إن مرض مقدمات الارتعاج (Preeclampsia)، المعروف باسم ما قبل تسمم الحمل، أو ما قبل الإرجاج، هو ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث عند النساء بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقد يحدث أيضًا عند المرأة بعد ولادة طفلها، وغالبًا في غضون 48 ساعة، فما هي أسباب مقدمات الارتعاج، وما هي أعراضه، وكيف يتم علاج ما قبل تسمم الحمل؟
ما هو مرض مقدمات الارتعاج؟
الاسم العلمي للمرضمقدمات الارتعاجأسماء أخرىما قبل تسمم الحمل، ما قبل الإرجاجتصنيف المرضأمراض النساء والتوليدالتخصص الطبي المعالجأخصائي أمراض النساء والتوليدأعراض المرضارتفاع ضغط الدم، ووجود بروتين في البول، وارتفاع إنزيمات الكبددرجة انتشار المرضنادرالأدوية المعالجةأدوية الضغط، وأدوية السيولةمقدمات الارتعاج هي حالة خطيرة تتعلق بضغط الدم تحدث أثناء الحمل، وغالبًا ما يعاني النساء المصابات بمقدمات الارتعاج من ارتفاع ضغط الدم ومستويات عالية من البروتين في البول (بيلة بروتينية)، وتحدث الإصابة عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل، حيث يمكن أن تؤثر على أعضاء أخرى في الجسم، فتشكل خطرًا على الأم والجنين بسبب هذه المخاطر. لهذا يجب أن تعالج مقدمات الارتعاج من قبل الطبيب.
يؤثر مقدمات الارتعاج على ما يصل إلى 8% من جميع الولادات في جميع أنحاء العالم، في الولايات المتحدة، ويتسبب هذا في حوالي 15% من الولادات المبكرة (الولادة قبل 37 أسبوعًا من الحمل).
أسباب الإصابة بمرض مقدمات الارتعاج
أسباب الإصابة بمرض مقدمات الارتعاج
لا أحد متأكد تمامًا من سبب الإصابة، ويُعتقد أن تسمم الحمل ناتج عن مشكلة في صحة المشيمة (العضو الذي يتطور في الرحم أثناء الحمل، وهو مسؤول عن توفير الأكسجين والمواد المغذية للجنين)، وقد ينخفض تدفق الدم إلى المشيمة في حالة مقدمات الارتعاج.
هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل لكِ ولجنينك، ولكن يتم استكشاف بعض الأسباب المحتملة، وتشمل هذه:
- عوامل وراثية.
- مشاكل الأوعية الدموية.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض ما قبل الإرجاج
لا نعرف على وجه اليقين ما الذي يسبب مرض ما قبل تسمم الحمل، ولكن هناك بعض الأشياء التي قد تجعلكِ أكثر عرضةً للإصابة به من النساء الأخريات، فإذا كان لديك عامل خطر واحد لتسمم الحمل، فأخبر طبيبك على الفور.
أنتِ في خطر كبير للإصابة بمقدمات الارتعاج إذا:
- كنتِ مصابة بمقدمات الارتعاج في حمل سابق، فكلما أصبتِ بتسمم الحمل في وقت مبكر من الحمل، زادت مخاطر إصابتكِ به مرة أخرى في حمل آخر. أنتِ أيضًا في خطر أكبر إذا كنتِ مصابة بمقدمات الارتعاج إلى جانب مضاعفات الحمل الأخرى.
- كنتِ حاملاً في أكثر من طفل (توأمان أو ثلاثة توائم أو أكثر).
- لديكِ ارتفاع في ضغط الدم، أو مرض السكري، أو أمراض الكلى أو أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة أو متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية.
تشمل عوامل الخطر الأخرى لتسمم الحمل ما يلي:
- لم يسبق لكِ إنجاب طفل من قبل، أو مر أكثر من 10 سنوات منذ أن أنجبتِ طفلاً.
- السمنة، والتي تعني زيادة الوزن بشكل كبير مع مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى.
- لديكِ تاريخ عائلي من تسمم الحمل، وهذا يعني أن أشخاصًا آخرين في عائلتك، مثل أختك أو والدتك، قد أصيبوا بمرض مقدمات الارتعاج.
- عانيتِ من مضاعفات في حمل سابق، مثل إنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة.
انخفاض الوزن عند الولادة هو عندما يولد طفلك بوزن أقل من 5 أرطال (أي أقل من 2500 جرام).
- تلقيتِ علاجًا للإخصاب في المختبر (التلقيح الاصطناعي) لمساعدتك على الحمل.
- كان عمرك أكبر من 35 عامًا.
- كونك أمريكية من أصل أفريقي، فالنساء الأمريكيات من أصل أفريقي أكثر عرضةً للإصابة بمقدمات الارتعاج من النساء الأخريات.
