانًا بعملية رَأْب المفصل.

لمن تجرى عملية تبديل مفصل الفخذ

تجرى عملية تبديل المفصل بالدرجة الأولى للأشخاص الذين يعانون من ألم شديد ومزمن في مفصل الفخذ، بسبب أحد أنواع التهابات المفاصل. أكثرها شيوعًا التهاب المفاصل التنكسي، يترافق عادةً مع تقدم العمر، وتشوّهات بنيوية في مفصل الفخذ.

إضافة إلى الأسباب التالية:

  • كسور عظمية في مفصل الفخذ.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • تموّت رأس الفخذ (بسبب النخر العقيم أو التنخّر اللاوعائي).
    • يحدث التموّت إما بسبب كسور في عظم الفخذ أو بسبب الاستخدام المزمن لأدوية معيّنة مثل البريدنيزون أو البريدنيسولون، أو إدمان الكحول، أو الأمراض الجهازية مثل الذئبة الحمامية.

يتم اتخاذ قرار إجراء عملية تبديل مفصل الفخذ في حال وجود الألم الشديد المزمن مع الاستمرار بالقيام بالحركات اليومية، المشي والوقوف وصعود الدرج، وحتى القيام من وضعية الجلوس، كلها تجعل المفصل الملتهب أكثر سوءًا. عملية تبديل المفصل هي عملية اختيارية، أي يتم وضعها ضمن قائمة مليئة بالخيارات العلاجية الأخرى. على المريض أن يفهم تمامًا كيفية إجراء العملية، والاختلاطات التي ممكن أن تحدث بسببها، ثم يتم مناقشتها مع الطبيب الجراح.

اختلاطات عملية تبديل مفصل الفخذ

تتضمن مخاطر إجراء عملية التبديل لمفصل الفخذ عدد من المخاطر، فيما يلي أبرز 8 مخاطر للجراحة:

  • صمّة رئوية، التي قد تسبب قصورًا في التنفس أو الموت.
  • صعوبة التبوّل.
  • التهاب الجلد المحيط بالمفصل المُبدل أو المفصل نفسه.
  • كسور عظم الفخذ خلال إجراء العملية أو بعدها.
  • تشكّل ندوب مكان الجرح.
  • نقص المدى الحركي لمفصل الفخذ المُبدل.
  • خلع مفصل الفخذ المُبدل.
  • رخاوة بالبدلة الاصطناعية، مما يؤدي إلى فشلها كليًا.

إضافةً إلى الاختلاطات الناجمة عن التخدير العام، نذكر منها اضطراب نبض القلب، السكتة الدماغية، تسمم الكبد، الالتهاب الرئوي.

الإجراءات المتّخذة قبل إجراء عملية تبديل مفصل الفخذ

  • الإطّلاع على الأدوية التي كان المريض يستخدمها، وخاصة الأسبرين لأنه من الأدوية المؤثرة على الصفيحات الدموية وبالتالي يؤثر على عملية تخثّر الدم.
  • تعداد كامل للدم (الكريات البيضاء والحمراء والكهارل).
  • فحص عمل الكليتين والكبد.
  • تحليل للبول.
  • صورة شعاعية بسيطة للصدر X-Ray.
  • تخطيط كهربائي للقلب EKG.
  • فحص فيزيائي.

سيحدد لك الطبيب أي من الفحوصات التالية عليك إجراؤها، اعتمادًا على عمرك وحالتك الصحية العامة. في حال وجود أيّة علامات أو عدوى قد تؤجل أو تمنع إجراء عملية تبديل المفصل، مثل أمراض القلب أو الرئتين الشديدة، أو اضطرابات الإستقلاب مثل مريض السكري غير المسيطر عليه، ينصح الأطباء بإجراء علاج فيزيائي بهدف تقوية عضلات الفخذ وزيادة مرونتها، إن كانت حالة المريض تسمح بذلك.

تساعد هذه التمارين في عملية إعادة التأهيل. من المستحسن أن يتبرع المريض بدمه (نقل الدم الذاتي)، ليتم تخزينه واستخدامه لاحقًا في حال خسر المريض كميّات كبيرة من دمه أثناء العملية.

مرحلة الشفاء من عملية تبديل مفصل الفخذ

تستغرق العملية الجراحية عادةً 2-4 ساعات، إضافةً إلى وقت التجهيز ما قبل العملية. بعد انتهاء العملية يؤخذ المريض إلى غرفة العناية المركّزة، من أجل مراقبة المريض عامةً. تستمر المراقبة حول 1-4 ساعات. على المريض أن يخبر الطبيب أو الممرضين في حال شعر بأعراض غير اعتيادية مثل الخدر أو الوخز.

يتم إعطاء المريض جرعات من السوائل عن طريق الوريد، لتعويض السوائل التي خُسرت أثناء العملية. إضافة إلى الأدوية المسكّنة للألم، التي يتم إعطاؤها تحت إشراف الطبيب. قد تسبب هذه الأدوية الغثيان أو الإقياء، لذا يتم إعطاء أدوية مضادة للغثيان.

يُنصح بالقيام بحركات بسيطة لتنشيط الدورة الدموية وبالتالي سرعة شفاء الجرح ومن أجل منع تشكل الخثرات الدموية. إضافة إلى إجراء تمارين التنفس العميق والسعال، من أجل منع حدوث الصمّة الرئوية وانهيار الطرق التنفسية.

إعادة التأهيل من عملية تبديل مفصل الفخذ

يبدأ المرضى عادةً العلاج الفيزيائي بعد اليوم الأول من انتهاء العملية الجراحية. تتضمن التمارين في البداية تمارين بسيطة يتم إجراؤها في وضعية الجلوس. يتم الإنتقال بعدها إلى تمارين أعقد، وصولًا إلى تمكين المريض من المشي الطبيعي وصعود الدرج وغيرها.

من الطبيعي الإحساس ببعض الألم أو عدم الارتياح في الأيام الأولى من العلاج الفيزيائي، الذي سيزول تدريجيًا خلال متابعة العلاج. يتم إعطاء المرضى مجموعة من التمارين المنزلية البسيطة، لتقوية عضلات الفخذ والإلية، هذه التمارين هي تمارين مكمّلة للعلاج الفيزيائي في المركز.

أهمية العلاج الفيزيائي

مرحلة العلاج الفيزيائي تعتبر غاية في الأهمية، لأنها:

  • تمنع أو تحدّ من حدوث اختلاطات ما بعد العملية الجراحية.
  • تثقّف المريض أكثر حول العملية وطريقة التعامل مع مفصله الجديد.
  • تقوّي عضلات الفخذ.
  • تساعد على استعادة المدى الحركي الطبيعي للمفصل.
  • تقلل من خطر تشكّل الندوب.
  • تعليم المريض كيفية استخدام الأدوات المساعدة له (ووكر وغيرها).
  • تحسين قيامه بالأنشطة اليومية.

اقرأأيضًا:

عملية تبديل مفصل الفخذ – Hip Replacement Surgery، تعتبر من أنجح العمليات التي تُجرى على الفخذ، بالنسبة للمرضى المناسبين للعملية، وفي حال الإعتناء الجيّد بالمفصل الجديد، يبقى المفصل عند معظم المرضى حوالي 15 سنة.