-

اضطراب الشخصية المرتابة

اضطراب الشخصية المرتابة
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

إن كثيرًا من البشر قد تكون لديهم أمراض نفسية لكنهم لا يعلمون بها، ويعد اضطراب الشخصية المرتابة واحدًا من الأمراض النفسية التي قد لا يعلم الإنسان بإصابته بها. لذلك لا بد إذن من أن نعرف أعراض وأسباب اضطراب الشخصية المرتابة وجذوره النفسية وغير النفسية، كذلك فمن الضروري أن نعرف طرق علاج اضطراب الشخصية المرتابة.

تسجيل جين رانك باست...

Please enable JavaScript

تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

مرض الشخصية المرتابة

إن اضطراب الشخصية المرتابة، هو أحد الاضطرابات السلوكية والنفسية الهامة. في الحقيقة، إن أغلب المصابين به سجلت إصاباتهم ما بعد سن البلوغ أو الرشد. يعني هذا الاضطراب عدم القدرة على الثقة بالآخرين حتى ولو كانوا أشخاصًا جيدين. أيضًا، قد يصل الشك إلى درجة أن يفقد المريض القدرة على الثقة حتى بالأشخاص الذين يحبونه بالفعل.

يؤدي هذا الاضطراب لسلوكيات غير حميدة عند المريض، والابتعاد عن الآخرين، والعزلة، والاحتياج للراحة والسكينة. يعتقد المصاب بهذا المرض أن الجميع يريدون أذيته، ولا يثق بأحد حتى بمن يحبونه بالفعل، ويفقد أي ثقة بالعالم المحيط.

أسباب اضطراب الشخصية المرتابة

اضطراب الشخصية المرتابة
أسباب اضطراب الشخصية المرتابة

إن مرض الشخصية المرتابة له أسباب كثيرة، فبعضها نفسي، وبعضها الآخر قد يكون عضوي. لكن، مع ذلك، تكون في الأغلب أسبابه نفسية بحته أو عائدة جذورها إلى الماضي. ومن أسباب اضطراب الشخصية المرتابة:

العامل الوراثي

إن العامل الوراثي، يشكل بالدرجة الأولى، أحد أهم أسباب اضطراب الشخصية المرتابة. كما هو معروف فإن المورثات تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وإن وجود أب أو أم مصابين بالمرض في العائلة يسبب نقل الجين المسؤول عن المرض إلى الابن أو الابنة. رغم ذلك، فإن العامل الوراثي ليس السبب المباشر لهذا الاضطراب.

الفصام واضطراب الشخصية المرتابة

أيضًا، قد يكون مرض الفصام هو السبب في اضطراب الشخصية المرتابة. إن الأمراض النفسية تتداخل في حالات كثيرة في ما بينها، وإن الفصام عند أحد أفراد العائلة يمكن أن يصيب الابن أو الابنة باضطراب الشخصية المرتابة.

القلق ومرض الشخصية المرتابة

بالإضافة لما تقدم، فإن مرض القلق من شأنه أن يؤدي للإصابة بهذا الاضطراب. القلق يؤدي إلى إفراز هرمون الأدرينالين بشدة وإفراط مما يؤثر سلبًا على الجسم. يساعد القلق في ظهور مرض الشخصية المرتابة خاصة إن كان القلق بسبب خذلان من أشخاص آخرين أو خوف من الخيانة والخذلان.

اضطراب ما بعد الصدمة

قد يعجز المريض عن فهم صدمة سابقة حصلت معه؛ بالتالي فهو لا يتمكن من تجاوز الأمر. بعد ذلك، يتولد في داخله إحساس بأن العالم كله غير آمن، وأن ما من أحد يمكن أن يضع ثقته فيه. يصبح المريض، نتيجة لذلك، غير قادر على الثقة حتى بأقرب الناس إليه، ويشك في كل التفاصيل ويعتقد أن الجميع يريدون إلحاق الأذى به. كثير من البشر لا يتمكنون من تجاوز الصدمات، وبعد ذلك، يصابون بأمراض نفسية أخرى من ضمنها اضطراب الشخصية المرتابة.

خيانة وخذلان

قد تكون الخيانة، هي السبب المباشر في أغلب الحالات في ظهور الاضطراب. إن خيانة الأصدقاء أو خذلان المحبوب أو الشريك، تغير حياة الإنسان بالكامل. كذلك، فإنها تضعف قدرة الإنسان على فهم علاقاته مع الآخرين، ولا يعود يستطيع الثقة بأي علاقة جديدة. تصبح كل العلاقات بنظر المريض مؤذية ومؤلمة (صداقة، حب، أبوة، أخوة) ويعتقد المريض أن كل العلاقات مؤذية ويفضل الابتعاد عن تكوينها.

