التهاب المشيمة عند الخيول (placentitis in horses) هي عدوى تصيب المشيمة في الفرس ومن الممكن أن تغير من تدفق الدم للجنين النامي مؤديةً إلى ولادة مهرات متأخرة النمو، وفي أسوأ الأحوال يحدث إجهاض للمهر، كما يسبب التهاب المشيمة خسائر اقتصادية كبيرة لمالكي الخيول لأنه سببََا رئيسيََا لفقدان التكاثر لدى الخيول. فيما يلي تعرف إلى التهاب المشيمة عند الخيول، أهم أعراضه وطرق علاجه المختلفة.
نبذة تعريفية عن placentitis in horses
يحدث التهاب المشيمة عند الخيول عادةً في الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من الحمل وهو مشكلة خطيرة، ويعد السقاء المشيمائي (allantochorion) هو الجزء الذي يتأثر بشكل أساسي. تصيب هذه الحالة بين 3 – 7% من حالات حمل الخيول، و90% من الالتهابات سببها الرئيسي هو الأمراض البكتيرية الحادة. حيث تدخل البكتيريا إلى المهبل ثم تنتقل إلى عنق الرحم لتخترق حاجز عنق الرحم مسببةً مجموعة متنوعة من الحالات المرضية. بما في ذلك فصل المشيمة عن بطانة الرحم واحتباس المشيمة، والحد من نقل الأكسجين والمغذيات إلى الجنين مما قد يؤدي إلى موت الجنين في الرحم أو حدوث الإجهاض.
أسباب التهاب المشيمة عند الخيول
قد يصيب الالتهاب الذي يحدث في المشيمة الأفراس الحوامل في جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا في الأفراس ضعيفة الوزن وكبار السن، حيث يسمح شكل الفرج بدخول البكتيريا إلى عنق الرحم، وأيضََا تسمح إصابات عنق الرحم المتكررة للبكتيريا باختراق حاجز عنق الرحم وحدوث التهاب المشيمة. السبب الرئيسي لحدوث التهاب المشيمة هو عدوى فطرية أو بكتيرية وتستخدم البكتيريا إحدى الطرق التالية للوصول إلى المشيمة:
- العدوى الصاعدة حيث تهاجم البكتيريا الفرج من الخارج ثم تدخل إلى عنق الرحم.
- العدوى الدموية وفيها تدخل البكتيريا عن طريق إمدادات الدم للفرس المريضة ومنها إلى الرحم والمشيمة.
- عدوى مجهولة الهوية عندما تهاجم البكتيريا الرحم والمشيمة بطريقة غير معروفة.
بعد ذلك تتجمع العدوى بشكل عام في منطقة في المشيمة بالقرب من عنق الرحم، وبمجرد انتشار العدوى يُنْتج جسم الفرس مادة البروستاجلاندين (prostaglandin)، التي تسبب تقلصات فى الرحم وإجهاض المهر. يتسبب التهاب المشيمة أيضًا في انفصالها عن بطانة الرحم والذي من شأنه تقليل الأكسجين والعناصر المغذية التي تصل إلى المهر، كما يؤدي انفصال المشيمة أيضََا إلى ولادة كيس أحمر (red bag) وهي حالة طوارئ يلتف بها الجنين في أغشية المشيمة وغالبََا ما تتسبب في اختناقه وولادة جنين ميت.
أعراض التهاب المشيمة في الخيول
من الصعب التنبؤ بحدوث التهاب المشيمة عند الخيول لأنه يحدث عادةً دون ظهور أي أعراض سريرية خارجية تدل على وجوده، وغالبََا ما يكون إجهاض المهر هي أول علامة تشير إلى وجود مشكلة ما حدثت للفرس. قد يكون هناك بعض العلامات البصرية، مثل: وجود إفرازات مهبلية ، وأيضََا تطور والتهاب الضرع المبكر للخيل قد يكون مؤشرََا، وأيضََا عند فحص الطبيب البيطري قد يجد ليونة في عنق الرحم.
طرق تشخيص التهاب المشيمة عند الخيول
التشخيص المبكر لإلتهاب المشيمة في الحصان ليس أمرََا سهلََا، ولكنه مفيد جدََا لأنه يحسن من فرص العلاج، لذا يجب اتباع إحدى الطرق الآتية لتشخيص هذه الحالة:
التشخيص الظاهري بناء على وجود أعراض
يعتمد تشخيص حالة التهاب المشيمة عند الخيول على الأعراض السريرية أولََا، عند وجود أي عرض من الأعراض السابق ذكرها لا يجب إهماله بل يجب البحث لمعرفة سبب العرض وسرعة العلاج، حتى لا تسبب المشكلة تعرض الفرس للإجهاض.
الفحص عن طريق الجس والموجات فوق الصوتية
يستخدم الجس عن طريق المستقيم لمعرفة إذا كان الجنين لا يزال حيََا بالفعل، ويجب أن تكون فترة الجس داخل المستقيم حوالي 15 دقيقة أو أكثر لاستنباط حركة الجنين لأنه أحيانًا يمر بأوقات سكون، كما يجب تكرار الجس أكثر من مرة للتأكد من موت الجنين في حالة توقف نشاطه. في أثناء الفحص يمكن أخذ عينة من إفرازات المهبل وإرسالها إلى المختبر لتحديد نوع الكائن الحي المعدي وعمل مزرعة لمعرفة أفضل مضاد حيوي يمكن استخدامه.
