-

الولادة الطبيعية؛ أهم مراحلها وفوائدها وأبرز

الولادة الطبيعية؛ أهم مراحلها وفوائدها وأبرز
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

الولادة الطبيعية هي الأكثر أماناً لكِ ولطفلك عند ولادة جنين مكتمل، وغياب الحالات الصحية التي تعيق ذلك. تحدث الولادة الطبيعية أو كما تسمى “الولادة المهبلية” عادة بين الأسبوع 37-42 من الحمل. تختلف عملية الولادة من امرأة لأخرى ومن حملٍ لآخر. ولكن هناك بعض السمات الأساسية التي تميز الولادة الطبيعية في جميع الحالات. تعرف على أهم مراحلها وفوائدها وأبرز المضاعفات المحتملة.

ما هي الولادة الطبيعية؟

الولادة الطبيعية هي خروج الجنين من الرحم عن طريق المهبل؛ لذلك تسمى أيضاً الولادة المهبلية. يمكن استخدام الملقط أو جهاز التفريغ في بعض الحالات للمساعدة على خروج الجنين. غالباً ما تستغرق الولادة المهبلية 13 ساعة في حالات الولادة للمرةٍ الأولى، و8 ساعات في حالة كان هناك ولادة مهبلية سابقة. وقد تختلف هذه المدة أيضاً من حالة لأخرى. تنقسم هذه العملية إلى 3 مراحل:

  • المرحلة الأولى

تستمر هذه المرحلة من بداية المخاض وحتى توسيع عنق الرحم بصورةٍ كاملة ليسمح بمرور الجنين.

  • المرحلة الثانية

تبدأ منذ الاتساع الكامل لعنق الرحم وحتى خروج الجنين.

  • المرحلة الثالثة

تبدأ من ولادة الطفل حتى خروج المشيمة والأغشية التي تحيط بالجنين.

المرحلة الأولى من مراحل الولادة الطبيعية

تبدأ هذه المرحلة بتقييم الحالة الصحية للأم، وقياس المؤشرات الحيوية مثل النبض، وضغط الدم، ودرجة الحرارة. بالإضافة إلى ذلك يفحص الطبيب أيضاً حالة الجنين باستخدام جهاز لقياس ضربات القلب وطول انقباضات الرحم ومدى تكرارها.

في أثناء هذه المرحلة تُنصح المرأة بإفراغ المثانة بانتظام، وتستطيع أيضاً تناول الطعام والشراب حسب رغبتها. تعتمد هذه المرحلة على التنفس الطويل البطيء والاسترخاء عند الزفير. تساعد الحركة خلال هذه المرحلة على تقدم الولادة وتخفيف الألم.

كيف تتأكد من بدء المخاض؟

تحدد بداية المخاض عند حدوث انقباضات منتظمة للرحم. تعرف انقباضات الولادة بأنها انقباضات متتالية تدوم كل منها لمدة دقيقة واحدة ويفصل بينهما 5 دقائق. تشبه الانقباضات التشنج الشديد أو ضغط يبدأ في الظهر ويتحرك للأمام. لا تشير جميع الانقباضات إلى بداية الولادة؛ فقد تكون انقباضات براكستون هيكس التي تبدأ في مرحلة مبكرة من الثلث الثاني من الحمل.

الكيس الأمينوسي هو الغشاء الذي يحتوي على السائل الذي يحيط بالجنين. قد ينفجر هذا الغشاء قبل الولادة ويسبب نزول سائلاً واضحاً عديم الرائحة. تبدأ 90% من حالات الولادة الطبيعية بحدوث انقباضات الرحم، بينما تبدأ 10% بنزول الماء. تساعد الانقباضات على انحناء عنق الرحم وتمدده، يفحص الطبيب أيضاً وضع الجنين في عظام الحوض. وأي جزء من الطفل سيخرج أولاً.

في حالة الإصابة بعدوى البكتيريا العقدية في المهبل، تستخدم حقن البنسلين في أثناء المخاض؛ لتقليل خطر إصابة الطفل بالمضاعفات الناتجة عن ذلك. تنقسم المرحلة الأولى من مراحل الولادة إلى قسمين:

  • المرحلة الكامنة

تستغرق ساعات عديدة، تبدأ واتساع عنق الرحم صفر وتستمر حتى يصل إلى 6 سنتيمتر.

  • المرحلة النشطة

تبدأ من نهاية المرحلة الكامنة وتكون أسرع منها نسبياً، وتستمر حتى اتساع عنق الرحم بصورة كاملة إلى 10 سنتيمتر.

المرحلة الثانية من مراحل الولادة الطبيعية

بمجرد اتساع عنق الرحم الكامل (10 سنتيمتر)، تبدأ المرحلة الثانية من المخاض والتي تعتمد على دفع الجنين. في هذه المرحلة يزداد الشعور بالضغط أسفل الظهر وفي منطقة العجان (المنطقة الموجودة بين فتحة الشرج والمهبل) والمستقيم. بالإضافة إلى ذلك يمكن أيضاً إجراء بضع الفرج. وهو قطع جراحي في منطقة العجان للمساعدة على خروج الجنين.

