فقدان الشغف، وما هو مفهومه، وما هي مراحله، كذلك أسبابه، وما هي أعراضه، وما العلاقة بين فقدان الشغف ومرض الاكتئاب، وما العلاقة بين الاستعجال وفقدان الشغف، وبالمثل الملل، والتوتر، والتشاؤم، والخمول، وبعثرة الأهداف، وتكرار الأحداث، وما علاقته بالتفكير السلبي، وما هي الآثار المترتبة عليه، وما هي طرق علاج فقدان الشغف؟
Please enable JavaScript
مفهوم فقدان الشغف
هو الوقود الأساسي الذي يحرك دوافعنا كذلك يملئ طاقتنا بالحماس والأمل لتحقيق هدف ما دون غيره، ولكن سرعان ما تتضمحل هذه الطاقة، وتشعر بفتور ما تجاه الحياة، لأن الشغف ما هو إلا حماسة مؤقتة، تضعك على أول الطريق ولا تدفع بِك إلى نِهايته إلا بإرادتك.
مرحلة فقدان الشغف
يمر الجميع في وقتٍ ما من حياته، بحالةٍ من الفتور تجاه العمل، وكافة النشاطات الأخرى، وكأنه حدث عطل مفاجئ لجميع حواسه وأعضائه، وكأنه سلب منه حق التمتع بالحياة لفترةٍ وجيزةٍ، ومن الممكن أن يسبب الشعور بهذه الحالة التعرض للإصابة ببعض الأمراض النفسية. لذلك لابد من علاج فقدان الشغف.
أسباب فقدان الشغف
لا تنحصر أسباب فقدان الشغف في مفاهيم محددة، بل هي عبارة عن تراكمات نفسية وجسدية تتضاعف مع مرور الزمن فتسبب حالة من الفتور، ومن هذه الأسباب:
التشاؤم
وهذا ناتج عن المرور ببعض التجارب الفاشلة في الحياة من فقدان عزيز، أو خسارة وظيفة ما، مما تجعل الشخص يشعر بحالة من الإحباط، ويطلق على نفسه صفة الفاشل، وكأن القدر في حالة من التعاكس مع أهدافه، فيشعر بحالة من فقدان الشغف تجاه الحياة، ويُصاب بالتشاؤم.
فقدان الشغف والاستعجال
حيث يسعى الشخص إلى الوصول إلى أهدافه في مدى قصير، حتى وأن كانت هذه الأهداف بعيدة المدى، وتحتاج إلى تجاوز العديد من العقبات بالصبر والتحمل، لذلك يشعر وكأن جهده المبذول في تحقيق هذا الهدف قد ضاع هدرًا، إذ لم يتحقق في مدى قصير عن المدى المتوقع، ويقرر حينها عدم الاستمرار في السعي على تحقيق هذا الهدف.
تكرار الأحداث
يعتبر تكرار الحدث اليومي مع توالي الأيام حالة من الملل التي قد تصيب البعض منا بحالة من الإرهاق الشديد من كثرة تكرار الأحداث دون جدوى، مما يدفع الشخص إلى الاستسلام، وعدم البحث عن أشياء أخرى تساعده على تجديد الشغف لإنجاز مهام الحياة المختلفة.
بعثرة الأهداف
حينما تتعدد الأهداف، ولا توجد بوصلة معينة صوب تحقيق هدف ما في فترة ما من حياتك، يجعلك تشعر بحالة من التشتت وضياع الأمل، كما تجعل منه شخص متعدد المهام، مما يجعله في حالة من الضغط النفسي الدائم، ويجد نفسه في نهاية المطاف، ذو حصيلة سلبية مقابل ما بذله من جهد، بسبب كثرة الأهداف.
انعدام المحفز
حيث إن المحفز عبارة عن شعاع الأمل الذي يخرجنا من كالحة الظلمة، وتبحث عن الأمل في إشراقة تحقيق الأهداف، وحينما لا يوجد من يحفزنا على تحقيق هذه الأهداف، ويشد على أيدينا ويدفعنا للأمام، حينها نفقد الشغف في السير، وتكملة السعي وراء تحقيق أهداف قد تكون في بعض الأحيان ما هي إلا من محض الخيال.
المقارنة بالآخرين
لقد خلقنا مختلفين في شتى أمور الحياة، ولا يعني تميز شخص ما، في عمل ما، أو موهبة ما، أنك شخص ضئيل المواهب والقدرات، ولا تستطيع إنجاز أي هدف ما، لذلك يجب أن تؤمن بأنك متميز، وأن فيك من القدرات والصفات التي تجعلك قادرًا على نحت الصخر إذا عزمت على فعل ذلك.
التعرض للإرهاق
حيث أن هناك مطبات كثيرة يصعب تجاوزها بسهولة. خاصةً وإن كانت هذه المشاكل على المستوى الشخصي، أو المهني. كما تجعل الشخص يشعر بحالة من الخمول.