أعراض مرض الشخصية المرتابة

في الواقع، تتسم أعراض اضطراب الشخصية المرتابة بأنها في الأغلب نفسية بحتة. من هذه الأعراض:

  • العزلة عن الآخرين بصورة دائمة.
  • إخفاء كل ما هو شخصي عن الآخرين، وحتى عن الأشخاص الذين يحبون المريض.
  • الخوف من إعطاء أي معلومات للآخرين.
  • الشك في أي سلوك نابع من الآخرين وأخذه على محمل شخصي.
  • فقدان الثقة تمامًا بأي شخص يحاول مجرد المحاولة أن يكوّن علاقة مع المريض.
  • الخوف المبالغ به من أي عواطف تنبع من الآخرين واعتبارها ابتزاز عاطفي.
  • النظرة السوداوية تجاه العالم المحيط.
  • أخذ تدابير واحتياطات مبالغ فيها أثناء الجلوس مع الآخرين.

مضاعفات اضطراب الشخصية المرتابة

بطبيعة الحال، قد تنجم عن الإصابة بمرض الشخصية المرتابة عدة مضاعفات، خاصةً إن كانت هناك عوامل خطورة. من عوامل الخطورة وجود أمراض سابقة كأمراض القلب والسكر والضغط، أو أن يكون المريض صغير السن. من المضاعفات المحتملة:

  • سلوكيات انتحارية.
  • أمراض جسدية ونفسية متنوعة.
  • القلق.
  • مرض الاكتئاب.
  • اضطراب الوسواس القهري.

علاج اضطراب الشخصية المرتابة

اضطراب الشخصية المرتابة
علاج اضطراب الشخصية المرتابة

غالبًا ما تكون هناك صعوبة في علاج اضطراب الشخصية المرتابة، لأن أغلب المصابين به لا يعترفون بذلك. لكن يمكن العلاج كما يلي:

علاج إرشادي

بما أن الإرشاد هو اختصاص نفسي، يمكن للطبيب المعالج أن يوجه المريض إلى طبيب نفسي مرشد. يقوم هذا الأخير بوصف سلوكيات معينة للمريض، بمعنى آخر ما هو الفعل وما هو رد الفعل الذي يترتب عليه في لحظات معينة. يتسم العلاج الإرشادي بالفعالية على المدى الطويل، لكنه يحتاج الصبر والإرادة.

علاج دوائي

لا يمكن استعمال الأدوية إلى حد كبير مع علاج اضطراب الشخصية المرتابة. لكن يمكن استعمال الدواء في حال وجود أعراض لأمراض أخرى كالقلق والاكتئاب، وفي هذه الحالة توصف أدوية مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق.

علاج نفسي

لا شك بأن العلاج النفسي هو العلاج الأمثل والأفضل لهذا الاضطراب. يتم العلاج النفسي من خلال أن يؤمن المريض أولًا بقدرته على التعافي حتى من العلاقات المؤذية. كما أن عليه أو يؤمن بمدى أهمية التغلب على الآلام بالاعتماد على النفس، مما يزيد الخبرة في الحياة، ويكسب المرء النضوج، ثم المناعة النفسية.

إن إدراك الإنسان لأهمية علم النفس ودوره الإيجابي في الحياة، يجعله يثق بنفسه وبقدراته. بالإضافة لذلك، فإن العلاج النفسي هو علاج طويل الأمد، يحتاج الصبر، لكن فعاليته مضمونة مئة في المئة. يتعلم الإنسان الاستفادة من تجاربه مع الآخرين (وحتى التجارب السيئة). كذلك، فإنه يتعلم أن يكتسب مهارات التواصل الاجتماعي واصطفاء من يحبهم واستبعاد من يكرههم أو لا يرتاح لهم. يفلح العلاج النفسي في إيجاد الحل النهائي للاضطراب.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على اضطراب الشخصية المرتابة ودوافعه وأسبابه وجذوره العميقة. كذلك نكون قد اطلعنا على المضاعفات وعوامل الخطورة، وسبل العلاج الممكن. إن النفسية هي بيت الصحة الأول، الذي ينفتح بابه ويقودنا للصحة الجسدية. كذلك، فإن من يحرص على حياة صحية وسليمة عليه أولًا بإصلاح مشاكله النفسية.