خلق الله عز وجل الإنسان وجعله مميزًا عن بقية المخلوقات بالعقل والأرادة، وكرمه وجعله يُعمر الأرض، وبدأ الأنسان بالفعل في تكوين مجتمعات مبنية على العدل والخير. وكان عليه استيعاب أهمية الحوار، ولكي يحقق ذلك كان ضروريًا أن يقابل أشخاص آخرين ويتعايش معهم. ومن هنا بدأ الإنسان في إدراك ما مفهوم الحوار وفوائد الحوار الناجح.
ما مفهوم الحوار؟
يُعرف الحوار في اللغة على أنه مناقشة أو محادثة بين شخصين أو أكثر. وأيضا يُعرف مصطلح الحوار على أنه محادثة بين مجموعتين حول موضوع معين، لكل منها وجهة نظره الخاصة والتي يكون هدفها الوصول إلى الحقيقة أو التحدث بدون تعصب وبطريقة تعتمد على العلم والعقل. ويقوم الحوار الناجح باستعداد الطرفين لتقبل الحقيقة حتى إذا ظهرت على يد احدهما. ومن الضروري استخدام الحوار عندما يكون للأفراد أو المجموعات وجهات نظر مختلفة.
حاجة الإنسان للحوار
قد يكون الإنسان قادر على أن يتواصل منذ مولده وذلك ليستطيع تأمين احتياجاته والحصول على ما يريد من احتياجاته البيولوجية والنفسية. حيث يبدأ بالتواصل بشكل بصري مع كل من حوله وهنا تأتي أهمية الحوار، وبعد ذلك تأتي مرحلة الكلمات لتصبح اللغة هي مفتاح تكوين العلاقات بين الأفراد، وهذا ما يميز الإنسان عن جميع المخلوقات الآخرى.
يجب على الإنسان أن يبذل قصارى جهده لكي يتعلم طريقة الحوار ويمارسه، ويحاول القيام بحوار فعال مع الآخرين ويجب أن يعلم أنه يوجد اختلافات بينه وبين الآخرين. والجميل في الحوار أنه يجعل كل شخص يستمر في التكلم بطريقة مختلفة عن الآخر من خلال وجهات النظر المختلفة.
يحتاج الأشخاص إلى العديد من الأساليب المختلفة والمهارات للتعامل مع بعضهم البعض. وأهم تلك الأساليب هي فتح قنوات اتصال بين الطرفين على أساس الاستماع والتفاعل بشكل فعال. وذلك من خلال اللغة اللفظية أي الكلام بشكل مباشر، وتعتبر اللغة الغير لفظية هي لغة الجسد وبهذا الشكل يصبح الحوار بينهما فعال بشكل أكثر.
فوائد الحوار الناجح
يعتبر الحوار هو أحد أهم خصاىص البشر والتي تميزهم عن بقية المخلوقات. كما أنه يساعد في:
- الانسجام بين الأشخاص وانتشار الحب والود بينهم وذلك يساهم بدروه في وجود مجتمعات صالحة.
- كما أن الحوار يخلق الراحة للاشخاص ويخلق خطوات لصداقة ناجحة، كما أنه يُساعد هؤلاء الأشخاص في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم في وجود بيئة يشعرون فيها بالأمان.
- يعمل الحوار الناجح على بناء المجتمعات من خلال تبادل أعضاء المجتمع الأفكار والمعلومات. ويقوموا بإعادة بنائها، والمساهمة في تنمية المجتمع والأفراد.
- الحوار يعتبر وسيلة فعالة للتواصل مع أفراد الأسرة، فمن خلال محاورة الآباء مع أطفالهم الجيدة. يكون لديهم الفرصة الكافية للتعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية في أنفسهم وأطفالهم أيضًا، وهذا يساعدهم في المساهمة في تغييرهم.
- تظهر أهمية الحوار الأسري في تشكيل أسرة مثالية.
- لا يمكن تحقيق العدالة إلا من خلال الاستماع إلى الأفراد ومناقشة أي قضية أو مشكلة يشتركون فيها. ويعتبر غياب الحوار يشير إلى وجود حقيقة ناقصة وعدالة مشوهة.
- تبادل المعلومات والثقاقات والتجارب بين الناس، لا يمكن تعلم التجربة ومشاركتها إلا عن طريق الحوار الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على تقدم المجتمعات.
أهمية الحوار للمجتمع
يعتبر الحوار وسيلة مهمة لاستكشاف جذور الأزمات الكثيرة التي تواجه البشر في يومنا هذا. ويجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يدرك أهمية الحوار، حيث إنه يجعل البشر تفهم جيدًا أنواع العمليات التي تتداخل مع التواصل الحقيقي والوصول إلى حل للعديد من المشكلات، وتظهر أهمية الحوار في الطرق العديدة التي يمكننا من خلالها التحدث بها مع أنفسنا كالدردشة (Chat) والمناقشات والمحادثات والتي تعتبر كلها طرق مختلفة لممارسة الكلمات.
بجانب ذلك يفتح الحوار مساحة معينة استنادًا إلى مشاركة الأفكار، فإنه يشجع على المواجهة وجهًا لوجه و اكتشاف أفكار أخرى. وطالما أن كل شخص يأخذ بعين الاعتبار ما قيل، فإن الحوار يتقدم باستمرار. البحث والفهم والتوضيح والتحقق كلها خطوات في رحلة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. وفوق كل شيء، فإن الحوار يوفر بيئة يكون فيها كل فرد قادرًا على إستيعاب الحقيقة والمعنى.
أهمية الحوار في الحياة الأسرية
يعتبر الحوار من الأشياء الهامة في الحياة الأسرية وبين الزوجين، لأن الخلافات قد تدمر الحياة العاطفية بينهما وعادة ما يحول الخلاف إلى الحديث ثم يحتدم ليصبح نقاش يؤثر بشكل سلبي على نفسية كلا الطرفين ولا يؤذي مشاعر بعضهما البعض فقط، لذا يجب مراعاة استخدام ما يسمى بـ الذكاء العاطفي بين الزوجين وذلك من خلال الحوار الإيجابي الذي يثير بدوره طريق لإيجاد حلول، وبدلاً من الجدل وإصابة العواطف يتم التعبير عن مشاعرهم بهدوء.
في الختام، يعتبر الحوار انعكاسًا لعلاقات الشخص وهدفه في الحياة. ولا يعتبر الحوار عملية لحل المشكلات بشكل مباشر، ولكنها تعتبر عملية لبناء جسور التفاهم بين المجموعات التي تساعد بطريقة طبيعية على التقليل من سوء الفهم والصراع والتوتر. وبالتالي يمكن حل المشكلات بعد ذلك، لذا من الضروري فهم أهمية الحوار للاستفادة من فوائد الحوار الناجح.