يقع الكثيرون ضحية التغيير ولكن من منظور آخر يختلف مع كل المبادئ الإنسانية من منظور أنه لا بد أن تأخذ خطوة التغيير وإلا ستصبح منبوذًا من قِبل الجميع، فكم من شخصٍ سعى إلى تغيير أمر ما في نفسه، وهو غير راضٍ عن هذا التغيير من أجل إرضاء الطرف الآخر، فما هو مفهوم التغيير الذاتي الصحيح، وما هي مراحل التغيير الذاتي، وأنواعه، وأهم خطوات التغيير؟
مفهوم التغيير الذاتي
هو التطلع نحو التغيير والتطوير في شخصية الإنسان في كافة جوانب الحياة المرتبطة بعلاقاته الاجتماعية والمهنية، والتحسين في المستوى الصحي، والجسدي، والنفسي على نحوٍ يرضي متطلباته الحياتية والنفسية، وليس على نحوٍ يرضي الآخرين. لكي يكون التغيير والتطلع نحو الأفضل تغييرًا كليًا، وليس تغييرًا جزئيًا يفنى مع مرور الوقت.
العوامل المؤثرة على مفهوم التغيير الذاتي
- الوقت، يوجد اتساق بين السمات الشخصية وتزايد العمر.
- الأحداث غير المتوقعة تؤدي إلى إظهار السمات التي يتمتع بها الفرد.
- التحولات البيولوجية، والاجتماعية في الحياة.
تشير التحولات البيولوجية إلى مراحل البلوغ، أو ولادة امرأة لطفلها الأول. بينما تشير التحولات الاجتماعية إلى التغيرات في الأدوار الاجتماعية، مثل: أن يصبح لديك طفلًا، أو العمل في وظيفة للمرة الأولى، هذه التحولات في الحياة لا تؤدي إلى التغيير بالضرورة، ولكنها قد تكون إحدى أسباب التغيير.
طرق تغيير سلوك الأفراد
توجد طرق عديدة لتغير الفرد، تشمل:
- الأفكار في البيئات المضطربة نفسيًا والقائمة على كافة أنواع العقوبات
مثل الأدوار الاجتماعية. قد يغير الفرد شخصيته لتلائم الدور الاجتماعي، مثل: محاولة الوالدين لتغيير سلوك الطفل.
- التفكير في الأفعال
يساعد الفرد الطبيب المعالج في تحديد السلوكيات غير الصحيحة، كي يراقب ذاته من أجل تغييرها، وفي النهاية يصل المرء إلى السلوك المنشود.
- مراقبة تصرفات الآخرين
قد يقع البعض ضحيةً لسلوكيات الآخرين، ويحاولون جاهدًا فهم المغزى وراء هذه التصرفات التي قد تكون عدائية طوال الوقت، مما يترتب على محاولة فهم هذه التصرفات، انجذاب الشخص لهذه السلوكيات لتصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصيته.
- تقبل ردود الأفعال من الآخرين حول شخصيتهم، وتكون هذه الآراء هي القوة الدافعة للتغيير.
يجب أن يتعاون الأشخاص من أجل هذا التغيير، فالتغيير قد يكون مستحيلًا دون الأشخاص والأصدقاء الذين يساندون الفرد. كما يجب أن يتواكبوا مع تصرفات هذا الشخص في فترة التغيير؛ لأنه يمكن أن يكون قاسيًا بعض الشيء.
معوقات مفهوم التغيير الذاتي
كما أن للتغيير أسس وقواعد، هناك أيضا عقبات تمنعه من مواصلة السعي في التقدم والتغيير وتشمل:
- التشاؤم (pessimism).
- طلب التغيير من الآخر.
- الخوف من الفشل.
مراحل التغيير الذاتي
يمر الإنسان بتجارب مختلفة تساعده على التطوير الذاتي والاستعاب الجيد لبعض الأمور الحياتية، هناك 3 مراحل تساعد الإنسان على هذا التغيير، وهي:
مستوى التفكير الداخلي
أول مستويات التغير الذاتي. يرتبط بالوعي والتفكير والنظر إلى صغائر وكبائر الأمور بنظرةٍ مختلفة، وهو أيضا تغيير المعتقدات التي نؤمن بها تجاه الأمور الخارجية.