يمكن أيضًا استخدام الموجات فوق الصوتية دوبلر لتقييم ضربات قلب الجنين. أما الموجات فوق الصوتية العادية تستخدم عن طريق المستقيم أو البطن لتقييم حالة المشيمة وعلى وجه الخصوص تقييم درجة سماكة الرحم والمشيمة، ودرجة ارتباط المشيمة وانفصالها، والتأكد من حدوث التهاب المشيمة والتهاب الرحم. أيضََا تستخدم لتقييم حالة السوائل المحيطة بالجنين.
طرق أخرى لتشخيص التهاب المشيمة في الخيل
قياس نسبة تركيز بروتين أميلويد أ (amyloid-a) في مصل الدم هو اختبار تشخيصي يساعد في الكشف عن التهابات المشيمة في الخيول، يرتفع مستوى هذا البروتين الالتهابي دائمََا في حالة وجود عدوى. قد يوصي الطبيب البيطري أيضًا بعمل اختبار هرمون البروجسترون للفرس الأم ومستويات الإستروجين الكلية للمساعدة في التأكد من صحة المشيمة والجنين، إذا كان مستوى البروجيسترون منخفضًا، قد يصف الطبيب البيطري بروجيسترون صناعي للمساعدة في بقاء الحمل.
علاج التهاب المشيمة عند الخيول
يهدف علاج التهاب المشيمة عند الخيول إلى تقليل الالتهابات والعدوى، وكذلك تقليل فرص احتباس المشيمة ودعم الفرس بعناية. يمكن علاج هذه الحالة بنجاح جراء تشخيصها في وقت مبكر، وتتضمن أهم 5 علاجات فعالة للالتهاب:
طرق رعاية الخيول المصابة بالتهاب المشيمة
عادة لا تعاني الفرس أي علامات واضحة لاعتلال صحتها حتى دخولها في مخاض الولادة، ولكن بمجرد ولادة المهر تتعافى الفرس على الفور، ومع ذلك قد تحتاج بعض الحالات إلى بعض الأدوية لإزالة أي عدوى متبقية، وأيضََا تحتاج إلى الرعاية حتى يتم التأكد من سلامة الفرس من أي آثار سيئة. أما المهر – إذا وُلد حيََا – قد يحتاج إلى الأكسجين لمساعدته على التعافي بسبب نقص الإمداد بالأكسجين الناتج عن الإصابة بالتهاب المشيمة، وأيضََا تقديم الرعاية المناسبة له أثناء فترة النمو مع توفير علف وماء عالي الجودة.
بالنسبة للأفراس التي تعتبر أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المشيمة فقد أوصت الجمعية الطبية البيطرية بالمملكة العربية السعودية بضرورة حصولها على قدر أكبر من الرعاية والفحوصات البيطرية خلال فترة الحمل، يمكن اكتشاف التهاب المشيمة عند الخيول في وقت مبكر من الحمل بفحص الموجات فوق الصوتية مما يحسن من نسب الشفاء.
هل يفيد الديكساميثازون في علاج التهاب المشيمة عند الخيول؟
نعم الديكساميثازون مفيد، لأنه يسرع نضج الجنين في الخيول ويقصر مدة الحمل بشكل كبير، وأيضًا يستخدم لتحسين قدرة المهر على البقاء في الأفراس المعرضة لخطر الولادة المبكرة، ولكن يجب تقييم تأثيرات الغدد الصماء لهذا العلاج قبل التوصية باستخدامه.
ما مدة بقاء المشيمة في الفرس بعد الولادة؟
بعد 3 ساعات من ولادة المهر تكون كل اغشية الجنين والمشيمة قد خرجت من الفرس بخلاف ذلك يجب الاتصال بالطبيب البيطري على الفور لأنه كلما زادت مدة بقاء المشيمة داخل الفرس، زادت فرص حدوث العدوى.
ماذا يحدث إذا تُرِكت حالة التهاب المشيمة عند الخيول دون علاج؟
يمكن أن يؤدي التهاب المشيمة إلى الإجهاض، ويمكن أن يؤدي أيضََا إلى بعض الأمراض الخطيرة إذا ترك دون علاج، ومن هذه الأمراض:
اقرأ المزيد:
- الديدان عند القطط؛ تعرف معنا على أعراضها وأسبابها وأنواعها وكيفية علاجها
- تقيح الرحم عند الكلاب
- أمراض القطط الصغيرة
في نهاية هذه المقالة، تعرفنا إلى التهاب المشيمة عند الخيول (placentitis in horses)، وأهم أسبابه وأعراضه، كما ذكرنا بعض العلاجات المستخدمة في هذه الحالة، وأيضََا تعرفنا إلى ضرورة الفحص الدوري للأفراس الحوامل لتفادي بعض المشكلات التي قد تودي بحياة الفرس والمهر.