علامات وأعراض مقدمات الارتعاج
علامات وأعراض مقدمات الارتعاج
لا تظهر أي أعراض على العديد من النساء المصابات بما قبل الإرجاج. بالنسبة لأولئك اللائي يتم تشخيصهم، فإن بعض العلامات الأولى لتسمم الحمل هي ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول واحتباس الماء، وهذا يمكن أن يسبب زيادة الوزن والتورم.
تشمل العلامات الأخرى لمقدمات الارتعاج ما يلي:
- صداع الرأس.
- رؤية ضبابية أو حساسية للضوء.
- ظهور البقع الداكنة في رؤيتك.
- آلام في الجانب الأيمن في البطن.
- تورم في اليدين والوجه (Edema).
- ضيق في التنفس.
من الضروري مشاركة جميع أعراض الحمل مع طبيبك، وكثير من النساء لا يدركن أنهن مصابات بمقدمات الارتعاج حتى يتم فحص ضغط الدم والبول لديهم في موعد قبل الولادة.
قد يتضمن مرض مقدمات الارتعاج الشديد أعراضًا، مثل:
- ارتفاع ضغط الدم (ضغط الدم 160/110 مم زئبق أو أعلى).
- انخفاض وظائف الكلى أو الكبد.
- سوائل في الرئتين.
- انخفاض مستويات الصفيحات في الدم (Thrombocytopenia).
- قلة إنتاج البول.
إذا كان مرض ما قبل تسمم الحمل لديكِ شديد، فقد يتم إدخالك إلى المستشفى للمراقبة الدقيقة أو تحتاجين إلى ولادة طفلك في أسرع وقت ممكن. قد يعطيك طبيبك أدوية لارتفاع ضغط الدم أو لمساعدة رئتي طفلك على النمو قبل الولادة.
مضاعفات مقدمات الارتعاج
إذا تُركت الحالة دون علاج، يمكن أن يكون تسمم الحمل قاتل لكِ ولطفلك.
تتمثل المضاعفات الأكثر شيوعًا في الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة أو انفصال المشيمة. كما يمكن أن تحدث متلازمة هيلب (انحلال الدم وارتفاع إنزيمات الكبد وانخفاض عدد الصفائح الدموية).
يحدث هذا عندما يتلف مقدمات الارتعاج الكبد وخلايا الدم الحمراء وتتداخل مع تخثر الدم، والعلامات الأخرى لمتلازمة هيلب هي الرؤية الضبابية وألم الصدر والصداع ونزيف الأنف.
قد تكونين في خطر متزايد للإصابة بما يلي:
- مرض كلوي.
- نوبة قلبية.
- السكتة الدماغية.
- تطور تسمم الحمل في حالات الحمل المستقبلية.
كيف يتم تشخيص مرض مقدمات الارتعاج؟
غالبًا ما يتم تشخيص مقدمات الارتعاج أثناء المواعيد الروتينية السابقة للولادة عندما يتحقق مقدم الرعاية الصحية الخاص بك من زيادة الوزن وضغط الدم والبول.
في حالة الاشتباه في تسمم الحمل، قد يقوم الطبيب الخاص بك بما يلي:
- طلب اختبارات دم إضافية للتحقق من وظائف الكلى والكبد.
- جمع البول على مدار 24 ساعة لمراقبة البيلة البروتينية.
- فحص بالموجات فوق الصوتية وغيرها من عمليات مراقبة الجنين لإلقاء نظرة على حجم طفلك وتقييم حجم السائل الأمنيوسي.
يمكن تصنيف مقدمات الارتعاج على أنها مرض بسيط أو شديد، وقد يتم تشخيص الضغط على أنكِ مصابة بمقدمات الارتعاج الخفيف، بالإضافة إلى مستويات عالية من البروتين في البول.
يتم تشخيص إصابتك بمقدمات الارتعاج الشديدة إذا كانت لديكِ أعراض بسيطة من تسمم الحمل، بالإضافة إلى:
- علامات تلف الكلى أو الكبد (تظهر في تحاليل الدم).
- انخفاض عدد الصفائح الدموية.
- سوائل في رئتيك.
- الصداع والدوخة.
- ضعف البصر أو رؤية البقع.
علاج مقدمات الارتعاج
علاج مقدمات الارتعاج
العلاج الموصى به أثناء الحمل هو الولادة، ففي معظم الحالات، يؤدي ولادة الطفل إلى منع تطور حالة ما قبل تسمم الحمل.
الولادة
إذا كنتِ حاملاً في الأسبوع 37 أسبوعًا أو أكثر، فقد يحرض طبيبك على الولادة في هذه المرحلة، حيث قد نما طفلك بشكل كافٍ ولا يعتبر سابقًا لأوانه.
