ما هي مبطلات الصيام في رمضان؟ معنى مبطلات الصيام: هي المبطلات التي معها يكون الصيام غير صحيح لأنه يفسد شروطه، ويكثر التساؤل في هذه الأيام المباركات عن مفسدات الصوم في نهار رمضان حرصًا على تجنبها حتى يحصل المسلم على أجر صيام هذا الشهر ويكون ممن غفر لهم الله ما تقدم من ذنبهم وما تأخر، لذلك نعرض لكم عبر موقع فهرس عرض شامل حول مبطلات الصيام في رمضان، وما حكم الفطر المتعمد، وحكم فطر المريض والمسافر في رمضان، وما كفارة الفطر المتعمد في نهار رمضان في حالاته المختلفة.
Please enable JavaScript
ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان؟
مبطلات الصوم أو مفسدات الصوم هي المبطلات التي تفسد الصيام والمحرم القيام بها في نهار شهر رمضان، والتي يرتكبها المكلف بالصيام وليس له رخصة في الفطر تؤدي إلى فساد صومه (أي يصبح صومه غير صحيح) مع الإمساك عن الطعام والشراب باقي اليوم لحرمة هذا الوقت، ويستوجب عليه قضاء اليوم بعد انتهاء شهر رمضان، وهناك 7 مبطلات للصوم نعرضهم لكم بشيء من التفاصيل فيما يلي مفسدات الصيام وما يفطر وما لا يفطر في المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
ما وصل عمدًا إلى الجوف
الصوم فعليًا هو الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب من الفجر حتى المغرب، ويبطل صوم الفرد في حال وصول أي شيء بشكل متعمد منه إلى جوفه: وتشمل كل ما يصل إلى الحلق، البطن، الدماغ بأي وسيلة كانت، واختلف المذاهب الأربعة في ذلك:
- الحنفية:
كل ما يصل متعمدا أو عن طريق الخطأ إلى الجوف أو ما يأتي في حكمه كالدماغ من خلال المنافذ المفتوحة في الجسم.
- المالكية:
- كل مائع يصل إلى الحلق متعمد أو خطأ أو سهوا عن طريق الفم أو غير ذلك، أو وصوله للمعدة من خلال المنافذ المتسعة تبطل الصيام.
- غير المائع الذي يصل إلى المعدة من خلال الفم فقط من مبطلات صيام شهر رمضان.
- استنشاق البخور، أو بخار الطعام، أو دخان السجائر بشرط وصوله إلى الحلق.
- وصول السواك أو ماء الوضوء أثناء المضمضة إلى الحلق دون قصد.
تناول الطعام أو الشراب عمداً في نهار رمضان، أو وصول عين إلى جوف الصائم من خلال أي منفذ من المنافذ المفتوحة مثل: الفم أو الأنف أو الأذن، وغيرها يعد من مبطلات الصيام عند الشافعية.
- الحنابلة:
في حال تعمد الأكل أو الشرب يبطل الصوم في الحال، وأيضا من تناول ظنا انه ليل وهو نهار، أو شاكا في الغروب وتبين عكس ذلك فصيامه باطل ويستوجب عليه قضاء ذلك اليوم مع الإمساك.
أما من أكل أو شرب ناسيًا أو شاكا في طلوع الفجر فصيام، أو وصول ماء الوضوء في أثناء المضمضة أو استنشاق الغبار بغير قصد فالصيام صحيح ولم يفسد في مذهب ابن حنبل، واستدلوا بذلك على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
القيء المتعمد (الاستقاءة)
هي قيام الصائم بإخراج القيء بشكل متعمد من جوفه، واتفق المذاهب الأربعة في أن القيء المتعمد من مبطلات الصيام ومفسداته وينبغي قضاءه، أما إذا غلبه القيء فصيمه صحيح، كما يفسد يبطل أيضا الصيام في حال غلبه القيء ثم أعاده مرة أخرى إلى الجوف بشكل متعمد.