تشمل هذه المرحلة 6 حركات أساسية هم:

  • تعد أول حركة مزدوجة وهي ثني رأس الجنين عند نزولها أسفل الحوض؛ للسماح بجعل مؤخرة الرأس في وضع المقدمة.
  • نزول الجنين خلال قناة الولادة.
  • اللف الداخلي لمقدمة رأس الجنين لتحريكها بعيداً عن الشوكة الوركية الموجودة على الأطراف.
  • تمديد الرأس حتى تتخطى الارتفاق العاني للأم.
  • الدوران الخارجي للرأس بعد خروجها للمساعدة على خروج الكتف العلوي.

المرحلة الثالثة من مراحل الولادة المهبلية

تبدأ هذه المرحلة فور خروج الطفل، وتشمل انفصال المشيمة عن بطانة الرحم وخروجها مع الغشاء الأمينوسي، وهي المرحلة الأسهل. قد تستغرق هذه المرحلة 30 دقيقة. يمكن أن تحدث هذه المرحلة بسبب انقباضات الرحم الطبيعية. ويمكن أيضاً استخدام بعض الأدوية مثل حقن الأوكسيتوسين التي تسبب انقباضات الرحم للتأكد من خروج المشيمة كاملةً لتجنب نزيف ما بعد الولادة أو الإصابة بعدوى.

فوائد الولادة المهبلية

تتميز الولادة الطبيعية عن الولادة القيصرية ببعض الفوائد، فيما يلي أهم 4 فوائد لها:

  • غالباً ما تسبب مشكلات تنفسية أقل للجنين؛ لأن انقباضات الرحم تساعد على تحضير رئتي الجنين للولادة.
  • تقلل من خطر الإصابة بفقدان الدم والالتهابات.
  • يعد التعافي من الولادة الطبيعية أسرع من التعافي من الولادة القيصرية.
  • عملية طبيعية، غالباً لا تترك ندبة أو جرح.

المضاعفات المحتملة للولادة الطبيعية

على الرغم من فوائد الولادة المهبلية إلا إن هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث خلالها وبعض الحالات التي يجب إجراء الولادة القيصرية لها مثل:

  • إذا كان الجنين في الوضع المقعدي (المقعدة أو القدمين نحو الأسفل وليس الرأس head). الولادة الطبيعية في هذه الحالة قد تسبب نقص الأكسجين عند الجنين، مما يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة.
  • في بعض الحالات الطارئة التي تتطلب ولادة الطفل سريعاً.
  • إذا تمزقت منطقة العجان بصورة شديدة قد يسبب ذلك بعض المضاعفات مثل ألم عند الجماع وسلس البول وهبوط المهبل.
  • في حالة طول مدة فترة المخاض خاصةً إذا استمرت المرحلة الثانية أكثر من ساعتين، يقل إمداد الدم إلى الأعصاب التي تغذي عضلات الحوض. وقد يؤدي هذا إلى اللجوء إلى الولادة القيصرية ويسبب أيضاً الإصابة بمرض سلس البول.
  • بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب تجعل الولادة القيصرية أكثر أماناً.
  • عند حدوث أحد مضاعفات الحمل مثل مشكلات المشيمة أو تسمم الحمل لا يفضل اللجوء إلى الولادة المهبلية.

التعافي من الولادة المهبلية

تعتمد الفترة اللازمة للتعافي على عدة عوامل خاصة بالأم، ولكن عادة ما تستمر لمدة من 3-5 أسابيع في حالات عدم وجود تمزق. في حالات بضع الفرج قد تستمر حتى 6 أسابيع. خلال الأسبوع الأول بعد الولادة، تعاني المرأة من نزيف مهبلي، وتشنجات، وإرهاق، وصعوبة في التبول، ومشكلات في حركة الأمعاء، وألم في منطقة العجان. قد تشعر أيضاً بالتوتر والإحباط، ولكن بمرور الوقت تزول هذه الأعراض تدريجياً وتعود الحياة لطبيعتها.

نصائح للحامل للمساعدة على سرعة التعافي بعد الولادة

  • استخدام كمادات الثلج قد يساعد في تخفيف ألم العجان.
  • شرب الماء وتناول المزيد من السوائل والأطعمة الغنية بالألياف واستخدام الأدوية الملينة عند الحاجة لذلك يساهم في تجنب الإمساك ويسهل من حركة الأمعاء.
  • الاعتماد على نظام غذائي صحي متوازن.
  • استخدام زجاجة بخاخ من الماء الساخن في أثناء التبول.
  • تناول الأدوية والمسكنات التي وصفها الطبيب بانتظام.

اقرأ المزيد:

يمكن اللجوء إلى الولادة الطبيعية بعد ولادة قيصرية، ولكن بعد مرور عامين أو أكثر وتحت إشراف الطبيب المعالج. ينبغي على الحامل معرفة العلامات الأولى للمخاض للحفاظ على سلامتها وسلامة جنينها.