ومع ذلك، إذا كنتِ تعانين من تسمم الحمل قبل 37 أسبوعًا، فسينظر طبيبك في صحتك وصحة طفلك عند اتخاذ قرار بشأن موعد ولادتك، ويعتمد هذا على العديد من العوامل، بما في ذلك عمر الحمل لطفلك، ومدى شدة المرض.
العلاجات بعد الولادة
بمجرد ولادة الطفل، تختفي الأعراض عادةً في غضون 48 ساعة، حيث وجدت الأبحاث أنه بالنسبة للعديد من النساء المصابات بمقدمات الارتعاج، تختفي الأعراض وتعود وظائف الكبد والكلى إلى طبيعتها في غضون بضعة أشهر. ومع ذلك، يمكن أن يحدث مرض مقدمات الارتعاج أيضًا بعد الولادة، وهذا عادةً بين 48 ساعة و 6 أسابيع بعد الولادة.
لهذا السبب، إذا كنتِ مصابة بمقدمات الارتعاج أثناء الحمل، فإن المتابعة الدقيقة مع طبيبك وفحوصات ضغط الدم المنتظمة مهمة بعد ولادة طفلك، وحتى بعد الحمل غير المصحوب بمضاعفات، اتصلي بطبيبك إذا كنتِ قد أنجبتِ طفلًا مؤخرًا ولاحظتِ أعراض تسمم الحمل.
الأدوية المستخدمة في علاج مرض مقدمات الارتعاج
في بعض الحالات، قد يعطيك طبيبك أدوية للمساعدة في خفض ضغط الدم، وقد يعطيكي أيضًا أدوية لمنع التشنجات، وهي إحدى المضاعفات المحتملة لمقدمات الارتعاج.
قد يرغب طبيبك في إدخالك إلى المستشفى لمزيد من المراقبة الدقيقة، فقد تتلقى أدوية عن طريق الوريد لخفض ضغط الدم أو حقن الستيرويد لمساعدة رئتي طفلك على النمو بسرعة أكبر. كذلك قد يرغب طبيبك في علاجك بجرعة منخفضة من الأسبرين.
متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة؟
إذا كنت تعانين من أي أعراض مرض مقدمات الارتعاج، فمن الضروري الحصول على عناية طبية فورية، ومن المهم دائمًا الاتصال بطبيبك إذا لاحظتِ أي علامات أو أعراض غير عادية أثناء الحمل، وتذكري أن همك الرئيسي هو صحتك وصحة طفلك.
كيفية الوقاية من مرض ما قبل تسمم الحمل
يمكن تقليل مخاطر الإصابة بما قبل تسمم الحمل، فبالنسبة للنساء اللائي يعانين من عوامل الخطر، فهناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها قبل وأثناء الحمل لتقليل فرصة الإصابة به، ويمكن أن تشمل هذه الخطوات:
- إنقاص الوزن إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن أو السمنة.
- السيطرة على ضغط الدم وسكر الدم.
- الحفاظ على ممارسة الرياضة بشكل روتيني منتظم.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تناول أطعمة صحية قليلة الملح وتجنب الكافيين.
مشاهير أصيبو بالمرض
فيما يلي بعض المشاهير الذين أصيبوا بمرض مقدمات الارتعاج:
- بيونسيه (Beyoncé).
- تريستا سوتر (Trista Sutter).
- بروك مولر (Brooke Mueller).
- ماريا كاري (Mariah Carey).
الأسئلة الشائعة حول مرض مقدمات الارتعاج
ما الفرق بين مقدمات الارتعاج (Preeclampsia) وتسمم الحمل (Eclampsia)؟
تسمم الحمل هو مرض مقدمات الارتعاج الشديد الذي يسبب النوبات، ويعتبر من مضاعفات مقدمات الارتعاج، ولكن يمكن أن يحدث بدون علامات مقدمات الارتعاج، وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي إلى غيبوبة أو سكتة دماغية أو الوفاة.
هل الضغط النفسي يسبب مقدمات الارتعاج؟
في حين أن الإجهاد والضغط النفسي قد يؤثر على ضغط الدم، فإن الإجهاد ليس أحد الأسباب المباشرة لمقدمات الارتعاج، وفي حين أن بعض التوتر أمر لا مفر منه أثناء الحمل، فإن تجنب المواقف شديدة التوتر أو تعلم إدارة التوتر هو فكرة جيدة.
مرض مقدمات الارتعاج (Preeclampsia) هو حالة خطيرة قد لا تدركينها إلا بعد فترة كبيرة من الحمل، لذلك من المهم أن تذهبي إلى جميع مواعيد ما قبل الولادة وأن تكوني صريحة بشأن جميع الأعراض التي تشعرين بها أثناء الحمل، حيث يساعد ذلك في اكتشاف وعلاج ما قبل الإرجاج مبكرًا.