الجماع في نهار رمضان
مفسدات الصوم هي المبطلات التي معها لا يتحقق معنى الصيام والغرض منه وهو ترك كل شهوة؛ لذلك من جامع في نهار رمضان بشكل متعمد بطل صومه ويستوجب عليه القضاء والكفارة وذلك بإجماع المذاهب الأربعة الفقهية فهو من مبطلات الصوم، وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة:
أما من جامع في نهار رمضان ناسيًا فهو ليس مفطر ولا يعد من مبطلات الصيام عند الشافعية والحنفية.
الاستمناء في نهار رمضان (مبطلات الصيام)
اتفقت المذاهب الأربعة الفقهية أن خروج المنى في نهار رمضان سواء بالملامسة أو التقبيل أو المباشرة دون الفرج من مبطلات الصيام ويستوجب قضاؤه، أما وجه الاختلاف جاء في:
- الاستمناء من تكرار النظر:
- عند الحنابلة والمالكية مبطل للصيام ويجب قضاؤه.
- غير مبطل للصيام عند الشافعية والحنفية.
- غير مفطر عند الشافعية والحنفية والحنابلة.
- صومه صحيح وغير مفطر بإجماع المذاهب الأربعة.
- لا تبطل الصوم عند المذهبين الشافعي والحنفي، وخروج المذي ما يضر على الصحيح.
الحيض والنفاس من مبطلات الصوم
الحيض والنفاس من مبطلات الصيام عند البنات إذا حدث في نهار رمضان يفسد الصيام ويستوجب القضاء ولا يلزم للمرأة الحائض أو النفساء الإمساك باقية اليوم وهو ما اجتمعت عليه مذهب الجمهور: المالكية والحنفية والشافعية.
الجنون أو الإغماء أو السُكر
الصيام فرض واجب على كل مسلم عاقل لذلك فأن إصابة الصائم بالجنون ولو للحظة واحدة خلال ساعات النهار فصيامه باطل، كما يبطل الصيام للصائم ويستوجب قضائه إذا دخل في غيبوبة منذ طلوع الفجر وحتى الغروب، أما إذا فاق في أي وقت في تلك المدّة فصيامه صحيح، كما أن تناول المُسكرات مثل الخمر أو النبيذ (wine)، وغيرها من المواد التي تغيب العقل بشكل فهو من مبطلات الصيام.
لا يعتبر النوم من مبطلات الصوم.
الردة من مبطلات الصيام في شهر رمضان
أي الكفر والارتداد عن دين الإسلام بشكل صريح، وهي من الأمور التي أجتمع عليها مذهب الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية على أنها من مبطلات الصيام في شهر رمضان؛ لأن الكافر لا صيام له لقوله تعالى في الآية 65 من سورة الزمر:
حكم الفطر دون عذر في رمضان
صيام رمضان من أركان الإسلام الخمسة التي لا يكتمل أسلام الفرد بدونها، ويعتبر الفطر المتعمد في رمضان بغير عذر أو رخصة أو مرض من الكبائر والأمور المحرمة شرعًا، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
كفارة الفطر المتعمد في رمضان
مفسدات الصوم هي المبطلات التي معها يفسد الصيام، وإذا فطر الفرد في نهار رمضان بالأكل والشرب فيتوجب عليه أن يقضي هذه الأيام وإطعام مسكين عن كل يوم فطر فيه، أما إذا حدث الإفطار بالجماع فيجب عليه الكفارة وهي تحرير رقبة، أو صيام شهريين متتابعين، أو إطعام 60 مسكينا، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
رُخص الإفطار في رمضان
هناك 5 حالات يبيح فيها الشرع للمسلم الإفطار في شهر رمضان دعونا نتعرف عليها بشيء من التفاصيل فيما يلي.