اكتشاف أن هدفك الاساسي كان خدعة
أحيانًا كثيرة ما يشعر المرء منا بالميول والانجذاب نحو مجال ما أو موهبة ما، ويسعى على تطوير نفسه في هذا المجال، ومع توالي الأيام يشعر أنه قد وضع قدميه على الطريق الخطأ، ولابد له من الانحراف عن هذا المسار، واتباع مسار آخر، قد يكون متحمسًا وشغوفًا له أكثر من الذي مضى.
أعراض فقدان الشغف
إن لفقدان الشغف علامات بارزة كوضوح الشمس، تظهر على الشخص، وأحيانًا ما تصيبه هذه الأعراض بالاكتئاب، ومن هذه الأعراض:
الميول للتفكير بشكل سلبي
حيث أن التفكير في كافة أمور الحياة بشكل سلبي دون التمعن فيما هو إيجابي، يعتبر مؤشرًا لفقدان الشغف، حيث يخسر حينها الشخص إيمانه بأنه قادر على مواصلة السير نحو تحقيق هدفه، وكأن لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نعافر من أجل الحصول عليه.
التعرض لحالة من الذعر والقلق الدائم
حيث أن القلق يعتبر حالة من عدم الاطمئنان والارتياح، ويشير في بعض الأحيان إلى فقدان الشغف، حيث يؤمن الشخص حينها بأنه شخص فاشل من كافة المقاييس، ولا يستطيع تحقيق أهدافه.
الشعور بالفتور
ويكون هذا الشعور مصاحبًا الاحساس بعدم القدرة على القيام بأي شيء، حتى النهوض من الفراش يكون ثقيلًا جدًا عليك، وكأنه يحتاج جهدًا فوق جهدك للقيام به. كما يعمل على قتل الحماس الذي بداخلك على مهلٍ. كذلك يجعلك تخسر نفسك.
الاحساس بالملل
حيث تصبح جميع الأشياء التي كانت موضع إثارة لديك، وتشعل مصباح الحماس بداخلك مِن أكثر الأشياء مللًا في الحياة.
الشعور بالندم
ويكون ذلك الشعور ناتجًا عن أنك كنت مخطئًا في اختياراتك للطرق التي تود السير على نهجها لتحقيق هدفك، وتلوم نفسك على هذا الاختيار، وتضعها بين دوامة من الاسئلة عن لماذا اخترت هذا الطريق دون غيره، مما يشعرك بضياع الفرص والندم على ما قد ضاع من بين يدك. كما يفقدك حماسك.
كثرة النزاعات
حيث أن حياة الشخص المليئة بالملل والندم تجعله أكثر توترًا ورغبة في تفريع السلوك السلبي(negative behavior) الذي بداخله مما يدفعه إلى إخلاق الخلافات مع المحيطين به.
الأرق
حيث أن المشكلة التي تواجه الشخص في عدم النوم، قد تكون ناتجة عن كثرة التفكير الزائد في كل الأشياء من حوله. مما يجعله أكثر قلقًا بشأن حياته.
ما العلاقة بين فقدان الشغف والاكتئاب؟
حيث يعتقد الكثير أن لا فرق بين هذان المصطلحان، ولكن يوجد فرق جوهري بينهما. كما توجد عوامل متشابهة بين الاكتئاب وفقدان الشغف. كذلك الشعور برغبة شديدة في البعد عن البشر، والتفكير بطريقة سلبية، ولكنهما مختلفان في الأسباب والأعراض. كذلك من الجائز أن يكون فقدان الشغف سببًا لأعراض الاكتئاب. حيث أن فقدان الشغف يعتبر حالة عرضية تحدث للجميع في فترات مختلفة من حياتهم، أما الاكتئاب يعتبر مرض نفسي. كذلك فقدان الشغف يتم علاجه عن طريق بعض النصائح، أما الاكتئاب يعالج عن طريق الأدوية الطبية، والعلاجات السلوكية.
الآثار المترتبة على فقدان الشغف
طرق علاج فقدان الشغف
حيث يوجد أمل في تجديد الشغف، حيث أن حالة فقدان الشغف يمكن معالجتها كما يأتي:
- اعمل على تجديد شغفك بصورة أكثر وضوحًا.
- اعمل على إنجاز صغيرة ستساعدك على تجديد الشغف في أحيان كثيرة.
- متابعة قراءة الكتب ذات الفائدة التنموية.
- تنظيم الوقت.
- مصاحبة أشخاص ذو شخصية إيجابية.
- محاولة كسر الروتين بالقيام بنشاطات مختلفة.
- التصالح مع النفس.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- وإذا شعر الشخص بحالة من التزامن لابد له من زيادة طبيب نفسي.
إن فقدان الشغف في حالة من التغير المستمر، ولا يجب أن نوقف كافة مهام الحياة على مجرد شعور، قد يزول مع مرور الوقت، وتجد صعوبة شديدة في إعادته. لذلك يجب الاهتمام بأسباب فقدان الشغف. وأن نمارس المداومة على العمل، حتى وإن لم تكن هناك رغبة في فعل ذلك. كي لا تجد عمرك يضيع هباءً وراء شعور مؤقت يمكن تجاوزه.