نظرًا لقيمته الغذائية العالية، واستخداماته اليومية والطبية العديدة؛ يميل العديد من المزارعين إلى ترقّب مواعيد زراعة فول الصويا، للبدء في إنتاج هذا المحصول الغني. وسنتعرف في مقالنا هذا على كيفية زراعة فول الصويا، وأبرز الأدوات المستخدمة؛ مع معرفة طريقة الزراعة وتعرف 4 مشاكل وعوائق قد تواجهك.
ما هو فول الصويا؟
فول الصويا (soybean) أو (Glycine max)، هو أحد النباتات البقولية. يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المختلفة، وهو مصدرٌ غنيٌّ بالبروتين. لذا يميل العديد من المزارعين إلى زراعته في مختلف المناطق لما يشكّله من ثروة صحية وغذائية واقتصادية، فهو الفول الأكثر أهمية في العالم، ويستخدم في الصناعات على نطاق واسع.
طريقة زراعة فول الصويا
يزرع فول الصويا بشكل أساسي في مناطق شرق آسيا. إلا أنه انتشر ليشمل مختلف مناطق الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية أيضًا. وتتم عملية الزراعة عبر اتباع مجموعة من الخطوات الأساسية المتلاحقة انطلاقًا من إعداد التربة، وصولًا إلى حصاد المواسم.
إعداد التربة للزراعة
يعتبر فصل الخريف هو الوقت الأنسب لتحضير التربة لزراعة فول الصويا، والتحقق من غناها بالمغذيات. فإن كان المحصول السابق زراعته في الحقل هو محصول الذرة، فيفضل التحقق من مستويات الفوسفور والبوتاسيوم.
كما يفضل التأكد من خلو الترب من أنوع معينة من المبيدات الزراعية، فالصويا حساس للغاية لبعض المبيدات التي قد تميت البذور قبل الإنبات.
اختيار البذور
إن كنت تسعى لحصاد محصول غني ومثمر، عليك أن تبدأ باختيار بذور جيدة، إذ تعتبر هذه الخطوة اللبنة الأساسية لزراعة فول الصويا. يمكنك في البداية اللجوء إلى إحدى المحال المختصة ببيع البذور، واختيار تلك المعالجة كيميائيًا بمواد خاصة لحفظها من الآفات والأمراض، وضمان إنتاج محصول وافر.
والجدير بالذكر، أنك وفي الأعوام المتلاحقة، ستتمكن من توفير بعض المصاريف الخاصة بشراء البذور، إذ تبقى بعض البذور في الطبقة السطحية من التربة أثناء فترة الحصاد. وحين يحين موعد نموها، تنمو وتنتج نباتًا جديدًا دون عناء.
زراعة البذور
يعتمد عمق زراعة البذور عادة على نوع التربة وظروفها في وقت الزراعة. لكن يعتبر العمق المثالي هو 1.25 إلى 1.5 بوصة في الترب العادية، فيما يفضل زراعتها على عمق 2 بوصة في الترب الرملية. وينصح بتباعد بقدار 30 بوصة بين البذور لحماية النبات من التعرض للرطوبة، وبالتالي الإصابة بالعفن.
ري النبات
يفضل الحفاظ على التربة برطوبة متوسطة، للسماح للبذور بالإنبات دون الإصابة بالعفن. ويفضل ري النبات بمقدار بوصة واحدة أسبوعيًا.
لكن وفي حالة استخدام مبيدات الأعشاب المختلفة، فيجب الحفاظ على رطوبة التربة المتوسطة لتنشيط المادة الفعالة في المبيد. كما يفضل عدم زيادة كمية الري حتى لا تؤثر المبيدات على النبات نفسه، لذا انتبه إلى نشرات الطقس المقررة، ولا تروي النبات عند احتمل حدوث أمطار.
إضافة السماد
لا يتطلب فول الصويا الكثير من الأسمدة والعناية الكيميائية الفائقة، لكن يعتبر من الضروري وضع خطة تسميد واضحة ودقيقة. ويعتبر فول الصويا حساسًا للغاية لملوحة التربة، لذا يجب الحفاظ على متوسط ملوحة يقدر بـ 2.0 ديسيسيمنس بالمتر (dS/m). في حيت تقدر درجة حموضة التربة PH المناسبة بـ 6 – 6.8.
ينصح باستخدام الأسمدة الورقية، بالإضافة إلى استخدام طريقة الإحاطة (Banding fertilizers) والتي تكون بوضع السماد على سطح التربة محيطًا لساق النبات. أما فيما يخص محتوى النتروجين، فاحرص على أن يقارب نسبة 40%، لضمان الإخصاب الكافي.