الحائض والنفساء
يعتبر الحيض من مبطلات الصوم لذلك يجب على الحائض والنفساء الإفطار في رمضان وقضاءه فيما بعد، وذلك لما روي عن عائشة -رضي الله عنها- زوج الرسول عليه الصلاة والسلام:
المريض والمسافر
يجوز للمريض والمسافر الفطر في رمضان لقوله تعالى:
لكن هناك حالات يجب التعرف عليها في المرض والسفر وحكم الفطر فيها عند المذاهب الأربعة، ونعرضها لكم بشيء مختصر فيما يلي:
- أولًا: المريض
اتفق مذهب الجمهور على وجوب فطر المريض مرضًا لا يُرجى برؤُه (مرض مزمن لا يشفى منه) أو يتزايد الضرر بصومه، أو الذي يسبب ضرر وهلاك له في حال استكمال الصيام، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى في سورة البقرة والنساء:
أما المريض بمرض يسير لا يتضرر بالصوم مثل الصداع أو الزكام أو ألم الأسنان أو غيره، فلا يجوز له الفطر بإجماع المذاهب الأربعة الفقهية.
- ثانيًا: المسافر
تتفق المذاهب الأربعة الفقهية على جواز الفطر للمسافر سواء شق عليه السفر أو لا، واتفق مذهب الجمهور على انه يفضل الصوم لمن لا يشق عليه السفر أما من يلحق به مشقة فالفطر أفضل له، كما يفطر المسافر بشكل شبه دائم مثل سائقي القطارات والطائرات والشاحنات، أما في حال نوى المسافر الإقامة أكثر من ثلاث أيام فلا يجوز له الفطر حيث تبدأ الإقامة من أربع أيام فأكثر، وفيما يلي حالات يجوز فيها للمسافر الفطر والقضاء فيما بعد:
- إذا كان في سفره ودخل عليه شهر رمضان (يجوز الفطر عند الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة).
- في حال السفر ليلًا في شهر رمضان (يجوز الفطر عند الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة).
- إذا سافر الصائم في نهار شهر رمضان (يجوز الفطر عند الحنابلة وقول المزني من الشافعية).
في حال قدوم المسافر من سفره مفطرا في نهار رمضان اختلف في حكم إمساكه باقية اليوم:
- لا يجب عليه أن يمسك باقي اليوم وذلك عند الشافعية والمالكية، وفي رواية عند الحنابلة.
- يجب عليه الإمساك عند الحنابلة، والحنفية ووجه عند مذهب الشافعية.
كبار السن
يجوز للشيخ الكبير والمرأة العجوز الإفطار في شهر رمضان إذا كان الصوم يشق عليه ويجهده، واستدل على ذلك بقوله تعالى في سورة البقرة:
أيضًا قوله تعالى في سورة الحج:
الحمل والرضاعة
يجوز للمرأة الحامل والمرضع أن تفطر في نهار رمضان إذا خافت أن يتأثر حملها أو ولدها، وأجمع على ذلك المذاهب الفقهية الأربعة المالكية والحنفية والشافعية، والحنابلة، حيث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
فدية الإفطار لعذر في رمضان
المفطر لعذر وقادر على قضاءه ليس عليه فدية وهو المسافر، والمريض بمرض يرجى برؤه، والحائض والنفساء، والحامل والمرضع، أما الفطر لعذر ويعجز عن قضاءه مثل كبار السن، أو المريض بمرض مزمن لا يرجى برؤه فعليه إخراج الفدية عن كل يوم أفطره وهي إطعام مسكين وذلك لقوله تعالى:
ما حكم من أفطر سهوًا في نهار رمضان؟
هل بلع الريق يفطر؟
ما الفرق بين الفدية و كفارة الفطر؟
ختامًا تعرفنا على مبطلات الصيام في رمضان، والحالات التي يستوجب أو يجوز لها الفطر في رمضان، وحكم الفطر المتعمد بالأكل والشرب أو الجماع وكفارته، وفدية الافطار لعذر أو رخصة لمن هو قادر على القضاء والعاجز عن قضاءه.