مستوى الشعور الداخلي
الشعور المتراكم داخل النفس البشرية، وما تشعر به من خيرٍ أو شرٍ تجاه الأمور، أو ما تنظر إليه بعين السلبية والإيجابية. كلما شعر المرء بالخير قَدم إليه الخير، وكلما شعر بالشر قَدم إليه الشر، وكأن الشعور ما هو إلا مغناطيس يجذب إليه مقدار إحساسك للأمور.
مستوى السلوك الخارجي
الهدف من مراحل التطوير هو التغيير في سلوك الفرد، وطرق تعامله مع الآخرين. كلما كان الشعور الداخلي والأفكار الإيجابية في حالة من المرونة والإيجابية، كلما كان سلوك الفرد ليس عدائيًا.
أنواع التغيير الذاتي
هناك أنواع عديدة من التغيير التي يطمح إليها الإنسان، من هذه الأنواع:
التغيير المادي
يعتبر هذا النوع من أيسر أنواع التغيير الذاتي، لأنه عادةً ما ينتج عن مبادرة الشخص مِن أجل إحداث التغيير، يشمل كافة الجوانب الخارجية للإنسان من متطلبات الحياة من مأكل، أو مشرب، أو ملبس.
التغيير الذاتي الفكري
التغيير في المعتقدات، والمبادئ، يسعى المرء إلى تطويرها. يتطلب هذا التغيير عقلية مرنة قادرة على تقبل الآراء المختلفة وإرادة وقدرة على التخلي عن بعض المعتقدات الخاطئة واستبدالها بمعتقدات صحيحة.
التغيير الكلي
هو تغيير يشمل كافة جوانب الحياة المختلفة. عادةً ما يحدث بشكل مفاجئ، ينتقل الإنسان من وضعٍ إلى آخر، بصورة غير منظمة، أو مخطط لها مِن قبل.
التغيير الذاتي التدريجي
يعتبر تغييرًا حقيقيًا يرتكز على المبادئ والقيم والخطط المُسبقة التي تنقل الإنسان من وضعٍ غير راضٍ عنه، إلى كل ما يطمح به. عادةً ما يحدث بشكل منظم، وفي فترة زمنية معنية على عكس التغيير الكلي.
التغيير الإيجابي
تغيير بعض السلوكيات والعادات السلبية السيئة إلى أخرى أكثر إيجابية، مثل: الإقلاع عن التدخين، والتقليل من السهر.
التغيير السلبي
هو عبارة عن تغيير بعض المعتقدات والعادات الإيجابية، إلى أخرى سلبية. عادةً ما يعود هذا التغيير على صاحبِه بالسوءِ سواء على المستوى المهني أو العملي، أو الصحي، أو الشخصي.
خطوات التغيير الذاتي
إذا كان الإنسان يطمح نحو التغيير الفعال، فلا بد أن يتبع بعض قواعد وخطوات التغيير الذاتي، ومن هذه الخطوات:
تغيير الأهداف إلى مشاريع
لم نخلق عبثًا بل خلقنا لغاية ومن أجل توصيل رسالة محددة تختلف من شخصٍ لآخر. لذلك لا بد من معرفة أهدافك في الحياة، ورسالتك حتى تستطيع حينها تحديد أهدافك، وتحويلها إلى مشاريع هادفة تعود عليك بالنفع.
التغيير الذاتي والمرونة
لا بد أن يتحلى المرء بالمرونة ولا يكون ذو عقلية متحجرة؛ كي يحصل على التغيير المنشود، فالعقلية المرنة ترى أن التغيير غاية لتحقيق أهداف ملموسة وغير ملموسة؛ لأن الإنسان مطالب بالسعي وليس النتيجة.
قاعدة التعجيل والتأجيل
التغيير الذاتي والتضحية
التخطيط
مفهوم التغيير الذاتي، ومراحل التغيير الذاتي، وأنواع التغيير الذاتي. كذلك خطوات التغيير الذاتي تشير إلى العديد من الخبايا التي تتخلل نفس المرء. ويتطلع إلى تطويرها والعمل على تعززيها؛ كي يحظى بمكانة مرموقة وسط الآخرين، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.