مواعيد زراعة فول الصويا
بكل تأكيد، لا يمكن زراعة النبات في أي وقت من السنة، فلكل نبات مواسم محددة ومناخ ملائم لنمو البذور. وهو ما ينطبق على فول الصويا.
تبدأ مواسم زراعة بذور فول الصويا ما بين 25 نيسان/ أبريل حتى أواخر شهر أيار/ مايو، شريطة أن تكون التربة رطبة والطقس مائلًا إلى الحار. وتقدر درجة الحرارة الملائمة بـ 50 فهرنهايت (أي ما يعادل 18 درجة سيليسيوس). كما يفضل أن تتأكد مسبقًا من عدم وجود احتمالية لحدوث موجة صقيع خلال عشرة أيام من زراعة المحصول.
ينطوي اعتماد مواعيد زراعة فول الصويا في بداية شهر أبريل على مخاطر عديدة، إلا أنها تنتج محصولًا وفيرًا فيما لو نجحت.
أدوات زراعة فول الصويا
عادة ما يزرع فول الصويا بالتناوب مع محاصيل الذرة. ولحسن الحظ، فالمعدات المستخدمة لزراعة الذرة هي نفسها أدوات زراعة فول الصويا. وتتمثل معظم هذه الأدوات في المجرفة، وعصا القياس، وأدوات غرس الحبوب.
4 مشاكل وعوائق قد تواجهك عند زراعة فول الصويا
عادة ما تحمل الزراعة العديد من المفاجآت غير السارة للمزارع، كالتغيرات المفاجئة في المناخ، والتي لا يمكن لأي كان السيطرة عليها أو الحد من آثارها. كما قد تتمخض المحاصيل عن العديد من الأمراض التي تسرق عناء موسم كامل من المزارع، لذا يميل العديد من المزارعين إلى محاولة الحد من العوامل المؤثرة سلبًا على المحاصيل، والتي يغلب عليها:
مشاكل إنبات البذور
تعتبر المشكلة الأساسية التي قد تواجه المزارعين هي صعوبة اختراق البذور للقشرة السطحية للتربة. وعندها يجب على المزارع تحريك السطح الخارجي للتربة بمجرفة صغيرة لتقليل ضغطها على البذور.
يمكن الوقاية من هذه المشكلة باعتماد ترب ذات بنية مناسبة غير صلبة، واستخدام الأسمدة العضوية وفضلات الدواجن للمساعدة في تعديل بنية التربة.
الأعشاب
تنافس الأعشاب فول الصويا في الحصول على مغذيات التربة ومياهها وأشعة الشمس، مما يقلل من حصة فول الصويا من هذه العناصر الهامة. كما يمكن أن تتداخل بذور هذه الأعشاب مع بذور فول الصويا في وقت الحصاد. لذا ينصح المزارع باستخدام المبيدات العشبية قبيل زراعة الصويا بفترة زمنية كافية.
وفيما لو ظهرت الأعشاب بعد زراعة فول الصويا، فيجب إزالتها يدويًا، أو عبر مجرفة صغيرة.
الأمراض والآفات
يوجد حوالي 50 مرضًا يصيب نبات فول الصويا كالفيروسات والبكتيريا والفطريات والديدان الخيطية. منها ما يصيب جذور النبات، ومنها ما يصيب الجذع أو الأوراق.
أما بالنسبة للآفات، فقد تغزو بعض الحشرات والعث المحصول، فتسبب أضرارًا خطيرة به.
نقص المغذيات
بكل تأكيد، إن لم يحصل النبات على الغذاء الكافي، لن يتمكن من الإنتاج. وعادة ما يظهر نقص المغذيات على شكل تغير في اللون أو تشوهات في الشكل. وهنا يتوجب الفحص السريع للتربة لمعرفة المواد اللازم إضافتها بالسرعة المطلوبة.
قد لا تقتصر أعراض نقص المغذيات على نقصها في التربة، بل قد يحدث هذا لأن النبات غير قادر على امتصاصها، وعادة ما يرتبط هذا الأمر بانخفاض درجة الحموضة، أو زيادتها بشكل كبير، وهو ما يعتبر من أخطر مشاكل زراعة فول الصويا. كما يمكن أن تسبب التغيرات المناخية إضعاف جذور النبات وعدم قدرتها على امتصاص العناصر من التربة.
في الختام، بعد أن تعرفت إلى 4 مشاكل وعوائق قد تواجهك إن كنت ترغب في بدء إنتاج محصول غني ووافر، فتأكد من تحقيق جميع الشروط والعوامل اللازمة لفول الصويا، وتجنب عوائق زراعته. واستشر المختصين الكيميائيين حول ماهية الأسمدة الواجب إضافتها والمبيدات التي يمكن استخدامها. وتجنب الاستعانة بنصائح غير الخبراء، فقد يكلّفك الأمر محصولًا كاملًا وعناء يشق الأنفس.